الانسان ذلك المجهول

بقلم د. عامر ملوكا

 

الانسان ذلك الكائن الذي يمتلك الجسد والروح والنفس فالجسد هو الوعاء الذي يحمل الروح والنفس وهو متفق على تعريفه أي الجسد  والعلم اكتشف الكثير من اسراره ولازال هناك الأكثر ويشترك فيه الانسان مع الكائنات الحية الأخرى . اما عندما نعرف الروح والنفس فالكثير من التعاريف لا تفرق بينهما ولكن النظرة الدينية لهما وانا اميل لهذا التعريف بان الروح هي التي ترافق الانسان مادام حيا وتحدد علاقته بالله او بأية قوة عظمى يؤمن بها الانسان ، و بناء على هذا الفرض فهي خاصية يتميز بها الانسان عن بقية الكائنات الحية . اما النفس فهي التي لها علاقة بحياة الانسان ولها علاقة بديمومة الحياة واستمرارية عمل خلايا الجسم وبالتالي اعطاءه قدرة الحركة والتفكير والاحساس والتفاعل بينه وبين المحيط. إذا النفس هي الذات الإنسانيّة التي تحيا وتموت، والرّوح هي الطاقة الخفية التي تبعث الحياة في الإنسان, والروح حالها حال الجسد ترتكب الخطيئة فالكبرياء وعدم التواضع والحسد والحقد والكذب والنفاق وغيرها الكثير من الصفات السيئة جميعها تعود للروح وليس للجسد. والانسان ومن خلال حياته على الكرة الأرضية استطاع من التميز واخذ الدور الريادي في القيادة والتحكم ويتفق جميع البشر على تفوق الانسان او تفرده عن بقية الكائنات الحية بالرغم من ان معظم العلماء المتخصصين لا يحبذون هذا الاستنتاج ربما لكون مثل هذه الفكرة تعزز ما نادت به الأديان السماوية من خصوصية للإنسان على هذا الكوكب وانه خلق على صورة الله .فنلاحظ هذا التميز الواضح في البناء الحضاري للإنسان والذي افتقدته كل أنواع الكائنات الأخرى فبالإضافة الى الذكاء واللغة والمحافظة على النوع والتكاثر العددي الهائل والسيطرة على معظم مساحة الكرة الأرضية وقدرته على التواصل وأيضا قدرته على نقل المخزون المعرفي وتطويره والاضافة عليه ونطلق عليه بالمخزون المعرفي التراكمي وقدرة الانسان على ربط الماضي بالحاضر بالمستقبل أي الوجدان وهذه الخواص جميعها جعلته ينقل ويتطور ويحسن من قدراته واكتشافاته ومنجزاته التي ليس لها حدود ، وحاول جاهدا ان يعوض الكثير من القدرات والمواهب التي تتفوق بها الكائنات الحية الأخرى عليه ولنأخذ بعض الأمثلة هناك من الكائنات الحية التي تتميز بالطيران فحاول تقليدها والتفوق عليها كثيرا من خلال الوصول الى القمر والمريخ وأيضا القدرات الهائلة في سرعة الطيران وحمل الاف الاطنان ونفس الشيء القدرة الجسمانية والعضلية والتي تقاس بقوة الحصان فاستطاع صنع الآلات والمكائن التي تفوق قدرتها الاف الاحصنة او حتى الفيلة وهكذا عوض عن حاسة البصر باختراع التلسكوب والعدسات والمناظير وعوض الغوص في البحار ومنافسة الكائنات المائية باختراع السفن والغواصات والامثلة كثيرة لاتعد ولأتحصى ، وبالمقابل نرى الحيوانات الأخرى لم تتطور وكمثال فان اجداد واسلاف الفئران كانت تقع في المصيدة منذ الاف السنين واحفادها تقع في نفس الخطأ وهكذا بعد الاف السنين فلم تتعلم ولم تستطيع نقل الخبرة والمعرفة وليس لديها معرفة تراكمية. واذا اردنا ان نميز الانسان بانه اذكى من بقية الكائنات الحية والمفهوم الجديد للذكاء ليس فقط التفوق الدراسي وقد قسم الذكاء الى تسعة أنواع : الذكاء اللغوي ومهارات انتاج وفهم اللغة والذكاء في علم الرياضيات والذكاء البصري والمتعلق بالمكان والمحيط والذكاء الموسيقي والذكاء التصنيفي والذكاء المتعلق بحركة الجسم والذكاء في تكوين العلاقات مع الاخرين وذكاء فهم الذات وأخيرا الذكاء الروحي الوجودي وسوف نجد الكثير من البشر الاذكياء ولكن كل واحد منهم يتخصص بواحدة او اثنين ونادرا بثلاثة أنواع من أنواع الذكاء المذكورة سابقا وفي نفس الوقت سوف لن نجد أي صنف من الكائنات الحية وحتى المتطورة منها تتميز باي نوع من أنواع الذكاء المذكورة أعلاه الا ما ندر وبنسب ضئيلة جدا.

