حاضرا في تفاصيل أيامي… للشاعرة الهنغارية كاتي مايشاني

حاضرا في تفاصيل أيامي *

للشاعرة الهنغارية كاتي مايشاني

ترجمة مهدي قاسم

يتحتم عليَّ مجددا أن اتعلم كل يوم
أنك لم تعد موجودا معي هنا ،
ولن تكون في صحبتي بعد الآن أبدا .
بينما أشجارك و أزهارك لازالت نضرة عامرة حولي
تقف ببطولة أمام عاديات الزمن الضارية
و تواجه قسوة شتاءات صارمة
لتكافح بصمت و بسالة ضد المصير الأبدي .
بقيت هنا بعد رحيلك ، أشيائك المفضلة :
فنجانك المزخرف ذات حواف مثلمة بسبب سهو مني !.
والآن نادمة أيضا بسبب تلك الحركة العفوية .
فأشياؤنا العزيزة علينا تُعمّر طويلا أكثر منا :
مثل أطباق و أكواب وفناجين ذات حافات مكسورة وباقة زهور ذابلة
تروي لنا عن أزمنة أسلافنا الغابرة :
كيف هم أيضا عاشوا وأحبوا عانوا وفرحوا
وسط جبال من رماح وسهام وسيوف صدئة وأسلحة أخرى ،
وهي تبلغنا عن الإنسان الذي حارب دائما وابدا
وقاتل ضد إنسان آخر دوما وعلى طول خط .
فما الذي تركوه خلفهم ؟..
ومن الذي سيحدس كم حلمنا وعشقنا ؟
وكم من مرة حاولنا تجاوز حدودا حمراء و محرّمة
لنرى أسرار وجودنا المبهمة ؟.
أسعى لأتعلم يوما بعد يوم
أن أرى انفلاق شروق الشمس بدونك ، وكذلك مشهد الحديقة الجميل
مع ذلك فإنك ترى يوميا كيف أقدمُ لك العالم رحبا
بتفاصيله الصغيرة المحببة إلى قلبك
أنظر ُ وأعرضُ لك ، كأنما أمامك تماما :
فها هي براعم وردتك المفضلة قد تفتحت زاهية ،
بينما أنا أمسح طبقات الغبار عن كتبك الأثيرة .
جالسة عند الطاولة على مقربة منك
تحتضنني ذكرياتنا القديمة وتعانقني
حتى لم أعد أنا مَن يواسيك :
بل أنت مَن يواسيني ويريحني .

* العنوان الأصلي للقصيدة ” أن اتعلم يوميا ”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here