ردنا على الافتراءات والادعاءات التي تنشر في موقع الذي يسمى بلاد السريان

ردنا على الافتراءات والادعاءات التي تنشر في موقع الذي يسمى بلاد السريان

محمد مندلاوي

قبل عدة أيام بعثت لي إحدى الأخوات المتابعات لكتاباتي المنشورة في المواقع الالكترونية وفي صفحتي على الفيسبوك رسالة مقتضبة تطالبني فيها أن أكتب رداً على الصفحة اليعقوبية المشاغبة التي في الفيسبوك باسم بلاد السريان. قلت لها لقد رديت علي الكثيرين من العرب والتركمانستيين والطوائف المسيحية كاليعاقبة والنساطرة الخ لكن لا أحد منهم يرد علينا حتى أني كتبتقبل فترة وجيزة مقالاً نشرت فيه أسماء غالبية الذين ردينا عليهم، لكنهم وضعوا رؤوسهم بين أفخاذهم وكأن الأمر لا يعنيهم!. من هذه المقالات التي خصصناها للرد على النساطرة واليعاقبة:1- ادعاءات النساطرة (الآثوريون) بين الانتساب إلى الآشوريين وأوهام الانتماء إلى العراق. بتسع حلقات.2- السيد شمعون شليمون لا تبقى أسير خرافات أكل الدهر عليها وشرب. بأربع حلقات.3- الطائفة النسطورية.. من الهرطقة الدينية إلى الهرطقة التاريخية. بخمس حلقات.4-إلى المدعي… جوزيف صليوا سبي. بثلاث حلقات.4- يا نساطرة كوردستان ، متى تصحو ضمائركم النائمة من غفوتها. بأربع حلقات. 6- ياقو بلو..الموهوم بانتسابه إلى الهوية الآشورية البائدة. بخمس حلقات 7- قصة (الوثيقة) الدونية التي رواها المدعو البرت ناصر. بـ12 صفحة الخ الخ الخ. وفيما يتعلق بهذه الصفحة الفيسبوكية اليعقوبية المسمى بلاد السريان وصاحبها الهِلَّوْف الذي يختفي خلف هذه التسمية المشاكسة والذي يسمي الطائفة العقدية (الدينية) باسم شعب ويزعم أن لهم بلاد الخ. عزيزي القارئ، لقد قلنا مراراً كراراً، أن هؤلاء اليعاقبة في كوردستان كورد أقحاح ساروا خلف الرجل الدين المسيحي يعقوب البرادعي- سمي بالبرادعي بسبب لباسه المهترئ، والبرادع أو البرذع ما يوضع على ظهر الحمار أو البغل كسرج الفرس؟- ومقر كنيسته الرئيسية في مدينة دمشق عاصمة الكيان السوري. قال المؤرخ الشهير (أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي الكوفي) الذي عاش بين أعوام 896- 957م اليعاقبة نسبة ليعقوب البردعي الذي أوجد المذهب اليعقوبي أو الميافيزية – المونوفيزية الذي يقول بطبيعة واحدة للمسيح-. وذكر المسعودي أيضاً أخباراً عن الكورد المسيحيين وقال بهذا الصدد: اليعقوبية والجورقان وأن ديارهم تقع مما يلي الموصل وجبل جودي يسمون بالأكراد بعضهم مسيحيون من النساطرة واليعاقبة – النساطرة في كوردستان أيضاً من الكورد، أطلقت عليهم بعثات الإستشراق البريطانية في قرن التاسع عشر تسمية “الآشوريون أو الآثوريون” خدمة لمصالحهم الاستعمارية- وبعضهم الآخر من المسلمين. وذكر المؤرخ واللغوي البريطاني (وليم مارسدن) (1754- 1836م) في كتابه (رحلات ماركو بولو) ص (37) عن الرحالة الإيطالي الشهير (ماركو بولو) (1254- 1324م) الكورد المسيحيون، قال عنهم ماركو بولو:” إن هناك شعباً كردياً مسيحياً يسكن في جبال الموصل”. هل صار عند هذا النصراني… الآن عين اليقين أن مسيحيي كوردستان هم كورد أصلاء؟.