 اما ايريل كوني وتيودور سايدر في كتابهما: رحلة ارشادية للميتافيزيقا يوكدون على ان اهم الفروق بين الانسان والحيوان وهي الوعي ، الإحساس الموت، الإحساس بالوقت، حرية الإرادة، الحسّ الأخلاقي، والتفكير في المسائل الوجودية والميتافيزيقية ،

اما الكاتبة ليزا ماردر فتقول في كتابها ما الذي يميز الانسان عن الحيوان.

وتركز على مجموعة من الفروقات أولها تركيبة وموقع الحنجرة والذي يقع في ادنى الحلق وهذا ما اعطى للإنسان ميزة التحدث لابل اصدار أصوات مختلفة والغناء ،اما الاكتاف لدى الانسان تتحرك بمرونة واسعة وبزوايا مختلفة و شكل الكف البشرية فهي أصغر حجما مع أصابع مستقيمة وابهام طويل اعطته ميزات على القيام بأعمال دقيقة.

اختفاء الشعر من معظم مناطق الجسم وهذا ما يسمح لغدد الاكسيرين بالعمل بكفاءة وتبديد الحرارة بشكل افضل والتأقلم مع الظروف الجوية. وانتصاب القامة واستعمال القدمين للحركة وأعطى هذا ميزة القدرة على الحمل والرمي واللمس والنظر من زاوية اعلى. اما الدماغ فان النسبة الوزنية للدماغ بالنسبة للجسم في الانسان  1/50 اما في معظم الثديات الأخرى 1/180ولدى دماغ الأنسان  86مليار خلية عصبية وتتكون قشرة الدماغ من 16 مليار بينما القشرة المخية للشمبانزي 6.2 مليار. ولدى الانسان المخيلة والابداع والتأمل .وينفرد الانسان بميزة التدبر وقدرته على استقراء المستقبل الذي يتخيله وبالتالي استمرارية الابداع والاكتشاف والاختراع .

وادراكه لحقيقة الحياة والموت فالكثير منا يجد في الدين قوة ومنهاجا للعيش في هذه الحياة ومدركا بان نهاية كل انسان هي الموت. ويعتقد الكثير من علماء النفس الاجتماعي ان حقيقة الموت تدفعنا للاستفادة اقصى ما يمكن من سنين الحياة التي نعيشها.

وأيضا نتمتع نحن البشر بذاكرة قوية وتساعدنا على فهم واستيعاب سبب وجودنا وأيضا فهم المستقبل مما يساعد على استمرارية بقاءنا كجنس بشري على الأرض. وبالاعتماد على هذه الذاكرة ولان الانسان اجتماعي بطبيعته ولوجود المصادر فتنتقل المعرفة من جيل الى جيل بالتواصل المستمر ولنفرض جدلا ان كل سكان الأرض قد غادرو العالم وغادرت معهم كل مظاهر التطور وهناك مجموعة كبيرة من الأطفال تركت في الغابة لتكبر وتكون مجتمعات فهل سوف تحتاج للألاف السنين لإعادة البناء الحضاري من جديد..


تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here