الأقلية في القرآن الكريم (الحلقة الثالثة)

الأقلية في القرآن الكريم (الحلقة الثالثة)

الدكتور فاضل حسن شريف

النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم كانت تسانده اقلية من قريش في بداية دعوته والاكثرية كافرون كما حال الانبياء السابقين “فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا” (الفرقان 50) و “وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ” (النحل 83) والقليل من اصحابه صالحون “إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ” (ص 24) والقليل منهم شاكرون الدعوة “وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ” (سبأ 13). واستمر الحال بعد وفاته صلى الله عليه واله وسلم فالمصلح الامام الحسين عليه السلام كان اصحابه هم الاقلية “تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ” (البقرة 246) و “وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ” (المائدة 13) والطاغية يزيد اتباعه الاكثرية التي تلهف وراء المال والجاه.
وهكذا بقية الانبياء من قبل “وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ” (الصافات 71) مثل نوح عليه السلام “وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ” (هود 40) وسفينته ركب بها القليل حتى ابنه رفض الركوب بها “وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا” (هود 42). وانجى الله القلة المؤمنة “فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ” (العنكبوت 15) لان الكثرة ظالمون مغرقون ” وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ” (المؤمنون 27) ودائما نصر الاقلية المؤمنة على الاكثرية الظالمة هو اية للناس جميعا.
والله سبحانه وتعالى علم آدم عليه السلام الاسماء كلها “وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا” (البقرة 31). ويعتقد البعض ان هذه الاسماء كثيرة جدا ولكن حقيقة الامر هي قلة من الاسماء التي لها علاقة بالجنس البشري ولكن هذه الاسماء القليلة تغطي الاسماء كلها.
وكذلك في حالة اصطفاء الانبياء ذكر القلة منهم “إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ” (ال عمران 33). اما المذكورون في القرآن فهم قلة قليلة جدا نسبة لالاف الانبياء الاخرين غير المذكورين، ومن تلك الايات التي ذكرت هؤلاء المذكورين “وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ” (الانعام 83-86) و “وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا” (الاعراف 65) و “وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا” (الاعراف 85) و “وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ” (الانبياء 85) و “مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ” (الاحزاب 40).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here