جاء في صفحة ما يسمى ببلاد السريان: قبيل معركة جالدران (چاڵدران) 1514 بين الأتراك والفرس، قام الأتراك بعقد اتفاق مع القبائل الكردية تضمنت وقوف الأكراد إلى جانب الأتراك ضد شاه إسماعيل الصفوي. ومقابل هذا الاتفاق والتعاون يقوم الأتراك بالسماح للقبائل الكردية بإخلاء الأرض من الشريط الحدودي الفاصل ما بين الفرس والأتراك من سكانها السريان وتوطين الأكراد مكانهم. هذا كان الانتشار الأول والخطير للأكراد في مناطق السريان (بلاد الآشور).
ردنا على هذه الهرطقة:إن الناقل – وهو المشرف على بلاد السريان- يعرف أنه يلفق ويدلس، فلذا ربما ورثة صاحب المصدر الذي ينقل منه يوبخوه أو يسجلوا دعوى قضائية ضده لأنه شوه ما جاء في المصدر، فلذا قال المصدر بتصريف؟، وهذا يعني نقل النص بتصرف، أي أنه تلاعب بما جاء في المصدر. على أية حال. يا ترى أين كانت هذه القبائل الكوردية التي ذكرتها أعلاه والتي اتفق معها الأتراك؟. ثم، أن الصفويين ليسوا فرساً يا عبقري زمانه، أنهم تركمانستانيون (تركمان). بما أنك تنسب هذا الكلام إلى صاحب الكتاب المدعو هرمز أبونا الذي عاش بين أعوام 1940 – 2009م أي 495 سنة بعد معركة جالدران وانتشار الأكراد في مناطق السريان كما تزعم، أين مصدر هرمز أبونا ومصدرك بنقل هذا الحدث؟ أنتما لم تولدا في ذلك التاريخ، من أين جئتما بهذا الخبر؟ أعرض مصدرك وإلا أنت وهرمز تكذبان، حقاً أن خفايا القلوب تفضحها زلات اللسان. دعني أنا أضع أمامك وأمام القارئ مصدراً يتحدث عن وجود الكورد في هذه المنطقة التي تصفها بمنطقة السريان قبل معركة جالدران بأكثر من خمسة قرون، هذا هو المؤرخ أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري المتوفي 227 هـ يقول: فتح عتبة بن فرقد السلمي شهرزور – شهرزور آنذاك كانت تقال لغالبية جنوب كوردستان (العراق) يقول البلاذري: فتحها وقاتل الأكراد وقتل منهم خلقاً. للزيادة، ويذكر أيضاً في نفس المصدر: ولى عمر بن الخطاب الذي ولد عام 40 قبل الهجرة وتوفى 23 للهجرة عتبة بن فرقد السلمي الموصل سنة عشرين – هجري- فقاتله أهل نينوى فأخذ حصنها وهو الشرقي عنوة وعبر دجلة… ثم فتح المرج وقراه وأرض بنو هذري وباعذري وحبتون والمعلة وداسين وجميع معاقل الأكراد. هل تريد أن أأتي لك بمصادر تتحدث عن وجود الكورد في كوردستان في هذه المناطق التي تدعي كذباً وبهتاناً كان فيها سريان؟ هذا هو كتاب العلامة العربي (طه باقر) أنقل لكم ما قاله في كتابه الشهير (ملحمة گلگاميش) ص (141) طبع وزارة الأعلام العراقية سنة (1975) يقول: اسم الجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح البابلي، بحسب رواية “بيروسوس” (برعوشا، الكاتب البابلي، عاش في القرن الثالث ق.