على ضوء افتتاح مكتب لشؤون الكورد الفيليين في العاصمة أربيل

على ضوء افتتاح مكتب لشؤون الكورد الفيليين في العاصمة أربيل

محمد مندلاوي

قبل عدة أيام أعلن الأستاذ (علي فيلي) لوسائل الإعلام عن افتتاح مكتب لشؤون الكورد الفيلية في مقر الرئيس (مسعود البارزاني) رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني. أنني كأحد أبناء الأمة الكوردية الجريحة، أأمل أن لا يكون هذا المكتب كذاك المكتب الوهمي الذي افتتحه جلال طالباني رئيس جمهورية العراق الاتحادي في رئاسة الجمهورية العراقية ونصب صديقه عادل مراد الذي كان فائضاً على ملاكات حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني مسئولاً عنه. وبعد تنصيبه لم نشاهد ولم نسمع عن أي نشاط أو عمل ما قام به هذا المكتب… للكورد الفيلية المغضوب عليهم من قبل السلطات العراقية الغاشمة قبل وبعد عام 2003؟. لقد تبين فيما بعد أن جلال طالباني أنشا المكتب المذكور على الورق فقط وذلك لإيجاد منصباً ما لصديقه المذكور اعلاه، وعندما وجد له مكاناً شاغراً ضمن ملاكات حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني كسكرتير المجلس المركزي للحزب لم يعد هناك وجوداً لاسم هذا المكتب الوهمي.
عزيزي المتابع، رغم أني لست مع إعطاء اهتمام وامتياز لشريحة كوردية دون أخرى، ألا أني آمل من المكتب الجديد الذي استحدث من قبل الرئيس مسعود البارزاني أن يقوم بلم شمل جميع أبناء الكورد الفيلية، الكورد الشيعة تحت راية كوردستان الخفاقة. بلا أدنى شك إن القاصي والداني يعلم جيداً، أن الكورد الفيلية كبقية أبناء جلدتهم، أعني بقية الشرائح الكوردية في عموم كوردستان نالت ما نالت من ويلات ومصائب على أيدي محتلي كوردستان؟. حقيقة هناك أعمال كثيرة متعثرة تنتظر الحل مع حكومة بغداد جانباً منها تخص هذه الشريحة المظلومة وتحتاج حلها إلى عمل شاق ومضني، وفي مقدمتها المؤشر العنصري الذي وضع في الجنسية التي أعيدت لأبنائها كمواطنين من الدرجة الثانية، ويعني أيضاً مؤشر بأنهم – الكورد الفيلية- من تبعية إيران، مع أنهم ليسوا هكذا، بل هم امتداد لدولة سومر.
نأمل من المكتب المذكور، أن ينجح في أوساط الكورد الفيلية في بغداد والمدن الأخرى ما فشل فيه حزبي الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني وذلك بلم شملهم تحت يافطة الكوردي يجب أن لا يخرج من دائرة شعبه الكوردي ووطنه؟؟. من المؤكد أن هذا العمل الوطني لا ينجح بدون فتح دورات خاصة لتقوية روح الـ”کوردایەتی” الوعي القومي الكوردي والنضوج السياسي الكوردستاني وهذا ينشط الذاكرة الكوردية عن ما عانت منها شرائح الأمة الكوردية من قتل وتشريد واضطهاد وسياسة تغيير الهوية القومية والوطنية قهراً على أيادي أعداء البشرية؟ وعنده لا يكونوا لقمة سائغة للغريب الذي لا يريد لهم ولأمتهم الكوردية خيراً، ويحلل قتلهم مع وقف التنفيذ إلى إشعار آخر حين تسنح لهم الفرصة؟؟.
وفيما يقع على عاتق الكورد الفيلية كواجب قومي ووطني تجاه هذا المكتب الخاص بهم، أن يعضدوا هذا المكتب تعضيداً كاملاً حتى يستطيع أن يمثلهم تمثيلاً كاملاً على الساحة الكوردستانية والعراقية ويطالب بمستحقاتهم وحقوقهم من القيادة الكوردستانية والعراقية، لأنه في الأول والأخير ليس لهم مأوى يلمهم ويحفظهم من الأذى في أيام المحن والشدائد غير أرض وشعب كوردستان. كما يعرف الكوردي الفيلي عن ظهر قلب الحديث النبوي الصحيح: ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار. لقد قال النبي محمد هذا الحديث حتى يحافظ الإنسان على هيئته ولسانه وانتمائه القومي والوطني، كي يبقى الكوردي كوردياً وكوردستانياً ليس في بغداد فحسب، حتى لو عاش في مكة والمدينة معقل العرب والإسلام.
” الشعب الذي يضع امتيازاته فوق مبادئه سرعان ما يفقد كليهما” (دوايت ايزينهاور)
19 12 2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here