وهل العرب عندهم واقعية؟

وهل العرب عندهم واقعية؟ نعيم الهاشمي الخفاجي

ساسة الغرب تحكمهم دساتير لخدمة شعوبهم ووجود مراكز دراسات استراتيجية تضع الخطوط العريضة للزعماء، وليس على الطريقة العربية الحاكم هو الذي يصنع القرار السياسي وحتى إن كان القرار يجلب الدمار والقتل وعلى الجماهير إطاعة ذلك والخروج للشوارع للتصفيق والهتاف لقائد الضرورة، العالم الغربي قادته يسيرون وفق توصيات مراكز الدراسات البحثية، واضع وراسم خطة العمل السياسي ينطلق من مدارس فكرية ونظريات وضعها علماء اجتماع ومفكرون وليسوا عتالين وجهلة.

في السياسة الخارجية الغربية واضع التوصيات لصاحب السلطة التنفيذية لديه نظريات عديدة وكل نظرية أيضا متشعبة، في الأغلب يوجد من ضمن النظريات المستعملة هما نظرية الواقعية والنظرية الليبرالية، الواقعية ايضا بها اتجاهين ضمن هذه النظرية

على الرغم من تأكيد الواقعيّة الكلاسيكيّة على مفهوم المصلحة الوطنيّة، فهي ليست كالعقيدة الميكافيليّة “أن كل شيء يُبرر بمنطق الدولة” (Bull 1995، 189). كما أنها لا تستلزم تمجيد الحرب أو الصراع.

الواقعيون الكلاسيكيون أيضًا لا يرفضون إمكانيّة الحكم الأخلاقي في السياسة الدوليّة، بعض الكتاب العرب من فئة المستكتبين يكتبون في صحف الخليج البدوية، ويتحدثون عن مصطلح الواقعية بنظرة بدوية مبنية على أساس القتل والغزو والسبي، النظرية الليبرالية ترى أنَّ الانفتاح والتوسع بالتجارة يفتح الطريق أمام تبني الديمقراطية والإيمان بالمؤسسات الدولية.

لا يمكن مقارنة سياسات دول الغرب مع الأنظمة العربية المتهرئة التي صنعتها الدول الغربية، الغرب ينظر للخليج أبقار حلوبة وغير مهتم بنشر الديمقراطية بدول الخليج اهم شيء بقاء الأنظمة العميلة للغرب بكراسي الحكم لصيانة مصالح الغرب.

شيء طبيعي الدول الغربية تبني علاقات مع أطراف تحسب على روسيا أو على السوفيت مثل ما استغلت الخلاف الصيني السوفياتي لذلك الغرب دعم الصين وتم سحب الصين بشكل أو آخر لتكون في المعسكر الأميركي خسارة كبيرة للسوفيات، هنري كيسنجر هو من كسب الصين ضد السوفيت، بدخول الأسلحة النووية لا يمكن للدول الكبرى النووية أن تتقاتل بشكل مباشر لأن هذا يعني الدمار، أمريكا والناتو لم يتبنون نظرية الواقعية ولا النظرية الليبرالية بشكلها الصحيح المطبق في البلدان الغربية، وإنما يبتزون دول العرب الخانعة ويسلبون أموالهم من خلال الأنظمة العربية العميلة التي صنعوها، وحتى عندما تقربت أمريكا من الصين لايهمها تغير آيديولوجية الصين بقدر أنها تكسب عدوا ضد عدو آخر وهو السوفيت، العالم وخاصة بين اللاعبين الكبار تجمعهم المصالح، بحقبة السوفيت استفادت الصين من علاقاتها مع أمريكا بل تم إعطاء الصين ميزات اقتصادية مثل بند الدول الأكثر تفضيلاً في منظمة التجارة العالمية وايضا تم قبول الصين في المنظمة، وتم فتح الأسواق أمامها، القادة بالصين وضعوا تسهيلات في مجال الاستثمار لذلك اتجهت معظم الشركات الغربية العملاقة وأصحاب المصانع نحو الصين وذلك لرخص الأيدي العاملة وعدم وجود روتين في إيجاد مصاعب لرجال الأعمال، بل الصين انفتحت على العالم بأسره، وأصبحت الصين قوة اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية، الصين ربع نفوس العالم كل الشركات العملاقة بحاجة للسوق الصينية، تتعامل مع جميع الدول وفق قاعدة الربح لا الخسارة، بعد انتهاء أهمية البترول على سبيل المثال أمريكا أصبحت دولة مصدرة للبترول وتوقفت عن شراء نفط العرب والخليج لكن الصين بقيت تشتري النفط من كل دول الشرق الأوسط بما فيها بترول دول الرجعية العربية، الصين تشتري نفط السعودية والإمارات والكويت وقطر والعراق وإيران والجزائر وليبيا وروسيا ولولا الصين لبقي البترول العربي كبضاعة كاسدة لاقيمة لها، حاول ابن سلمان يستعمل البترول ضد إيران وروسيا وعرض خدماته على الصينيون لكنه فوجىء إنهم رفضوا عروضة المغرية ضد إيران وروسيا لأن الصينيون يعلمون ذلك إنهم بالاخير ايضا هم مستهدفون، لكن العقل الصيني يشتري بترول السعودية والخليج لأن الشركات الصينية تصنع ملابس رجال ونساء الخليج بل حتى صناعة العقال صيني…….الخ.

