السيد المسيح عليه السلام في القرآن الكريم (الحلقة السادسة) (معجزاته)

الدكتور فاضل حسن شريف

الفرق بين المعجزة والكرامة ان كليهما عمل خارق فوق العادة ولكن المعجزة للأنبياء و الكرامة للأولياء. فمعاجز عيسى عليه السلام كثيرة منها حمله وولادته من غير اب “قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون” (ال عمران 47). أن الله خلق آدم من تراب وخلق عيسى عليه السلام من غير أب حيث يقول الله تعالى “إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ” (ال عمران 59).
وعندما جاء مريم عليها السلام المخاض لا يوجد احد يساعدها على الولادة ويأمرها الله ان تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الناضج ويتحرك الوليد في بطنها “فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا* فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّاؤ* وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا” (مريم 23-25)، وتكلمه في المهد لتبرئة امه “قالَ إِنّي عَبدُ اللَّـهِ آتانِيَ الكِتابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا * وَجَعَلَني مُبارَكًا أَينَ ما كُنتُ وَأَوصاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُ وَيَومَ أَموتُ وَيَومَ أُبعَثُ حَيًّا” (مريم 30-33).
إنزال مائدة من السماء “إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّـهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّـهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ” (المائدة 112-114). و رفعه الى السماء “إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ” (ال عمران 55).
ومن معاجز عيسى عليه السلام إحيائه الموتى ، ونفخ الطين وتحويله الى طير، وشفاء الاعمى والابرص، وعلمه بالغيب ما يأكل قومه من الطعام ومما يدخرون منه في بيوتهم “وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّـهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” (ال عمران 49).
اما كرامات الاولياء فكرامة رزق مريم عليها السلام “كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عندها رزقا” (ال عمران 37)، وكما هي كرامة آصف بن برخيا أحد أنصار سليمان عليه السلام في انتقال عرش ملكة سبأ بلقيس من اليمن الى فلسطين “قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يرتد اليك طرفك” (النمل 40).
ومن الروايات حول احياء عيسى عليه السلام للاموات أحيي صديقه العازر والذي أصابه مرض شديد أدي إلى احتضاره ولكن ذهب سيدنا عيسى إليه ولكن وجد لعازر قد توفي. فأمر عيسى عليه السلام أخته بأن تأخذ العازر إلى القبر ثم دعا عيسى عليه السلام الله عز وجل فأحيا الله لعازر وعاش وقام بإنجاب ولداً. ودعا عيسى عليه السلام سام ابن سيدنا نوح من القبر فقام بإحيائه بإذن الله. كان عيسى عليه السلام قد مر على عجوز فقدت ابنها فدعا سيدنا عيسى الله عز وجل فرجع هذا الابن حياً مرة أخرى.
عيسى بن مريم عليه السلام يعرف بالمسيح وذلك لأنه يمسح على الأكمه والأبرص فيعافيهم الله عز وجل. ويعد عيسى عليه السلام من أولي العزم. طلب عيسى عليه السلام من قومه الصيام لمدة ثلاثين يومًا، ووافق القوم على ذلك ولكن طلب القوم من عيسى عليه السلام أن ينزل عليهم مائدة تكون لهم عيداً. فطلب عيسى عليه السلام من الله سبحانه وتعالي أن يُنّزل عليهم مائدة من السماء ليأكل القوم منها. فأنزل الله عز وجل مائدة من السماء كبيرة جدا وقيل انها تكفي لإطعام سبعة الاف شخص أو أكثر. ومن نعم الله تعالى على النبي عيسى عليه السلام بأن يبشر قومه بقدوم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو خاتم الأنبياء “وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد” (الصف 6).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here