الأقلية في القرآن الكريم (الحلقة السابعة)

الدكتور فاضل حسن شريف

وعلى ابناء المجموعة الطاغية ان تقف امام ابائهم الطغاة وتمنعهم من غيهم ضد الاقليات المستضعفة والا سيقفون امام رب عادل ولا تنفع التبريرات “إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ” (الزخرف 22).
واختلاف الالسنة والالوان التي تجعل المجتمع يحتوي اقلية واكثرية مختلفة اللغات والالوان هي سمة المخلوقات التي خلقها الله “وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ” (الروم 22) التي لا تمييز عنصري بينها سوى التقوى “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (الحجرات 13) واذا كان يتصور المعتدي على الاقليات العرقية بانه الاعرف بالامور والاكثر خبرة فالله هو العليم الخبير.
ان الله خلق كل الناس والطوائف والملل والقوميات من نفس واحدة فلا يتكبر ويتعلى احدكم على الاخر لان الله رقيب على ما تفعلون “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا” (النساء 1) وهذه الاية رد على العنصريين والمفرقين بين الاجناس والاعراق وبين الاقلية والاكثرية. وعلى الانسان ان يتذكر ان خالقه جعله في احسن تقويم فلا يتجبر ويطغي على انسان اخر خلقه باحسن تقويم كذلك “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ” (التين 4) فالاية لا تقول خلقنا الانسان العربي او الكردي او الفارسي او التركي او الاسود او الاصفر باحسن تقويم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here