أكدوا اعتزازهم بالعمل التطوعي.. مواطنون يرفعون شعار «خدمة المجتمع»

محمد البنعلي: مطلوب غرس ثقافة التطوع بشكلها «الخدمي» وليس «الإداري»

جابر الشاوي: العمل التطوعي من أكثر القيم الإنسانية رمزاً لتقدم الشعوب

علي الحنزاب: مبادرتي تستهدف إعادة تأهيل البيئة القطرية بالنباتات الأصيلة

أكد عدد من المواطنين والناشطين في مجال التطوع أنهم جزء من المبادرات والأنشطة التطوعية لتحقيق المنفعة العامة وخدمة المجتمع وتحقيق التأثير الإيجابي المنشود. وأكدوا لـ «العرب» أن العديد من المبادرات التطوعية التي يشهدها المجتمع القطري هي جهود ميدانية وعلى مواقع التواصل بمساندة العديد من المشاهير أو أصحاب التأثير عبر منصات التواصل، وذلك يعود إلى أنَّ شهرتهم تُساهم في نشر الوعي والدعم تجاه مثل هذه القضايا.

وأشاروا إلى أن الظروف التي سادت في ذروة انتشار جائحة كورونا وتطبيق التباعد الاجتماعي ساهمت في بروز ظاهرة التطوع الافتراضي، حيث سعى العديد من محبي العمل الخيري وما زالوا إلى استثمار أوقاتهم ومهاراتهم وتوظيفها عن بُعد في خدمة المجتمع، من خلال التفاعل مع المبادرات التطوعية بأفكارهم وخبراتهم حسب المكان والزمان الذي يتناسب معهم دون قيود وحدود.
وانتقل هذا النشاط الشبابي الخيري في جزء كبير منه، من فضاء «المواقع» إلى «أرض الواقع» من خلال المشاركة في العديد من المبادرات التطوعية استكمالا للحراك الشبابي «الميداني» الذي شهدناه وما زلنا خلال الفترة الماضية، وبرزت شواهد مختلفة للمبادرات التطوعية التي يطلقها أو يتبناها شباب من الجنسين لمساندة هذه الجهود.

أثر طيب
التطوع ثقافة متأصلة لدى الناشط محمد البنعلي، هدفه المساهمة في خدمة المجتمع، وما زلنا نستذكر مبادرته التطوعية التي دشنها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لمساعدة جهود الدولة في السيطرة على فيروس كورونا (كوفيد-19)، بتحويل تعليمات وزارة الصحة إلى لغة الإشارة وبثها على وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة الصم والبكم.
ويؤكد البنعلي أن التطوع شيء جميل لا يشعر بجماله إلا الأشخاص المتعلقون بخدمة الناس، مشيرا الى مبادرة ربط المجتمع المدرسي بالعمل التطوعي، من خلال متطلبات المرحلة الثانوية في المدارس والمتمثلة في عدد ساعات تطوعية، لكن دونما توجيه للجهة المعنية بإعطاء هذه الساعات، داعيا الى غرس ثقافة التطوع وخدمة المجتمع لدى الطلاب بشكل (خدمي يدوي)، لأن التطوع في اغلبه يتعلق بالجانب التنظيمي والإداري، في حين أغفلنا تعويدهم على هذه المهن.