م ) باسم جبل الـ “كورديين” أي جبل الأكراد. انتهى الاقتباس. هذا هو العلامة (طه باقر) يقول بكل وضوح أن جبل كورديين هو جبل الأكراد، وهذا الاسم ذكره الكاتب البابلي برعوشا ثلاثمائة سنة قبل الميلاد. يا من تختبئ خلف اصبعك، انظر الآن إلى هذا الاسم الذي ورد في كتاب التوراة الترجمة السريانية (الآرامية) المسمى بشيطا أي: الواضحة، البسيطة، يقول في سفر التكوين الإصحاح الثامن الفقرة الرابعة 4:8: استقر الفلك على طور قردو. أي:على جبل قردو؟. وهكذا ورد في نفس الإصحاح ونفس الفقرة في التوراة الآرامي ترجمة اونقيلوس: استقر الفلك على طور قردو. وفي كتاب الصابئة المندائية الذي باسم كنز ربا وهو عبارة عن 18 سفر و62 فصل بـ700 صفحة ومعناه الكنز الكبير. يقول الكتاب في آية 13: وجنح الفُلك على صخرة صماء.. كانت هامة جبل قردون؟. وفي كتاب التوراة العبري لليهود يقول في إصحاح 4:8: واستقر الفُلك على جبال آراراط. لقد عرفت هذه المنطقة، بين المسلمين، مثل الطبري والبلاذري وغيرهما باسم بقردى. بهذا الصدد يقول ياقوت الحموي، نقلاً عن ابن الأثير، إن بلاد بقردى، قسم من بلاد الجزيرة. هذا وقد اندثر أخيراً اسم ((باكاردا – بقردى))، وحل محله في الكتب الإسلامية والعربية، أسماء مثل جزيرة ابن عمر، أو بوتان. يقول (مسعود گلزاري) في كتابه كرمانشاهان – كردستان، نقلاً عن المؤرخ والجغرافي اليوناني (سترابون) الذي عاش بين أعوام 64ق.م. و21 م: إن المنطقة الجبلية بين آمد (ديار بكر) وموش سميت قديماً ” كوردوا”. لقد ورد في كتاب (الأخبار الطوال) لأبي حنيفة الدينوري ما نصه: ((كان جنوح سفينة نوح واستقرارها على رأس جودي، جبل بقردى وبازبدى. دعني عزيزي المتابع أن أقف قليلاً على اسم بقردى. أن من عادة الشعوب السامية تختصر الكلمة وترفع منها بضعة أحرف وتأخذ حرفاً واحداً مثال اسم بقردى الذي يعني بيت قردى أي: منطقة أو موطن قردى؟. جاء أيضاً في كتاب ياقوت الحموي (معجم البلدان) ج4 ص322 قردى قرية قريبة من جبل جودي بالجزيرة وبقربها قرية الثمانين -هشتايان- وعندها رست سفينة النبي نوح (ع). وجاءت في دائرة المعارف الإسلامية وهي مؤلف ضخم تضم بين دفتيه كم هائل من معلومات تاريخية عن المنطقة الإسلامية “The Encyclopaedia 0f Islam, II, London 1927, PP”: إن الأرامنة أطلقوا على – قردو- اسم كردوخ؟. وهكذا البلاذري والطبري وابن أثير ذكروها باسم بقردى (بيت قردو). والكتابات الآرامية ذكرت الناحية الجنوبية لبحيرة وان باسم “بيت قردو” أي: بيت كُردو، وذكرت مدينة باسم “گزرتا دو قردو” للعلم أن اسم “بيت” باللغة العبرية والآرامية كما أسلفت يعني منطقة كـ:بيت لحم، وبيت لاهيا، بيت حانون وبيت الدين الخ. إذاً في هذه الجزئية ومن خلال المصادر المعتبرة والمعتمدة اتضح لنا بما لا يقبل الشك أن اسم قورد أو قوردو هو كورد وكوردو. كي لا أرهق القارئ كثيراً أكتفي في هذه الجزئية بهذا القدر وإلا هناك الكثير نقوله في هذا الحقل.
وفي ذات الجزئية التي بوبها بهذا العنوان: كيف تحولت بلاد السريان إلى ما يسمى كردستان. يزعم: أما الانتشار الثاني أو الزحف الثاني للأكراد بهدف تغيير الخارطة الدينية واللغوية في بلاد آشور (شمالي العراق وسوريا)، جرى بعد غزوة نادر شاه الفارسي سنة 1743 لأراضي السريان في سهل نينوى والموصل ودهوك وغيرها. وجرت أثر هذه الغزوة الفارسية هجرة واسعة لأكراد إيران إلى مناطق السريان مما أدى إلى قيام نواة للإمارات الكردية ومنها إمارة بابان التي كانت القلعة المتقدمة لإيران في بلاد السريان.
