لا شرقية ولا غربية حكومة أغلبية

العرف السائد في تشكيل الحكومة العراقية هي حكومة محاصصة مبنية على تقاسم السلطة والمناصب والنفوذ والمال ؛ على الرغم من فوز حزب أو كتلة ما بأغلبية في الإنتخابات .
ووفقا لقانون المحاصة الذي وضعه المحتل الأمريكي والمتواطىء معه آنذاك 2005 رئاسة الوزراء من نصيب الشيعة ورئاسة الجمهورية من نصيب الأكراد ورئاسة البرلمان من نصيب المكون السني .
لا شرقية ولا غربية حكومة أغلبية وطنية ذلك ما غرد به على تويتر السيد مقتدى الصدر ؛ أم هي كما قال رئيس الوزراء السابق للمملكة المتحدة (ونستون تشرشل ) في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم هناك مصالح دائمة .
هنا تطرح العديد من التساؤلات في الشارع العراقي عن الكيفية التي سيكون عليه العراق بعد أعلان المفوضية العلية المستقلة للأنتخابات في العراق عن النتائج النهائية ؛ وعلى ما يبدو أن الشارع العراقي حسم أمره مسبقا على أن المشهد السياسي العراقي يتكرر كل 4 سنوات نفس الوجوه الحزبية التي اعتدنا مشاهدتها ونفس السيناريو ونفس البرنامج السياسي الممل ونفس الوعود الإنتخابية الكاذبة ونفس المتصارعون على رئاسة مجلس الوزراء ونفس الأسماء المطروحة كل دورة إنتخابية نوري المالكي حيدر العبادي ودخل مضمار السباق الكاظمي . فكتلة بدر حسمت أمرها وردت على تغريدة مقتدى الصدر لا شرقية ولا غربية * ماهي حكومة الأغلبية التي يريدها مقتدى الصدر .
وهناك أيضا الزيارات المكوكية للحنانة من قبل وفد الإطار التنسيقي الذي يضم أكبر الكيانات السياسية الشيعية في العراق الرافضة لنتائج الإنتخابات البرلمانية ؛ وفي الحنانة ستحاك الأتفاقيات والمحاصصات والتنازلات من وراء الكواليس وعن الكيفية التي ستفضي إليه هذه التشكيلة الحكومية . ما نتمناه أن يكون هناك قرارات وخطوات عملية لمحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين وإيقاف الهدر بالمال العام ونتمنى أن يكون هناك قدرة للمستقلين على التأثير بالوضع الراهن .
هل سيخضع الصدر للضغوط من قبل منافسيه الشيعة ويقبل بسيناريو مرشح تسوية كرئيس الوزراء وبعض الإصلاحات السياسية والاقتصادية . أو يذهب إلى السيناريو الثاني الذهاب إلى التحالف مع زعيم الحزب الكردستاني الديمقراطي مسعود بارزاني وزعيم تحالف تقدم السني محمد الحلبوسي وأحزاب صغرى مثل هذا السيناريو سيؤدي الى تشكيل حكومة بسهولة .
أم نحن ذاهبون الى سيناريو التصعيد نحو تصارع مسلح وفوضى واغتيالات في بلد فيه السلاح بيد متناول الجميع ما بالك في بلد تستحوذ عليه الأحزاب والمليشيات والأجنحة العسكرية التابعة لها .

علي محمد الطائي
11.12.2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here