العراق قبل الاسلام في القرآن الكريم (الحلقة الثانية عشر) (كركورا او كركوك)

الدكتور فاضل حسن شريف
تأسست المدينة في الألف الثالث قبل الميلاد وحسب مصادر كانوا أهلها أكراد بدائيين. واصبحت مركزا مهما في وقت الامبراطورية البابلية في الألف قبل الميلاد. أصل اسم كركوك هو هو أصل آشوري مشتق من الاسم الآشوري او الارامي كرخة د- بيت سلوخ او كرخيني او كرخاني و كرخين اي المدينة المحصورة بسور. ومن التسميات القديمة كرخ سلوقس أي مدينة سلوقس. ومصادر أخرى توضح ان الكاف تكررت ثلاث مرات في كركوك تاتي بمعنى الحصن او القلعة كما قلعة الكرك في البلقاء وحصن الكرخ السامية وقرية كركين قرب بغداد. وعن بطليموس فان اسم كركوك جاء من كلمة كركورا ورومانيا باسم كونكون. وابن الأثير سماها بلد كرخيني. ومصادر تذكر ان اسم كركوك مشتق من اللغة السومرية بمعنى عمل جيد.
و المدينة الحالية هي المدينة الآشورية القديمة التي تسمى أريكسا اي مدينة الآلهة او ايلاني التي كانت قائمة الف سنة قبل الميلاد وازدهرت في القرن العاشر قبل الميلاد تحت حكم الآشوريين زمن اشور ناصربال الثاني بعد استيلائه على منطقة كريامي باجرمي الواقعة بين الزاب الصغير وشهرزور، وقام ببناء قلعة كورا باجرمي وهي قلعة كركوك الحالية واسكن اتباعه فيها وبذلك أصبحت القلعة حصناً دفاعياً أمام هجوم الأعداء. والقلعة هي الجزء الأقدم من المدينة الحالية. واستنادا الى الالواح المسمارية فان الجوتيين هم الذين بنوا القلعة. ومصادر اخرى تقول ان قلعة كركوك  بعد قرون دخلها الإسكندر المقدوني بعد أن انتصر على الملك الفارسي داريوسا او دارا الثالث في معركة أربيلو في القرن الثالث قبل الميلاد وامر ببناء القلعة،  وبعدها عاد الى بابل. وحصل اختلاف في ان ذي القرنين المذكور في القرآن الكريم هو الاسكندر المقدوني “قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا” (الكهف 86) وقيل ان ذي القرنين من اليمن. وترتفع القلعة نحو 120 قدم اعلى من السهول القريبة، ولها بابان باب الملك وباب سلوقس وهو حاكم القلعة في السلوقية التي امتدت ألف عام حتى القرن الثالث قبل الميلاد، وكانت تسمى القلعة بقلعة السلوقيين، وجاء بعد سلوقيين البارشبول.
وتدهورت المدينة في عهد البارثين وهجم عليهم الساسانيون. وتحوي القلعة على مباني تراثية قديمة. بينما يرى اخرون ان مركز المدينة في منطقة نوزو بالقرب من ليلان الحالية ثم تغير المركز عند حي اريف اليوم زمن حكم جوتي. وتحوي مقبرة القلعة على مرقد النبي دانيال، وفي روايات انه مدفون في الاسكندرية بمصر وفارس والموصل وقبرص وفلسطين. وكان موقع المرقد في القلعة معبد يهودي ثم اصبح كنيسة وبعدها جامع. ويعتقد ان الجامع يحوي على قبري النبيين حنين وعزير.
دانيال عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل وجاء بعد داود، وقيل زكريا ويحيى عليهم السلام في روايات “لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ” (يوسف 111). ولم يذكر اسمه في القرآن. و دانيال بأرض بابل من أرض العراق بعد ان اسره الفرس عند دخولهم القدس زمن نبوخذ نصر، وكان شابا فليس غريب ان يتحرك ويصل الى كركوك. وقيل اقتيد إلى السبي البابلي حيث تلقى تعليمه هناك، وأنه أُتى إلى بابل بأمر من نبوخذ نصر، فتعلم هناك لغة الكلدانيين، وقد خدم في القصر الملكي. و حسب الروايات التوراتية كان حكيما مفسرا للاحلام وقد نصبه الملك نبوخذ نصر حاكما على بابل ورئيس الحكماء. وفي رواية غريبة ان دانيال احد ملوك الفرس واسمه كيخسرو.
والمنطقة القريبة من القلعة سماها البابليون ارابخا وسماها الاشوريون ارافا والتي سميت حديثا بعرفة والتي يقدر عمرها خمسة الاف سنة. واراباخا اي عرفة تقع في إقليم كوتيوم. ومن الملاحظ ان الاسكندر المقدوني قال في مخطوطات انه شاهد عند إقامته في ارابخا نيران مشتعلة بين قير اسود وهي المنطقة الحالية لبابا كركر الذي سمي قديما كوركورا.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here