السيد المسيح عليه السلام في القرآن الكريم (الحلقة التاسعة) (صفاته)

السيد المسيح عليه السلام في القرآن الكريم (الحلقة التاسعة) (صفاته)

الدكتور فاضل حسن شريف

ان العلاقة بين اللّه تعالى و عيسى عليه السّلام تحدث عنها القرآن أولها صفة العبوديةه‌ “قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا” (مريم 30)، و العبودية المطلقة تشتمل “إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَ عَلى‌ والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَ كَهْلًا وَ إِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَ تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَ إِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى‌ بِإِذْنِي وَ إِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ‌” (المائدة 110) و مسلّما عليه من قبل اللّه تعالى‌ “وَ السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا” (مريم 23).
وكان عيسى عليه السّلام مؤيدا بروح القدس”وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ” (البقرة 87)، و رفعه اللّه إليه بعد الوفاة و طهره من الكافرين “إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى‌ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَّ وَ مُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا” (ال عمران 55)، و ” بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَ كانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيما” (النساء 158).
المسيح لقب لعيسى عليه السلام، وتعطي معاني منها الصديق والعرق والشئ الأملس. وسبب تسميته بالمسيح فقيل انه مسح الأرض اي تركها بدون قبر بل رفعه الله ” بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا” (النساء 158). وفي رواية سمي عيسى بالمسيح لأنه إذا مسح ذو عاهة فإنه يبرئ. ورواية اخرى ان في جسده رائحة طيبة ممسوح بالبركة، او له مسحة من الجمال لانه جميل الشكل. وان المسيح أصله بالعبرية مشيحا كما اسم موسى يسمى موشى.
والنبي عيسى عليه السلام مقفى وخاتم أنبياء بني إسرائيل “وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ (البقرة 87)، و”وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ” (المائدة 46)، “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ” (الحديد 26- 27). ومقفى جاء من اقتفاء الاثر اي اقتفاء اثار الانبياء السابقين كنوح و إبراهيم ثم موسى وهارون ثم عيسى عليهم السلام الذي أوتي الانجيل ولم يبعث رسولا بعده إلا خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم للعالمين حسب مفسرين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here