انسحاب القوات المحتلة بفضل المقاومة

 نعيم الهاشمي الخفاجي

ضمن ميثاق الأمم المتحدة في حق الشعوب المحتلة أن تقاوم الاحتلال من أجل الاستقلال، ماحدث بالعراق بعد سقوط نظام صدام الجرذ الهالك كان بحق مأساة، فلول البعث رفعوا شعار مقاومة المحتل وكل مفخخاتهم وأساليبهم الدنيئة من قتل وتهجير هم فعلوها ضد أبناء الأقليات الشيعية ضمن مناطق الاكثريات السنية في ثلاث محافظات عراقية وبعض البؤر في ديالى وحزام بغداد، الوضع الجغرافي يسمح لهم بثلاث محافظات عراقية فقط، أما في بقية محافظات الوسط والجنوب والفرات الأوسط فلا وجود لفلول البعث إنما كانوا ولازالوا يفخخون مفخخاتهم في الانبار أو جرف الصخر سابقا ويرسلونها إلى محافظات الوسط والجنوب عبر انتحاريين بمساعدة بعض مرضى النفوس من المصابون بعقد مذهبية يسكنون ضمن مناطق محافظات الشيعة والاجهزة الأمنية اعتقلت أشخاص عراقيين سنة من البصرة والناصرية والحلة والكوت متورطين بتنفيذ تفجير عبوات ومفخخات.

عندما انساق الكثير من الشيعة لمقاومة المحتل الكثير منا نصح وحذر وقلنا لايمكن أن نقف مع فلول البعث في اسم مقاومة المحتل ومفخخاتهم تستهدف مدننا ومساجدنا، لكن للأسف هناك من أصر على الدخول في مواجهة مع المحتل بدون أن يضبط المجاميع التي رفعت شعار المقاومة وتحصينها من أن يتم اختراقها من قبل رؤوس فلول البعث المحترفين في الاجرام والقتل، عام ٢٠١٠ اضطر المحتل أن ينسحب من العراق بفضل المقاومة الشيعية والشيء الذي استوقفني تقرير نشره مستشار الأمن القومي الأمريكي ذكر أن ٨٥% من العمليات التي نفذتها المقاومة ضد قوات الاحتلال هي إلى مجاميع مسلحة تابعة إلى جيش المهدي بزعامة السيد مقتدى الصدر وأنهم استهدفوا قوات الاحتلال حتى في الموصل وكركوك وصلاح الدين ضمن مناطق التركمان والعرب والشبك الشيعة.

عام ٢٠١٠ خرج المحتل بفضل المقاومة لكن للأسف بعد مجيء داعش عادت القوات المحتلة مرة ثانية وبموافقة رئيس الحكومة حيدر العبادي، والذي طلب من كل دول العالم إرسال قوات للعراق أو دعم مادي وسلاح ……الخ.

 اليوم مستشار الأمن القومي العراقي السيد  قاسم الأعرجي، أعلن أنه  أمس الأربعاء تم إنهاء  المهام القتالية لقوات التحالف والانتقال إلى مهمة التدريب والاستشارة، بعد سبع سنوات من محاربة تنظيم «داعش».

قضية تغيير مهام القوات الأجنبية لأول مرة تم الكشف عن هذا التغيير في مهمة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش»  في يوليو (تموز) في واشنطن من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

وحسب قول السيد الأعرجي في صفحته في تويتر قال، بعد انتهاء الاجتماع مع قيادة التحالف: «اليوم أنهينا جولة الحوار الأخيرة مع التحالف الدولي والتي بدأناها في العام الماضي، لنعلن رسمياً انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف»، مضيفاً أن العلاقة «ستستمر في مجال التدريب والاستشارة والتمكين».

 

في الواقع، سيبقى نحو 2500 جندي أميركي و1000 جندي من قوات التحالف المنتشرين في العراق. هذه القوات لا تقاتل وتقوم بدور استشارة وتدريب منذ صيف 2020.

 

بدوره، قال اللواء سعد معن رئيس خلية الإعلام الأمني في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع إن «التحالف سينهي بالكامل عملية الانتقال إلى المهام غير القتالية قبل نهاية العام الحالي، بموجب ما تم الاتفاق عليه».

 

وأشار نقلاً عن حديث قائد قوات التحالف اللواء جون برينن إلى «عمليات نقل الأفراد والمعدات، التي جرت مؤخراً إلى خارج العراق».

شيء ممتاز أن يقف أبناء الشعب العراقي ضد وجود المحتل وهذا شرف عظيم لكل من قاوم، وأغرب نكته صحيفة سعودية كتبت(يطالب الحشد الشعبي الذي يمثل مجموعة فصائل شبه عسكرية مندمجة ضمن القوات النظامية ولديها حضور سياسي فاعل وحليفة لطهران، برحيل القوات الأميركية).

أقول إلى الإعلام السعودي ليس كل الشعوب مثلكم تقبلون بوجود القوات المحتلة وليس كل الشعوب مثلكم تقبل بسرقات ثرواتها، نحن كشعب عراقي لدينا خصوصيتنا ويوجد بالعراق شيعة وسنة واكراد وهذه مشكلتكم إن كانت لديكم عقدة طائفية تجاه الشيعة، نعم مع اقتراب الموعد النهائي المحدد في 31 ديسمبر (كانون الأول) من حق الشعب العراقي يرى فعلا انسحاب القوات المحتلة بشكل  كامل.

