المرأة في القرآن الكريم (الحلقة الرابعة)

المرأة في القرآن الكريم (الحلقة الرابعة)

الدكتور فاضل حسن شريف

الاسلام يتصف بانه تعامل مع النساء والاطفال والشيوخ وغير المشتركين في الحرب بالرعاية حتى خلال المعارك فكيف بخارج ميدان المعركة كما قال الله تعالى “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (البقرة 190). وتكرر عدم الاعتداء في آيات اخرى كما في الاية “وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (المائدة 87). وجاء في الحديث الشريف (فإذا كانت الهزيمة بإذن الله، فلا تقتلوا مدبراً، ولا تصِبوا معُوراً، ولا تجهزوا على جريح، ولا تهيجوا النساء).
بينما نجد اليوم المنافقين الذين يدعون الاسلام زورا وبهتانا كيف يتعاملوا مع النساء من خوف واعتداء فهم لا يمثلون القرآن الكريم الذي اوصى بالاحسان للاسرى من النساء كما جاء في “ما ملكت ايمانكم” في الاية “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا” (النساء 36) فالمختال الفخور هو الذي لا يحسن للسبايا وهؤلاء هم اهل الجاهلية من اتباع ابو لهب وابو سفيان. بل اكد على فك رقاب الرجال المحاربين السبايا فكيف بالنساء التي لم تشترك بالحروب “فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ” (البلد 11-13). وهذا كان في وقت الرق والسبايا في زمن الجاهلية وجاء الإسلام للقضاء على هذه الظواهر الجاهلية.
والمنافقون الجدد لا يمثلون النبي المنزل عليه القرآن صلى الله عليه واله وسلم، بل هؤلاء احفاد هند بنت عتبة، زوجة أبي سفيان وأم معاوية و هي أشهر النسوة اللواتي حاربن النبي محمد ورسالته واشتركن مع كفار قريش في غزواتهم كمعركتي بدر وأحد. كما كانت أشد المحرضين للقرشيين على قتال المسلمين في معركة أحد، وكانت فرحة بمقتل حمزة عم الرسول منشدة: نحن بنات طارق نمشي على النمارق إن تقبلوا نعانق وإن تدبروا نفارق. فاحفاد هند الان يبقرون صدور قتلاهم ويسبون النساء كما فعل يزيد بن معاوية مع نساء ال بيت النبي بعد معركة الطف، والاسلام بطوائفه منهم براء.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here