الشهرة والتوعية
وشاطره الرأي في هذا الإطار الناشط جابر الشاوي، مبينا ان العديد من المشاهير ساهموا في توظيف السوشيال ميديا في خدمة المجتمع، وكانوا جزءا من المبادرات الاجتماعية والشبابية في خدمة المجتمع عبر منصات التواصل وهي مبادرات تصب في صالح المنفعة العامة وخدمة المجتمع وتحقيق التأثير الإيجابي المنشود، مشيرا إلى أن العمل التطوعي من أكثر القيم الإنسانية التي تعد رمزاً من رموز تقدم الشعوب وازدهارها، واكتسب العمل التطوعي زخما كبيرا في الآونة الأخيرة على مستوى المجتمع بمختلف فئاته، بحيث يعد الانخراط فيه مطلباً من متطلبات التنمية في مجال العمل الاجتماعي والإنساني، بما أوجد ثقافة متأصلة بين أفراد المجتمع بدءاً من المدارس مرورا الجامعة إلى كل التخصصات التي أتاحت مجالا للعمل التطوعي وشجعته وأسهمت في إيجاد ثقافة تخدم مصلحة المجتمع، تحمل دلالة على حيوية الجماهير وإيجابيتها، ولذلك يؤخذ كمقياس على تقدم الشعوب وتطورها.
ونوه الشاوي بالعوائد الاجتماعية والنفسية للعمل التطوعي، سواء على مستوى العمل والحياة أو بما يتعلق بالعوائد الإنسانية التي تتضمن خدمة الناس والرضا عن النفس والتقرب للناس والتعرف إليهم، بما يسهم في معرفة أنماط الناس والتعاون معهم في كافة المجالات سواء كانت الرياضية أو الاقتصادية أو الندوات والورشات والفعاليات.

مبادرة بيئية
من جانبه قال الناشط البيئي علي الحنزاب، صاحب «مبادرة علي الحنزاب للتشجير ومكافحة التصحر» إن التطوع سلوك إنساني له مردود إيجابي على المجتمع وعلى المتطوعين انفسهم، مشيرا إلى فكرة المبادرة التطوعية التي أطلقها منذ عامين بهدف المحافظة على البيئة وحماية التنوع الحيوي والمحافظة على الموارد الطبيعية واستدامتها للأجيال القادمة في الدولة.
وأكد الحنزاب لـ «العرب» أن المبادرة تستهدف إعادة تأهيل البيئة القطرية عبر استزراعها بالنباتات البرية المحلية الأصيلة والمحافظة عليها وحماية النباتات البرية والرعوية والطبية سواء في البر أو الروض أو قرب الشواطئ من خطر الانقراض أو الاندثار – بفعل الرعي الجائر أو الاحتطاب أو دهس النباتات أو التوسع العمراني أو الجفاف – كما تهدف إلى المساهمة في نشر الوعي والتثقيف البيئي بين مختلف شرائح المجتمع، وغرس مفاهيم حب البيئة وسبل حمايتها في نفوس الأطفال والنشء والشباب وتشجيعهم على المساهمة في الحفاظ على موروثهم البيئي والثقافي واستدامته للأجيال القادمة، انطلاقا من واجب ديني أولاً وواجب وطني ثانياً.
وتساهم المبادرة في إشراك طلاب المدارس في استزراع النباتات البرية سواء في مدارسهم أو في الحملات البيئية التي تطلقها المبادرة، إلى جانب تدريب طلاب المدارس والجامعات والمهتمين بالنباتات البرية بالتعاون مع الجهات الرسمية والخاصة. وتقود المبادرة باستزراع وتوزيع الشتلات البرية على المهتمين والمتعاونين سواء باستزراع البر القطري والروض او العزب والعزب الجوالة والمساجد والمدارس والشوارع والطرقات.
وتركز المبادرة على إنتاج وإكثار واستزراع الأشجار والشجيرات المحلية وخاصة النادرة والمهددة بالانقراض ومنها الغافن العبل، العرفج، الجعد، العتر، السلم، السمر، السدر البري، خناصر العروس والغضا وغيرها.

وظيفة بلا ربح
أما سامح عبدالظاهر، مؤسس ورئيس فريق (OTYPE) التطوعي، فيرى أن العمل التطوعي ونظيره العمل التوعوي، وظيفة اجتماعية قد تخلو من الربح والأجر لكنها لا تخلو من الشعور بالرضا والسعادة وحب الخير للجميع، لأنها نابعة من الإحساس بالانتماء إلى المجتمع، ولذلك يمثل التطوع قيمة مضافة للتنمية والعطاء وخدمة المجتمع المحلي أو الإنساني بشكل أوسع، مؤكدا أن فريق (OTYPE) هو مبادرة تطوعية تبناها مجموعة من طلاب جامعة قطر وتسعى لترك بصمة إيجابية في المجتمع وبث الأمل في نفوس الأفراد والتأكيد على أهمية العمل التطوعي وجعله أمراً أصيلاً في عرف المجتمع القطري وثقافته.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here