على العراقيين أن يقفون إجلال وتقدير لكل الفصائل والأفراد المقاومين الذين أجبروا المحتل مرتين للانسحاب من العراق، المرة الأولى عام ٢٠١٠ وعندما عملوا مسرحية داعش بكل بساطة وسفاهة القائد العام للقوات المسلحة الأخ بكل بساطة طلب من العالم إرسال قواتهم للعراق وكأننا جالسين في مقهى، وتسبب هذا الساذج في عودة الاحتلال مرة ثانية وبشكل قانوني، اليوم خرج المحتل فعلى قوات أردوغان الرحيل وكل الشكر والتقدير للمقاومة العراقية البطلة التي لولاهم لما قبل المحتل الآن أن يرحل مرة ثانية، فعلى سفهاء مكوننا عدم تكرار الأخطاء القاتلة والكف عن الخلافات الشخصية التي بسببها يتم تجريد المكون الشيعي من مصادر قوته، على الحكومة العراقية أن تكرم القوى المقاومة التي قاومت المحتل، من حق كل شعب أن يشكر الرجال الذين قاوموا المحتل، وعلى الحكومة إطلاق سراح المجاهدين المعتقلين من جيش المهدي الذين قاوموا المحتل واجبروه على الانسحاب من العراق عام ٢٠١٠، يجب المحافظة على فصائل المقاومة وسلاح الحشد، تحية لكل مقاوم شريف قاوم من أجل العراق وليس من أجل صدام الجرذ و حثالات فلول البعث وهابي.

‏محافظ ذي قار احمد الخفاجي يزور مقر هيئة الحشد الشعبي ويؤكّد شمول منتسبي الحشد بتوزيع قطع الأراضي تثمينًا لموقفهم البطولي .

خطوة محترمة من قبل السيد المحافظ وياليت بقية المحافظين ايضا يعملون مثل ماعمله الاستاذ الدكتور أحمد الخفاجي.

يقول رسول الله محمد ص لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين، علينا الاستفادة من درس خروج المحتل عام ٢٠١٠ وكيف عاد المحتل مرة ثانية بعد صناعة داعش وعاد هذه المرة بحجة مساعدة العراق والواقع على الأرض عكس ذلك تماما ولولا القوات المحتلة وتدخلها في جميع مفاصل الدولة العراقية لتم هزيمة المجاميع الإرهابية خلال أشهر قليلة، دولة لاتستطيع تنفذ أحكام قرارات القضاء العراقي الصادرة بحق آلاف الذباحين تورطوا بقتل أكثر من مليون مواطن عراقي شهيد، الذي ينكر ذلك أقول من الذي قتل مئات آلاف الشهداء،من الذي فجر وقتل الناس بالأسواق والشوارع والمساجد وعلى الطرق العامة، أكيد من فجر وقتل هم ناس قتلة يستحقون أن يطالهم الجزاء العادل.

أقول لساسة المكون الشيعي بشكل خاص حافظوا على سلاح الحشد فهو الحامي لكم، ونقول لساسة المكون الشيعي يا أيها القادة المبجلين أن العراق ضمن الدول التابعة إلى النفوذ السوفياتي سابقا الروسي حاليا، ألا ترون أن روسيا رفضت التخلي عن اصدقائها وتدخلها في سوريا أكبر شاهد لصدق كلامي، ألا ترون  روسيا تدعم الجنرال الليبي حفتر بشرق ليبيا، هذا  أيضا يثبت أن روسيا لم تتخلى عن ليبيا والتي كانت ضمن النفوذ السوفياتي، نفسه ميخائيل غورباتشوف كتب مقالا قال هيكلة السوفيت بعد أن أخذت تعهد من الناتو بعدم  الزحف شرقا وعدم إسقاط الأنظمة العربية الحليفة لنا لكنهم لم يلتزموا بالتعهد،  أسقطوا النظام في ليبيا وكادوا يسقطون النظام في سوريا ومن قبل ذلك احتلوا العراق،  الحروب بين الدول الكبرى لن تكون مباشرة بظل وجود السلاح النووي وإنما حرب نفوذ ودعم عصابات مسلحة الكثير منها إرهابية لتحقيق مصالح تلك الدول الكبرى لذلك المطلوب منكم ترك الخلافات وتوحيد خطابكم السياسي عندها يضطر المحتل للجلاء وتكون من مصلحته بناء علاقات اقتصادية مع العراق والكل يعلم أمريكا لا تريد البقاء في بعض مناطق الشرق الأوسط بعد استغنائها عن البترول وأصبحت دولة مصدرة للبترول والغاز، والأهم من ذلك نحن في السنوات الأخيرة على نهاية استخدام البترول في الطاقة بالعالم، العالم الآن يسير بخطوات سريعة نحو استخدام الطاقة المستدامة من الطاقة الشمسية، الحمد لله الشمس لا يملكها أحد فهي تصل لجميع البشر بالتساوي وبدون عقوبات دولية وتهديد وحروب من قبل الدول العظمى.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

9/12/2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here