توضيحنا لهذا الساذج النصراني الذي لم ولن ولا يفقه شيئاً عن تاريخ المنطقة: إن نادر شاه أفشار كان شاهاً لإيران بين أعوام 1736- 1747م. ثم أنه ليس فارسياً هو الآخر كان تركمانستانياً (تركماني) وطنه الأم تركمنستان بين روسا والصين؟. وعرف باسم نادر قلي، وقلي في لغتهم يعني عبد، أي: عبد النادر. يا هذا، كيف تزعم أن إمارة بابان تأسست بعد غزوة نادر والإمارة تأسست عام 1649م أي قبل أن يتبوأ نادر عرش إيران؟؟؟ لا بل قبل أن يولد نادر عام 1688م. وأفل نجم الإمارة المذكورة عام 1851م. وفيما يتعلق الأمر بآشور القديمة ندعوك وكل النصارى الذين يدعون أنهم آشوريون قراءة هذه النصوص ومنها نص مقدس من الكتاب المقدس العهد القديم. يا مدلس، أن الآشوريين كانوا موجودين في غابر الأزمان وانقرضوا كانقراض الديناصورات ولم يعد لهم وجوداً إلا في بواطن كتب التأريخ والقصص الشعبية التي تذكر العالم بجرائمهم البشعة التي ارتكبوها ضد الشعوب الآمنة شرقاً وغرباً. لقد أكد ويؤكد فطاحل علماء التاريخ والآثار في مؤلفاتهم العديدة أن الآشوريين انتهوا سنة (612) قبل الميلاد على أيدي رجال ميديا من الوجود ولم يعد لهم ذكراً في صفحات التاريخ كشعب حي يرزق. دعنا نقدم لك أسماء عدد من علماء التاريخ والآثار الذين أكدوا بأسلوب علمي رصين أن النساطرة ليسوا امتداد للآشوريين. ولم يقر علماء ومؤرخو الآثار والآشوريات والأنثروبولوجيا في العراق كالعلامة (طه باقر) الذي كان مختصاً بالآشوريات دعوى (الآثوريين) بالانتساب إلى الآشوريين. وهذا ما يقوله أيضاً مجموعة من العباقرة في هذا المضمار منهم الدكتور فاضل عبد الواحد ذنون والدكتور وليد الجادر والدكتور فاروق ناصر والدكتور علي ياسين الجبوري والدكتور سامي سعيد الأحمد والدكتور عامر سليمان الخ، أن جميع هؤلاء أضف لهم المؤرخ جيمس موريس والمؤرخ الهولندي ماليبار والمؤرخ العراقي عبد الرزاق الحسني وعبد الحميد الدبوني و يوسف إبراهيم يزبك والقس سليمان الصائغ وعالم الآثار نيكولاس بوستكيت و المؤرخ سيدني سميث والدكتور أحمد سوسة وغيرهم كثر لا يقبلون دعوى (الآثوريين) على أنهم من بقايا الآشوريين؟؟ في كل مرة يتجنى أحد من الممسوخين على الشعب الكوردي المسالم يجعلنا أن نرد عليه بلغة التي يفهمها. سبق لي رديت على عدد من هؤلاء… في السنوات الماضية وأخيراً جاء دور هذا المسمى ببلاد السريان كأنه لم يطلع على ما قاله ويقوله الكتاب الكورد في هذا المضمار، أو الذي قلته شخصياً في مقالاتي السابقة. وجهله هذا يجعلني أن أعود إلى مقالاتي السابقة واقتبس منها فقرات كنت قد كتبتها كردود على بعض النصارى لأن المنطق يقول كل الكلام الذي قيل إذا لم يكن هناك من يسمع فيجدر قوله مجدداً, وها أني أنشر لهم بعض النصوص من كتابهم المقدس كنت قد قلتها في مقالات قديمة بأن هؤلاء الذين يدعون اليوم أنهم امتداد للآشوريين ليست لهم أية علاقة بآشوريي نينوى؟؟ ودليلنا في هذا نص مقدس موجود في الكتاب المقدس (التوراة) يقول عن فناء الآشوريين من الوجود كما جاء على لسان نبي من الأنبياء الذين ذُكروا في (التوراة) قبل الإسلام بأكثر من (1200) سنة واسمه (ناحوم) وقبره الآن موجود في (القوش) في محافظة نينوى وبوحي من الله تنبأ النبي ناحوم بدمار نينوى عاصمة مملكة آشور. ويصف بقسوة أسباب دمار نينوى فيشير إلى عبادتها للأصنام فظاظتها جرائمها أكاذيبها خيانتها خرافاتها ومظالمها، يقول النبي ناحوم: كانت مدينة مليئة بالدم (1:3) ومثل هذه المدينة لا يحق لها البقاء. و يضيف النبي ناحوم في سفره في فصل نهاية العقاب ما يلي: وهذا ما يقوله الرب: مع أنكم أقوياء و كثيرون فإنكم تُستأصلون و تفنون. أما أنتم يا شعبي – يقصد اليهود المسبيين- فقد عاقبتكم أشد عقاب ولن أنزل بكم الويلات ثانية. بل أحطم الآن نير آشور عنكم وأكسر أغلالكم. وها الرب قد أصدر قضاءه بشأنك يا أشور: لن تبقى لك ذرية تحمل اسمك. وأستأصل من هيكل آلهتك منحوتاتك و مسبوكاتك، وأجعله قبرك، لأنك صرت نجساً. هوذا على الجبل (تسير) قدما المبشر حامل الأخبار السارة، الذي يعلن السلام فيا يهوذا واظب على الاحتفال بأعيادك وأوف نذورك لأنه لن يهاجمك الشرير من بعد، إذ قد انقرض تماماً. تجنباً للإطالة نقلت جزءاً يسيراً من سفر النبي ناحوم لمن يريد الاستزادة عليه الرجوع إلى الكتاب المقدس العهد القديم (التوراة) سفر ناحوم صفحات ( 1099- 1100- 1101). استناداً على أقوال النبي ناحوم وبعده حشداً من المؤرخين والآثاريين الذين أكدوا على إن تسمية النساطرة بالآشوريين هي تسمية حديثة ليست لها علاقة بالآشوريين القدامى الذين انتهوا من الوجود، بل هي تسمية جاءت بها رجال الساسة البريطانيون وأجهزت مخابراتها خدمة لمصالح بريطانيا العظمى الاستعمارية؟؟ للخوض بشيء من التفصيل في هذا المنحى دعونا نتصفح بحثاً علمياً للشماس (كوركيس مردو) الذي يقول فيه:” في أواخر القرن التاسع عشر باشرت الكنيسة الإنجليكانية (الإنجليزية) بإرسال بعثاتها باسم التبشير، ولكن مهمتها الحقيقية الغالبة كانت سياسية أكثر منها دينية، لأنها كانت موجهة ومزودة بأوامر رجال المخابرات البريطانية، ففي حوالي سنة (1886م) عثرت البعثة الإنجليكانية التي يقول عنها (جان جوزيف) في كتابه (النساطرة ومجاوروهم الإسلام) طبع سنة (1961م) ” لقد أطلق على البعثة التبشيرية الإنجليزية التي أرسلت إلى النساطرة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، اسم بعثة رئيس أساقفة كانتربري إلى المسيحيين الآثوريين، وأن هذه البعثة، أول مَن سمي هؤلاء النساطرة آثوريين”. و ورد في كتاب (مفصل العرب و اليهود في التاريخ) للمؤرخ (أحمد سوسة) صفحة (596- 597) ما يلي: “حلت مجموعة تبشيرية إنجليزية من البروتستانت بين المجموعة النسطورية الخاضعة لحكم مار شمعون، محاولة إدخالهم في المذهب البروتستانتي، أنها لم تفلح، ولكنها أفلحت من إقناعهم بأن التسمية النسطورية، نساطرة لا تليق بهم، وعليهم اختيار اسم ” آثور- آثوريين” بدلاً منها، لكي ترتفع مكانتهم بين الأوساط العالمية، وتجعلهم أحفاد (الشعب الآشوري القديم)، و يضيف المؤرخ (أحمد سوسة) لقد لعبت الدعاية الواسعة التي نشرها المبشر الإنجليزي (ويجرام) وهو الذي نشر هذا الاسم (آثوريين) رغم أن هؤلاء النساطرة لم يعرفوا أنفسهم بهذا الاسم إلا بعد مجيء هؤلاء المبشرين في أواخر قرن