نحو الأحسن

بقلم ( كامل سلمان )

يقول عراقي مقيم في دولة غربية منذ خمسين عاما وانا في بلاد الغربة انتظر الخبر الذي يقول العراق نحو الاحسن لكي اشعر بالراحة ولكن هذا الخبر اصبح حسرة وكلمة نحو الاحسن اصبح خيال وحلم ولا أدري مالسبب هل الشعب العراقي يرفض مفهوم الاحسن ام ان الحكومات ترفض مفهوم الاحسن ، لماذا كل شيء في العالم نحو الاحسن الا العراق ، شعب ذكي وشجاع ، خيرات كبيرة من معادن ونفط واراضي زراعية ومياه وموقع جغرافي مميز ومع ذلك لا يوجد نحو الاحسن . لم ارى في التأريخ ان العراق تدخل بشؤون دولة اقليمية او جارة بشكل سيء لا الحكومات العراقية ولا الشعب العراقي وفي المقابل نرى دول الجوار والدول الاقليمية كلها وبلا استثناء حكومات وشعوب تتدخل بشؤون العراق بشكل سيء وكأن العراق فريسة يتسارعون الى نهشها ، ووجود العراق القوي الآمن بالنسبة لهم جريمة لا تغتفر ، وهم يتسامحون فيما بينهم ويتصالحون ولكن عندما تصل الى العراق يختلفون ويتصارعون على هذه الغنيمة . ويساعدهم على سلوكهم العدواني وجود الارضية الخصبة التي تتقبل تدخلاتهم السيئة ، هذه هي بأختصار مشكلة العراق وهذه المشكلة لا تحل الا بإزالة دول الجوار او خرابها او ان الإنسان العراقي والحكومة العراقية يصبح تفكيرها وهمها تخريب دول الجوار انقاذا للبلد ، انا في رأيي الشخصي اجد ان العراق يجب ان يسلك هذا السلوك العدواني تجاه الاخرين دون رحمة ودون هوادة لكي يعيد عافيته طالما ان هذه الدول لا تفهم غير هذه اللغة ولا تتقبل عراق مستقر معافى ، عندما يسقط احدهم ما علينا سوى زيادة الجروح التي اسقطتهم لا ان نسارع الى اغاثتهم في تصرف طفولي بريء، الطيبة العراقية اصبحت سبب رئيسي لمعاناة هذا الشعب وهذا البلد ولم تعد الطيبة تشفع ، انظر اليهم كيف يتسلون بدماء شبابنا ومجاعة شعبنا وحرمان اطفالنا ويزيدونها ألمًا ، ونحن مع ذلك نتوسل اليهم حبا وتبجيلًا فمرة نسميهم بالاشقاء ومرة نكنيهم بأخوة الدين والمذهب ونتصور ان حلاوة ألسنتهم هي المعيار لطيبتهم ونسيء الظن بأنفسنا ولا نسيء الظن بهم ، انظروا الى كل تحليلاتنا السياسية لتردي الوضع العراقي كلها تصب في صالحهم ونصب جام غضبنا على بعضنا البعض ونغض الطرف عنهم وكان الاجدر ان نغض الطرف عن المساوىء التي تصدر من بعضنا ونلتفت في كل صغيرة وكبيرة اليهم وبكل جرأة نحملهم سبب خراب بلدنا والاحرى ان يصبح ديدننا هم هؤلاء من خرب بلدنا ونعيدها تكرارا صباحًا ومساءا في مواقع التواصل وفي الصحافة والاعلام وفي كل مناسبة لكي لا يظنون بأننا شعب مغفل عن اعمالهم الشريرة . اتركوا علي الوردي وتحليلاته للمجتمع العراقي واتركوا آراء الفلاسفة واتركوا اقوال العظماء التي نتداولها بأعجاب لأنهم حللوا شخصية الإنسان العراقي وأظهروا للسطح عيوبه ، فهذه مشكلتنا تنبع من دول الجوار وليس فيهم من يود عراقنا حتى ولو اعطيناهم العراق بما فيه فهم لعنة علينا لابد ان نخلص انفسنا من مخالبهم التي مزقتنا لمئات السنين ، ارجعوا الى التأريخ وانظروا كيف فعلوا بالعراق وشعب العراق ، يتلاقفونا من واحد للأخر مستغلين ضعف وحدتنا وسرعة تخلي بعضنا عن بعض في الظروف الصعبة وتقبلنا لأفكارهم الشيطانية التي لا تخدم سوى مصالحهم ونهرع الى اساءة الظن ببعضنا ونتقاتل احيانا فيما بيننا وننتقم إرضاءا لهم .. نحن بحاجة ان ندرك هذه الحقائق ونعيد النظر بأنفسنا ونعيد الثقة بعضنا ببعض ونتحد وهذا هو الطريق الوحيد الذي يعيد العافية لبلدنا ثم نتعلم من هؤلاء جار السوء الغدر والخديعة ونعيدها اليهم بأبشع صورها كما ارادوها لنا . ابن بلدك مهما كان سيء سيصحو ويعرف انك لم تعد عدو له وعدوه الحقيقي لست انت بل عدوه خلف الحدود جالس يتربص ويخطط ولا ينام مخافة ان تصحو من غفلتك وتشخص العلة وأصل العلة فهذا كابوس يقتله . صحيح ان لهذه الخطوة الواعية يتطلب تناسي ماسببه لك اخيك في الوطن من جروح وآلام ولكن انظروا الى الثمار التي سنحصل عليها وان كانت فيها مرارة الا إنها الطريق نحو العافية ونحو الأحسن .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here