لم لا؟

حسن مرتضى حسين

لم لا؟

اتسائل: بينَ كل ما مرَّ بي منذُ عام 2006، لحظة إنتمائي لمشروع شهيد المحراب “قده”، هل تُعتبر هذه هي المرحلة الأصعب؟، وأتذكر مراحل مررنا بها، انحسار وانتصار، تعديناها بشجاعة، وأصبحت من الماضي، أذكر ذلك اليوم جيداً عندما واجهنا المالكي مع كل سفينة أربيل، وأذكر أيضاً إننا في النهاية فرضنا إرادتنا في تغييره في 2014، وواجهنا داعش بأفضل ثبات سياسي منذُ (2003 إلى اليوم)، يومَ كان الحكيم رئيساً للتحالف الوطني.

استذكر ايضاً.. معارضتنا لحكومة عادل عبدالمهدي والكتل معه! ثباتنا في تظاهرات تشرين، وذلك العمل الدؤوب الذي لم ينقطع، مظلوميتنا التي واجهناها، وحتى لحظة الأعلان عن نتائج الانتخابات، ولماذا نستذكر الآن؟، هل سنموت!

في كل تلك السنوات ال15 بقيتُ صادقاً مع جواب قُلتهُ يوماً لقصي محبوبة: “انا هنا لأني أجد نفسي في هذا المكان”، ولا زلت، أرى في الحكمة مشروعي الذي يجب أن لا أحيد عنه، واضعاً أمام عيني تجربة الشيخ المعلة (ره)، ورافضاً تجربة من غدرَ بنا من أبناء جيلي في الأنتماء.

وابقى اتسائل: هل كُنت صادقاً في العمل مثلَ صدقي في الجواب؟! ولأني لستُ من “المعصومين” أؤكد.. اني في ساحة العمل التيّاري منذُ (15 عام) أصبت.. وأخطأت، لكني إلى هذه اللحظة، انا منتمي، انا متبني للعمل التياري، ولا يزال طريقي فيه طويل (إن كتبَ الله لنا العمر).

منذُ انتهاء الانتخابات ونحنُ نفكّر: ما هو القادم؟! وأيُّ كابوسٍ ينتظرنا! وهل هذا هو الذي يسمونهُ (انكسار)؟، وهل مثلنا يُكسر؟!

افكّر.. بمئات الرجال والنساء الذينَ بذلوا جهوداً عظيمة في هذه الانتخابات، وافكّر ايضاً.. بالطريقة التي تلقوا بها النتائج، وأياماً عصيبة عاشوها بعد تلكَ اللحظة، يتسائلون: ماذا حصل؟!

ولأنني منهم.. من اؤلئك الذينَ لم يركنوا يوماً من الأيام مقتنصين زلّة الآخر، منذُ 2006 وإلى الآن، لأني كنتُ دائماً في الميدان، تَكْبرني المسؤولية او اكون اكبر منها، تدرجت.. فعرفت: إن لا خيار أمامنا سوى المواجهة!

مواجهة كل الأخطاء، كل التزوير، كل الأرادة الدولية، مواجهة اسباب الخسارة مهما كان شكلها، ومهماً كانَ ورائها، عرفتُ إن الأنكسار الوحيد الذي يمكن أن يصيبنا: هو فقداننا للثقة بأنفسنا، هذا وحده ما يريده خصومنا، لا شيء آخر.

وهل يستطيعون؟!

هل هم قادرين على سلبنا هذه الثقة؟، نعم اقول: “فقط.. إن سمحنا لهم بذلك”، ولكن.. الآن، وفي هذه اللحظة التي تعرضنا فيها إلى ضربة موجعة، عليهم أن يحذروا! فلسنا من “شمع” لنذوب! ولم يأخذ “الدلال” مأخذهُ فينا، نحنُ شباب دربتنا المواقف، وصقلتنا الظروف الصعبة.

فكرّتُ كثيراً.. ماذا عليَّ أن أفعل الآن؟! في هذه اللحظة، ووصلت إلى نقطة مهمة: نحنُ بحاجة إلى أن نديم الثقة بأنفسنا، بذات الطريقة التي قاتلنا فيها في كل المواقف القديمة، تلكَ التي عبرنا فيها المراحل الصعبة..

لكل ذلك.. أنا أعلن رسمياً تَرشحي لأنتخابات المكتب السياسي للحكمة في دورتهِ القادمة..

ادعو الله أن يقدم ما هو صالح لمشروعنا ولي. وسأقاتل بشرف للحصول على ثقة اخواتي واخوتي في الهيئة العامة، وسأنتظر مرّة أخرى اعلان النتائج، بذات الطريقة التي انتظرت فيها نتائج البرلمان، كنت وقتها: مُتعباً.. اشعر بأنّي قدمت كل ما كان بوسعي تقديمه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here