التاسع عشر” ويقول الشماس كوركيس مردو في بحثه القيم:” يتحدث أحد من هؤلاء النساطرة الذي عايش فصول هذه المسرحية الإنجليزية وهو (كوركيس بنيامين) مؤلف كتاب (الرئاسة) طبع شيكاغو عام (1987) قائلاً:”كل هؤلاء الكتاب الأجانب الذين كانوا يأتون لزيارة ديارنا لم يستخدموا أبداً اسم (الآثوريين) الذي نتناوله نحن اليوم، بل كانوا يسموننا بالكلدان ولو كنا على اختلاف في المذهب، وإن الاسم (الآثوريين) أصبح متداولاً من قبل الإنجليز في نهاية القرن التاسع عشر عندما وصل مبشرون من بريطانيا إلى ديارنا عام (1884م)” ويضيف مردو نقلاً عن مذكرات (توفيق السويدي) (1891- 1968م) رئيس وزراء العراق لأربع مرات ” كان الكولونيل البريطاني (جيرارد ليجمان) قد عنت له فكرة إسكان هؤلاء النساطرة في قرى الشريط المحايد لـ(تركيا) كنوع من العقاب للأكراد الذين ثاروا ضد الإنجليز مرتين، ويضيف توفيق السويدي: بأن هؤلاء النساطرة الذين جلبتهم بريطانيا، لديهم قناعة تامة بأنها ستؤسس لهم وطنا قومياً مستقلاً في منطقة الموصل حيث نينوى عاصمة الآشوريين القدماء، وبذلك تجعل منهم قاعدة ترتكز عليها السياسة الاستعمارية لتستخدمها كنافذة مفتوحة لمراقبة تحولات الأمور في منطقة الشرق الأوسط. انتهى الاقتباس. إن اسم المبشر المسيحي (ويجرام) الذي جاء في البحث، هو مؤلف كتاب (مهد البشرية الحياة في شرقي كوردستان). عن موطن الأصلي الذي جاء منه الآشوريون يقول طه باقر، في ص 164 في كتابه (مقدمة في التاريخ والتاريخ القديم):” الآشوريون في الأصل فرع من الأقوام السامية، التي هاجرت من مهد الساميين الأصلي في جزيرة العرب. انتهى الاقتباس. فلذا سميت لغتهم باللغة الجزرية لأنهم قدموا من شبه جزيرة العرب؟. كي لا أطيل وأرهق القارئ، أطلب منك أو منكم أن تقرأ المقالات التي كتبت عناوينها أعلاه وإذا عندكم رد تفضلوا ردوا علينا وإلا اصمتوا صموت أهل القبور.
أقول للسيدة العزيزة التي طلبت مني أن أرد على هكذا نموذج، هذا شخص اقل ما أقول عنه غبي لا يفهم شيء قط لا عن ماضي المنطقة و لا عن حاضرها. إنه يعتبر الصابئة المندائيين جزءً من السريان!! ويعدهم كمكون في جنوب كوردستان!، بينما المندائيون متواجدون في بغداد والبصرة والعمارة. ثم يقول أن الأكراد اقنعوا الناس بأن العراق ليس جمهورية عربية لأن فيها مكونات مختلفة. أليس العراق هكذا فيه الكورد والعرب والفرس والتركمنستانيين وأرمن الخ يا ترى بلد بهذه المكونات ماذا يقال عنه؟. ثم، أليس الدستور الاتحادي في مادة رقم 3 يقول: العراق بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب… . لو تذهب وتلقي نظرة على الدستور العراقي في زمن الديكتاتورية الصدامية ترى أنه قال في المادة الخامسة فقرة ب: يتكون الشعب العراقي من قوميتين رئيسيتين، هما العربية والقومية الكوردية… .
عزيزتي صاحبة الرسالة التي طلبت مني أن أرد على هذا الـ…؟ أن هذا المعتوه لا يفقه شيئا لا في التاريخ ولا في السياسة ولا في الأدب الخ. لقد رديت عليه لأن طلبك عزيز لدينا، وإلا لم نرد على هذا الذي حجمه أقل من حبة الرمل.
12 12 2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here