بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الدولة العراقية ، ومساهمة رئيس طائفة الصابئة الشيخ دخيل  بدعم التعليم وبناء المدارس

Image preview

رغم سيادة الثقافة العربية الاسلامية ( بشقيها الشيعي والسني ) على العراق طوال اكثر من 14 قرناً، فقد تمكن اتباع الديانات والقوميات الاخرى من ( مكونات مختلفة اليهود والمسيحيين والصابئة واليزيدين والاكراد والأشوريين والارمن وغيرهم ) من المحافظة على هوياتهم الدينية والقومية وساهموا في تأسيس الدولة العراقية الحديثة سنة 1921 .

من بين مكونات الشعب العراقي ساهمت طائفة الصابئة وابنائها ببناء هذه الدولة وتركوا لهم بصمة في الجانب الثقافي والتعليمي في هذا المجال وفي مختلف الاختصاصات الاخرى بعد نالوا الدرجات العلمية والتخصصية .

لم يقتصر هذا التوجه والاندفاع للدراسة والتعليم على ابناء الطائفة وانما كان هنالك دوراً وتشجيعاً من قبل رجال الدين في الطائفة وعلى رأسهم ( رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق وايران الناصورائي  الشيخ دخيل الشيخ عيدان  ) ، فقد شجعوا وحثوا اولادهم وبناتهم للذهاب للدراسة والتعليم وبالتالي لم يبقى أي ولد او بنت من اولادهم وبناتهم دون ان يلتحقوا بدور العلم المختلفة الا ما ندر  .

لم يكتفوا رجال الدين بذلك ، بل البعض منهم انظم الى السلك التدريسي لتدريّس اللغة المندائية وعلاقتها باللغات الدينية القديمة الاخرى ، لمن يرغب بدراستها ، وخيرُ مثال على ذلك المستشرقة الانكليزية (مسس ادراور) فقد درست اللغة المندائية وبالتالي توجهت لدراسة الكتب الدينية والتراث الديني ونشرت الكثير من الكتب والبحوث عن التراث الديني وتاريخ الصابئة بمساعدة رجال الدين الناصورائين ومن بينهم الناصورائي الشيخ دخيل الشيخ عيدان .

على هامش هذا الموضوع هنالك توجهات واهتمامات والتزامات لدى الشيخ دخيل بدوافع ايمانيه والتزامه الديني لكون الدين المندائي ، دين معرفي وبالتالي من مهام رجل الدين الناصورائي ان يقدم المعرفة  للأخرين وتعتبر هذه من الزدقا ( الحسنات) له ، ومن هذا المنطلق هنالك الكثير من المساهمات والدعم لجانب التعليم  وبناء المدارس في العراق .

الوثيقة المرفقة طياً عمرها 100 عام على صدورها حيث ساهم رئيس الطائفة الشيخ دخيل بتبرعه بمبلغ 50 روبية للمدرسة التابعة لمدينة الناصرية  وكذلك تبرع مختار محلة الصابئة  بمبلغ 30 روبية أيضا خلال حفلة اقيمت بتاريخ 28/4/1921  لتخرج الطلبة وكانت هذه المدرسة الوحيدة التي تم تأسسيها في مدينة الناصرية وكانت لها اهمية من قبل الدولة والمسؤولين ، وهذا الاحتفال كان له صدى كبير بين ابناء المدينة وبقية مدن الجنوب  فقد حضرها الكثير من اصحب المشايخ والشخصيات البارزة من مختلف اتباع الديانات المختلفة وكما تشير قائمة التبرعات  لغرض دعم وشراء زي موحد للطلبة  وكانت الاحتفالية برعاية متصرف اللواء ابراهيم بك السعدون والميجر ديجر وفر ومسؤولين اخرين .

اما المساهمة الاخرى للشيخ دخيل بدعم التعليم في مدينة الناصرية والنواحي والاقضية التابعة لها كما موثق في ملف المقاولات لبناء ثلاث مدارس في هور الحمار، الجبايش والبو صالح سنة 1940  حيث تعهد بتجهيز مواد البناء من شليمان( الحديد) والخشب والطابوق والجينكو للمتعهد الاول خزعل الحاج جواد وعبد الامير ناصر لتنفيذ بناء هذه المدراس ،

بالمناسبة كان الشيخ دخيل يمتلك خان لتجارة الحديد والخشب والجينكو والمواد الانشائية الاخرى في مدينة الناصرية وكانت له علاقات تجارية مع اكبر شركات استيراد الحديد والخشب في البصرة  منها شركة بيت لنج وشركة سيمون كاريبيان وغيرها من الشركات المجهزة للمواد الانشائية                                                                                                                                        .

مما تقدم اعلاه اختير الشيخ دخيل عضو بلدية من قبل اهالي مدينة الناصرية والقيادة الانكليزية سنة 1920 ويعتبر من الشخصيات البارزة والمتابعة لتنفيذ كثير من الاعمال والمهام التي ساهمت في بناء وتطوير مدينة الناصرية ومن بين هذه المهام المطالبة بتجهيز الماء والكهرباء لمحلة الصابئة ومحلة السيف في الناصرية ، وكذلك في كل مدينة او حي بحاجة لتقديم الخدمات لهذه المدن التي سكنها .

المرفقات

1ـ صورة طبق الاصل لجريدة العراق الصادرة سنة 1921

2ـ صورة العقد الذي يتعهد بموجبه تجهيز المواد الانشائية  لبناء 3 مدراس في هور الحمار

3ـ صورة شخصية للشيخ دخيل

 عبد الحميد الشيخ دخيل

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here