ألممنوعات و الحريات في دولة العبوات و المسيرات

ألممنوعات و الحريات في دولة العبوات و المسيرات

في كل ألأنظمة الدكتاتورية و من ضمنها كان نظام ( صدام حسين ) و قد يكون ألأكثر دموية و قسوة من بين كل تلك النظم في مواجهة المعارضين و المنتقدين و حتى المعترضين و لم يكن للتسامح و العفو و المغفرة مكان في قاموس النظام العراقي السابق الا ما ندر و غالبآ ما تكون العقوبات الشديدة و القاسية تنفذ على الشك و الشبهة و ليس المؤكد و اليقين و اغلب تلك العقوبات ان لم يكن كلها تنزل باؤلئك الذين قادوا المحاولات ألأنقلابية في اسقاط نظام ( صدام حسين ) او الذين فكروا فقط المساس بأمن ( الرئيس ) او النيل من اركان الحكم القائم و عدا عن التطرق الى أمور الدولة و السياسة و الرئاسة فأن اغلب النشاطات الثقافية و الأجتماعية كانت تمارس علانية و بكل حرية و أرتياح من النوادي و المقاهي الى حرية المرأة في اختيلر لباسها و عملها و ما الى ذلك الكثير .

لقد حدث العكس تمامآ في دولة ( ألأحزاب الدينية ) التي صادرت كل الحريات المدنية و ألأجتماعية حيث نصب ازلام تلك ألأحزاب انفسهم ( حماة ) الدين و المدافعين عن القيم ( ألأخلاقية ) حتى صارت العبوات الناسفة ( الأسلامية ) تستهدف محلات بيع الخمور و تمت مداهمة العديد من النوادي ألأجتماعية و المقاهي الثقافية من مجاميع من رعاع ألأحزاب و التيارات الدينية و عومل رواد تلك النوادي بكل ازدراء و استهزاء و استخفاف حيث تتم مصادرة ( سرقة ) ما يحملون من اجهزة اتصالات اضافة الى الكلمات النابية و البذيئة من سباب و شتائم و معاملة فجة وقحة و قد مست تلك الأجراءآت التعسفية العديد من المثقفين و الفنانين المرموقين و المعروفين .

قذ تكون ( الحسنة ) الوحيدة في حقبة ألأحزاب الدينية هذه في علانية الأنتقادات اللأذعة و التي قد تصل الى حد الشتيمة و حتى ( الفشار ) على ممارسات هذه ألأحزاب و قادتها و من جاء بها ( ألأمريكان ) اما عدا عن حرية ( السباب و الشتائم ) فلا توجد من ألآفاق الرحبة و ألأجواء الفسيحة التي تستوعب اراء المثقفين و الفنانين المنفتحة و التي ترفض القيود و ألأنغلاق و لا يمكن لهذه العقليات المتخلفة ان تقبل الفنون الحرة الخارجة على قيود المجتمع البالية و لذلك لم نشهد او نرى نحتآ لتمثال او رسمآ في لوحة او فلمآ سينمائيآ رصينآ و معبرآ و كذلك لا يمكن للنص ألأدبي المبدع ان يتطور و يظهر الى العلن في هذه ألأجواء المتشنجة و المغلقة .

محاولات بائسة و يائسة في هدم تمثال ( ألأربعين حرامي ) النصب البديع و الذي صنعتة أيادي الفنان المبدع الراحل ( محمد غني حكمت ) بداعي ان ذلك النصب الجميل يثير الغرائز و هذا الذي استثيرت غريزتة حين رأى نصب ( شهرزاد ) و قد يكون قد استشاط غضبآ و هو يرى زملائه من ( الحرامية ) و هم يكتوون بالزيت المقلي و الذي يصب على رؤوسهم و آخر هناك يطالب بهدم نصب ( ابو جعفر المنصور ) الخليفة العباسي الذي بنى العاصمة ( بغداد ) انتقامآ منه في واقعة تأريخية حدثت قبل مئات من السنين و قد تصح و قد لا تصح لكن الصحيح المؤكد ان ( بغداد ) حاضرة و متواجدة على مر العصور وا لأزمان .

دولة ( الخوف ) الدينية و التي يعيش داخل اسوارها الملايين من المواطنيين العراقيين و الذين يتوقون الى الهروب و التخلص من الجحيم ( الديني ) و من ( حراس العقيدة ) الذين اصبحوا يشبهون كثيرآ اؤلئك سيئي الصيت و السمعة في ( السعودية ) و التي تسمى عصابتهم ( هيئة ألأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) و هؤلاء يتواجدون ايضآ في دولة ( ألأحزاب الدينية ) و هم يجوبون الشوارع و ألأزقة بحثآ عن الضحايا و قد تكون تلك الضحية فتاة لم تلتزم باللباس ( الشرعي ) حسب مفاهيمهم المعوجة او قد يكون شابآ غرآ قد تباهى بقصة شعر وفق الموضة العالمية الدارجة و لم ينجو من شر و بطش هؤلاء حتى الكتاب و المثقفين و الفنانين حيث كانت كواتم الصوت لهم بالمرصاد .

في عراق ألأحزاب الدينية قائمة الممنوعات طويلة و تشمل الكثير من ألأفعال و الممارسات حتى تلك التي سمح بها الدستور و أجازها القانون الا ان قوانين و شرائع ألأحزاب الدينية الحاكمة لا تجيزها و لا تسمح بها حيث اعتبر هذا البلد ( العراق ) أقطاعية صرفة الملكية مسجلة بأسماء هذه ألأحزاب و التيارات المتخلفة و قادتها يتصرفون بها كما يشاؤون و يسوقون أفواج الشعب و هم كالعبيد بسياط ( الشريعة ) و كرباج ( القيم ألأخلاقية ) و من تجرأ و عصى تلك ألأوامر و لم يطع التعليمات و لم يصمت و لم يسكت كان سيف التشهير و التسقيط من نصيبه و ان لم ينفع ذلك كانت العبوات الناسفة بأنتظاره و قد يكون ( الكاتم ) اكثر ( نفعآ ) و اقل ( كلفة ) و ضجيجآ و اذا لم يبق في العراق من حريات سوى حرية السب و اللعن و الشتم فكل قواميس البشرية من الألفاظ القذرة و البذيئة لم تعد تكفي في حق ( قادة ) ألأحزاب و التيارات الدينية الحاكمة .

حيدر الصراف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here