الصين اليوم أكبرَ منافس للدول الكبرى، وأصبح لها وجود بالدول العربية وأفريقيا واكيد ستكون قوة مهيمنة على شرق آسيا وجنوبها ثم على الشرق الأوسط وأفريقيا ودول أمريكا الجنوبية.

الصين الآن باتت من الدول الكبرى التي تشارك في قيادة العالم.

يحاول المستكتبين في صحف دول الرجعية العربية تصوير إيران أنها تبحث عن نفوذ ديني بدول الخليج وهذا الكلام ينم عن عقلية طائفية نتنة تحاول التحريض على العرب الشيعة بالدول العربية في حجة ايران، معظم دول الخليج ذات الغالبية السنية تتعامل مع إيران أكثر من تعامل شيعة العراق مع ايران، نعم إيران شجعت صناعات القطاع الخاص بحيث استطاع عشرات آلاف التجار الايرانيون في إنشاء مصانع ومعامل في جميع المجالات الزراعية والصناعية على عكس الدول العربية التي بقيت أبقار حلوبة للغرب، إيران دعمت قضية الشعب الفلسطيني ورفضت التطبيع ودعمت القوى المقاومة للتطبيع هذه هي الحقيقة المرة، أعجبني شيخ شيعي كويتي تم سجنه سنوات بدون ذنب بل التيار الوهابي طالب في اعدامه لكن استطاع الخروج إلى بريطانيا قام بشتمهم ليل نهار ولو كانوا محترميه كمواطن ببلده الكويت لكان أفضل لهم، وقبل اسبوع قام في نشر فيلم سينمائي يتحدث عن محاصرة بيت فاطمة بنت محمد ص ومحاولة حرق دارها وعندما سألوه عن الفيلم قال لهم إنني عملت الفيلم ليس للمسلمين وإنما للمسيح والبوذيين والسيخ ولكل البشر من غير امة الاسلام، هههه سلمت يداه وإن كنت أنا شخصيا اختلف معه، ولا اخفي عليكم فقد ذهبت إلى اليوتوب وتصفحت الفيلم فيلم يوم الخلاص وكان بحق مؤلم ومحزن يكشف حقيقة الظلامة التي تعرض إليها ال البيت ع، ونحن ليومنا هذا كمواطنين شيعة سواء كنا متدينون أو يساريون أو منفتحين ندفع ثمن باهض بالقتل والذبح بسبب موالاتنا إلى آل بيت رسول الله ص، واقعية العربان من بدو الخليج لاقيمة لها وهم بعيدون كل البعد عن أي دور لهم في العالم وإنما يبقون ابقار حلوبة يتبدل المالك ويبقون محلوبين.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

22/12/2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here