10 حالات شهرياً.. ارتفاع معدل الانتحار في كربلاء والصحة النفسية غائبة

شهدت محافظة كربلاء تزايد أعداد حالات الانتحار بشكل ملحوظ عن الأعوام السابقة لأسباب كثيرة في مقدمتها تدهور الاوضاع الاقتصادية والمشاكل المجتمعية، وتعد فئة الشباب هي الأكثر انتحارا من بين فئات المجتمع.

ويقول مسؤول مكتب مفوضية حقوق الانسان في محافظة كربلاء، ماجد المسعودي، إن محافظة كربلاء شهدت خلال سنة ٢٠٢١ أرتفاعاً خطيرا في أعداد حالات الانتحار قياساً مع السنوات السابقة التي كانت تشهد حالات قليلة جداً. وأوضح المسعودي في حديث لـ(المدى) أن “من أهم أسباب الانتحار هو الوضع الاقتصادي المتردي وتفشي البطالة والوضع المعيشي لكثير من العائلات بالإضافة إلى الأوضاع الاجتماعية الصعبة”.

أعداد حالات الانتحار

وأشار المسعودي إلى عدم وجود إحصائية دقيقة عن عدد حالات الانتحار في العراق تقارن عام ٢٠٢١ بالأعوام السابقة بالأرقام الدقيقة، موضحاً ان عدد محاولات الانتحار في المحافظة وصل إلى ١٠ حالات شهرياً، إلا أن عضو المفوضية المستقلة لحقوق الإنسان “فاضل الغراوي”، كشف عن ان أعداد حالات الانتحار بمحافظات أخرى لا تختلف عن محافظة كربلاء من حيث الأسباب. وأكد الغراوي لـ(المدى) أن “المفوضية سجلت في النصف الأول من هذا العام 87 حالة انتحار في محافظة ذي قار و 47 حالة في العاصمة بغداد”، مضيفاً أن “من بين هذه الحالات ١٣ حالة انتحار لأحداث لا تتجاوز أعمارهم ١٧ سنة”.

دوافع الانتحار

قال عضو مفوضية حقوق الانسان في العراق “علي البياتي” إن استمرار الانتحار في العراق أسبابه واضحة، معتبراً أن “جذور المشكلة لم تحل من قبل الدولة كالدوافع الاقتصادية ومشاكلها المتزايدة” بالإضافة إلى “تزايد نسب البطالة والفقر المعلن حسب ارقام وزارة التخطيط”.

وأضاف البياتي لـ(المدى) أن محافظة كربلاء تزايدت فيها حالات الانتحار بسبب عوامل عديدة أدت الى مشاكل اجتماعية نفسية، مشيراً إلى “استغلال عصابات ومروجي المخدرات وبالتالي وصولهم الى مرحلة نفسية خطيرة تؤدي الى الانتحار او محاولات الانتحار”. وانتقد عدم وجود سياسة عملية وعلمية مطبقة لدى وزارة الصحة للتعامل مع حالات الانتحار كالمشاكل النفسية التي تحتاج الى استجابة سريعة، مطالباً “بمشاركة حقيقية مع المؤسسات الاخرى الحكومية وغير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني بتهيئة برامج نفسية قوية تستهدف المواطن الذي يعاني من مشاكل نفسية مجتمعية وتدخل سريع لمنع ارتكاب الانتحار”.

الحد من الانتحار

أشار البياتي إلى أهمية توفير فرص العمل ومكافحة نسبة الفقر في العراق ومساعدة العائلات التي بمستوى الفقر أوما دون مستوى الفقر، بالإضافة إلى تعزيز برامج التنمية لتقليل نسبة الفقر والعوز، ناهيك عن “توفير فرص تدريب للشباب من خلال البرامج الرياضية والفنية وتطوير المواهب والمؤهلات”.

ومن جهته قال الباحث الاجتماعي أحمد سراج إن الإنسان يلجأ الى الانتحار عندما لا يجد منفذا للخلاص من الأزمات، موضحاً أن “حالة الاضطراب النفسي تبدأ على شكل قلق وتوتر واكتئاب وإرهاب مجتمعي، وإذا لم يجد المساعدة من العائلة أو الأصدقاء يبدأ بالانهيار الذاتي فيصبح فريسة سهلة لليأس والأفكار السوداوية، ما يدفع للانتحار وإنهاء المعاناة بشكل سريع”. وينصح سراج من خلال حديثه لـ(المدى) بأنه “على الإنسان عند الوقوع بمشكلة أن يحاول الخروج منها بأفكار بيضاء، ويعدل مزاجه بأي طريقة إيجابية، مثلا: القراءة، الخروج للهواء الطلق، السير في مكان مناسب، أو محاولة التقرب من انسان يرتاح له نفسيا”. وفي بيان لها أوصت منظمة الصحة العالمية في وقتٍ سابق بالعمل على تطوير برامج الصحة العقلية والنفسية وتوفير خدمات الصحة العقلية الكافية، وأوصت أيضاً “بتقليل مشاعر التوتر والقلق والمخاوف والشعور بالوحدة بين عامة السكان” كما شددت على “تعزيز الحملات الإعلامية المسؤولة باستخدام وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية لتعزيز الصحة العقلية وتخفيف مشاعر الضيق، والوصول للأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here