العراق قبل الاسلام في القرآن الكريم (الحلقة الحادية عشر) (اربيلا)

العراق قبل الاسلام في القرآن الكريم (الحلقة الحادية عشر) (اربيلا)

الدكتور فاضل حسن شريف

اصل اسم مدينة اربيل يرجع الى أسماء قديمة قريبة مع بعضها، وورد أقدم تسمية للمدينة سنة 2300 قبل الميلاد ففي اللغة الاشورية والبابلية اربائيلو أو اربا-ايلو اي الالهة الاربعة ومنها الشمس وزهرة والقمر في المعابد الاشورية الموجودة في المدينة التي تعد مركزا رئيسيا للالهة عشتار حيث كان الاشوريون يحجون اليها كمكان مقدس وخاصة للتبرك. وفي الكتابات السومرية والاكدية سميت اربيلم ومنها كتابات الملك شولكي في الألفين قبل الميلاد، وقد ذكرها الملك الكوتي اريدوبرز باسم اوربيليوم. وفي الكتابات الفارسية بكلمة اربيرة، والاغريق سموها اربيللا واربيليس.

ويعتقد انها اقدم مدينة في العالم منذ سبعة الاف سنة مستمرة السكن وان اختلف عدد سكانها من فترة لاخرى حسب الحروب والغزوات. وكان الملوك الذين يطلقون على انفسهم بالكاهن العظيم يهتمون بهذه المدينة. وكانت المدينة مركز للمعارك ومركزها قلعة المدينة، ومن أهم المعارك التي حصلت في المدينة هي معركة كوكميلا او اربيللا بين الملك الروماني الاسكندر المقدوني والملك الفاسي دارا الثالث وانتصر فيها أسكندر على دارا. وحصل اختلاف في ان ذي القرنين المذكور في القرآن الكريم هو الاسكندر المقدوني “قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا” (الكهف 86) وقيل ان ذي القرنين من اليمن. واصبحت جزء من الامبراطورية الميدية حتى نحو 550 قبل الميلاد.

وحكمتها الإمبراطوريات الأخمينية و المقدونية و السلوقية و الأرمنية و البارثية و الرومانية والساسانية، ثم عاصمة لدولة الرافد في القرن الثاني قبل الميلاد وأوائل القرن الثاني الميلادي. ويؤكد المؤرخون ان المدينة تقع في في مركز أقليم حدياب أو أديابين بين نهري الزاب الكبير والزاب الصغير. واقامت الاقوام الزاكروسية من خوريين وميتانيين وكوتيين وكاشيين وأورارتو وميديين وغيرهم في المدينة والسهول المحيطة بها. وصاحب كتاب العقد الثمين يقول أن أحد أبناء النبي إسماعيل عليه السلام كان إسمه أربيل “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ” (ابراهيم 39).

اسس سرجون الأكدي دولة امتدت إلى أعالي بلاد الرافدين وكانت المدينة موقع ستراتيجي لكونها واقعة على الطرق التجارية المهمة التي تربط بين بلاد آشور وبابل. وفي زمن الملك الآشوري كالخ عندما كانت مدينة الموصل عاصمة للأشوريين في حدود 2000-1400 قبل الميلاد شهدت أربيل في هذا العهد تطوراً كبيرا وجعل الملك الآشوري هذه المدينة مركزاً مهما للجيش الآشوري. وفي 2000 قبل الميلاد كان الكوتيون وموطنهم يعرف بكوتيام ومن أبرز ملوكهم تريفان، واتخذوا من ارابخا توزي وهي مدينة كركوك الحالية عاصمة لهم، و كانت أربيل إحدى المراكز القوية لهذه الدولة. وهاجم بعدها سرجون الاكدي وضمها الى حكمه. ومن المناطق الأثرية القديمة التل المسمى قاليج آغا. وعند ظهور الكاشيون قضوا على سلالة حمورابي حوالي 1600 قبل الميلاد ووقعت أربيل تحت سيطرتهم.

ويعتقد ان المنطقة متوغلة في القدم حيث توجد مئات المواقع الاثرية فقد عثر الاثريون على هياكل عظمية في كهف شاندر الشهير تعود الى 45 الف سنة والموجودة في المتحف.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here