الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله تعالى ” وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ” (النساء 19). والعشرة بالمعروف هي الصبر على اذى الزوجة وما يصدر منها من اخطاء ” وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ” (ال عمران 146)، وحسن الكلام معها والثناء عليها وعلى اهلها، كما جاء في الحديث النبوي الشريف (خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي)، وعدم نسيان فضلها ” وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ” (البقرة 237) و “إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ” (هود 114).
والمعاشرة بالمعروف تذهب الكراهية “لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا” (النساء 19) وكما جاء في الحديث (واستوصوا بالنساء) و (لأهلك عليك حق). وكما قيل انظر الى نصف الكأس المملوء وليس الى النصف الفارغ. ومن المعاشرة الحسنة عدم منع الزوجة من زيارة والديها ومحارمها.
والعشرة الحسنة تجلب المودة والرحمة “وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً” (الروم 21). فطالما ان الزوج رضا بزوجته فعليه امساكها أي بقائها معه بمعروف “فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ” (البقرة 229) وليس بالتنازع والخصام وكما جاء في الحديث (فاتقوا الله في النساء) و (وما اهانهن الا لئيم).
والمعروف ليس فقط بالقول انما بالفعل ومنها الكسوة “وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ” (البقرة 233). وعند الكلام مع الزوجة فعلى الزوج ان يكون في زينة لائقة من نظافة وملابس وهذا من حسن المعاشرة وكما قيل البس ما يحب الناس. والشروط تفسد الود والعشرة الحسنة، فكلمة إذا تفسد العشرة.
واسوأ المعاشرة الاعتداء فلا تكن من الظالمين “تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” (البقرة 229)، و “وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ” (البقرة 231)، فالحذر من سخط الله “وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ” (البقرة 235).
وليكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في معاشرة زوجاته بالحسنى أسوة لكل الازواج “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ” (الأحزاب 21).
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط