الذكرى ألثلاثون لتفكك ألإتحاد السوفيتي … ألأسباب والنتائج

الذكرى ألثلاثون لتفكك ألإتحاد السوفيتي … ألأسباب والنتائج
د . عبد علي عوض
في هذه ألأيام، الفضائيات الروسية تسلّط ألأضواء على ألأحداث ألتي رافقت تفكك الدولة ألعظمى – ألإتحاد السوفيتي قبل ثلاثين عاماً من دون حدوث إنقلاب دموي… لقد تحدّث عن تلك المرحلة أولئك ألذين عملوا في إدارة – ميخائيل غورباتشيوف و – بوريس يلتسن، وطروحاتهم أعادت ذاكرتي إلى ألكتاب [ أسباب إنهيار ألإتحاد السوفيتي] ألذي ألّفه سكرتير ألحزب الشيوعي ألتشيلي[ لويس كورفالان – اُجريَت له عملية تجميلية لتغيير معالم وجهه وبعدها عاد متسللاً إلى تشيلي في ظل نظام الطاغية – بينوتشيت].
من الشعارات ألرئيسية ألتي رفعتها ثورة أكتوبر ألإشتراكية في عام 1917 هو [ السلطة لمجالس ألشعب]، لكن لاحقاً إنحصرَت السلطة بيد الحزب!… قبَيل إنهيار ألإتحاد السوفيتي عام 1991، بلغَ عدد أعضاء الحزب 19 مليون وبعد ألإنهيار إنخفضَ العدد إلى نصف مليون عضو، هذا يبيّن بأنّ غالبية ألأعضاء دخلوا إلى صفوف الحزب من أجل إمتيازاتهم المادية والمعنوية وليس إيماناً بألفكر الشيوعي بدليل إنّ أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي إرتدوا إلى خلفياتهم الدينية: يلتسن ذهب إلى الكنيسة، شيفرنادزة سكرتير الحزب الشيوعي الجيورجي ذهب إلى الكنيسة أيضاً، غيدار عليّف سكرتير الحزب الشيوعي ألأذربيجاني ذهب إلى المسجد … والشيء العجيب إن – غورباتشوف في أحد تصريحاته ذكر إنّ بناء الشيوعية [ أوتوبيا] يعني إنه غير مؤمن بفكرة بناء المجتمع الشيوعي!… لقد كانت تنظر غالبية ألأحزاب الشيوعية في مختلف دول العالم/ بإستثاء الحزبين الشيوعيين ألإيطالي وألإسباني/ إنَّ موسكو تمثل كعبة الحركة الشيوعية العالمية، وكل ما يصدر من الكرملن هو مقدّس ويجب أن يؤخَذ به من قِبَل ألأحزاب الشيوعية لتلك ألبلدان، وتُسمّى هذه الظاهرة بــ[ الوصفات الجاهزة] … ما بعد تفكك ألإتحاد السوفيتي وحَل حلف وارشو وتحوّلت دول المعسكر ألإشتراكي إلى ألرأسمالية، فقَدت ألأحزاب الشيوعية في البلدان النامية والفقيرة بوصلة النشاط السياسي ولا تدري كيف ستحافظ على وجودها لاحقاً.
في المجال ألإقتصادي:
كانت تسود [ رأسمالية ألدولة ألإحتكارية أو ألإشتراكية الرأسمالية] في ألإتحاد السوفيتي والبلدان ألإشتراكية ألأخرى، لذلك ما بعد عام 1991 جرَتْ عمليات خصصة المصانع والمزارع/ إنتهت الكولخوزات والسوفخوزات/ وألأسواق المركزية والفنادق… لقد تمّت خصخصة 43 ألف مصنع عملاق وبيعها برخص التراب حيث بلغت مبالغ الخصخصة 400 مليار روبل ما تُعادل 600 مليار دولار / حسب القيمة ألإسمية للروبل/ ، لكن ذهبَت تلك المليارات إلى أقطاب مافيات الفساد( كَوسينسكي، خودركوفسكي، بيريزوفسكي والقائمة تطول)، و بقيَت خزينة الدولة خاوية… وأخطر عمليات الخصخصة حينما إمتدَت إلى الثروات الطبيعية – النفط والغاز ومناطق إستخراج ألمعادن الثمينة – الماس والذهب… صاحبَ عمليات الخصخصة ظاهرة تهريب العملات الصعبة إلى خارج روسيا بحيث بلغَ معدل التهريب 100 مليار دولار سنوياً، في الظروف الراهنة إنخفضَت نسبة التهريب إلى ألحد ألأدنى.
توجَد بعض التشابهات بين ما حصلَ في روسيا وما يحصل في العراق في الظروف الراهنة. يجب إلغاء عمليات خصصة مصانع القطاع العام وتحويلها من شركات خاسرة إلى رابحة من خلال وضع خطة علمية مدروسة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here