المرأة في القرآن الكريم (الحلقة السادسة) (عمل المرأة خارج البيت)

المرأة في القرآن الكريم (الحلقة السادسة) (عمل المرأة خارج البيت)
الدكتور فاضل حسن شريف

المرأة لها حق العمل بشروط أهمها عدم التبرج مقارنة بتبرج زمن الجاهلية الأولى “وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى” (الأحزاب 33)، و “وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ” (النور 31) كما حال الرجال “قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ” (النور 30)، و “غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ” (النور 60)، وأن يكون العمل محدودا ضمن الوقت الوظيفي المعتاد حتى يبقى وقت من اليوم لخدمة الاسرة، وان لا يتعارض عملها خدمة اسرتها وبيتها. فالدول تمنح للعاملات إجازة أمومة عند الولادة تأكيدا لخدمة الأسرة.

ومنذ بداية البشرية كانت المرأة تخرج مع الرجل، فهذه حواء خرجت مع آدم عليه السلام ولم يأمر الله تعالى آدم لوحده بالتجول للحصول على الطعام وجلبه الى حواء “وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ” (البقرة 35).

وفي القرآن قصص في خروج المرأة للعمل ولأسباب محددة، فقد شاهد موسى عليه السلام امرأتين فسألهما عن عملهما “وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا” (القصص 23) فقالتا أنهما خرجتا لسقي الغنم لان أباهما شيخ كبير ويجلبا الماء عند ابتعاد الرجال من مصدر الماء “قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ” (القصص 23). ومن المعيب في الوقت الحالي ان يخطب اب بنت زوجا لابنته، ولكن هذا الشئ حصل في قصة موسى عليه السلام، وان صداقها ليس المال انما قوة الرجل وعمله “قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ” (القصص 27). وبذلك تزوج موسى عليه السلام من عاملة خارج بيتها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here