جيل يتكلّم

من أرشيف موفق صالح مباركة (1964): جيل يتكلّم

جيلٌ يتكلّم:
لابدّ لي الآن أن أنهض على قدمَيّ وأُزيل غبار الأمس الكثيف وأمسح جروح الحوادث التي لم تندمل بعد …. وأطلب ملأ فمي منادياً بالنهوض وأحثّ أبنائي على بذل جهودهم بصمت لأكون الجيل المثالي.
.أنا الجيلُ الجديد …. لقد رأيتُ أنواعاً شتّى من الحياة … رأيت دِماء أبنائي الثمينة تسيل في شوارع بغداد وفي نهر الفرات وعلى سفوح الجبال لأجلِ لاشيء ولم أرَ عمراناً إلّا في أماكن متفرقة ورأيت أبنائي يتقاتلون ليسود بعضهم بعضاً إرضاءً لشيءٍ غريب يعرفونه حق المعرفة …. ورأيتُ ندوات أبنائي التي – ويا لحُزني عليها – تنتهي بعراكٍ أو تهديد، ونتيجتها حقدٌ على حقد. ورأيتُ ندواتٌ أخرى يتكلّم فيها المتشدّقون عن تقدّم سواهم ولكنهم لايحاولون أن يتقدّموا خطوةّ على الأقل.
ولكنّ هناك شبابٌ سيصنعون من النارِ نوراً ومن الهزيمةِ نصراً ومن الإتّحاد عِزّاً وينهضون النهضةَ الجبّارة بإذن الله وقوّته فقد شرَو أنفسهم له.
هذا النفر من أبنائي هم الباقون.
” والعصرِ إنّ الإنسان لفي خسرٍ . إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات . وتواصوا بالحق وتواصو بالصبر” سورة العصر (103)
موفق مباركة 1964/8/26

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here