الكلمة واللحن!!

الكلمة واللحن!!
الكلمات العربية المصبوبة في روائع شعرية أخاذة , تفتقر للملحنين القادرين على بلوغ رسالة الكلمة لذروتها.
إستمعت مؤخرا لكلمات في غاية الروعة والجمال والمعنى والتعبير , تُغنى بلحن لا يضاهيها وبصوت عجز عن التعبير عن فحواها.
أحد الأصدقاء عاتبني على هذا الرأي , ووصفها بالرائعة الخالدة , وقد إستلها من تعليقي الذي ذكرت فيه أمنيتي أن تكون كذلك لو…ولو!!
فالمشكلة الفاعلة في الواقع العربي الغنائي غياب نوابغ التلحين , وتجدنا تحت رحمة أدعياء التلحين , الغير قادرين على إيصال روح الكلمة للناس.
فالقمم اللحنية العربية ربما لا وجود لها , والطاقات التعبيرية عن جوهر الكلمات مفقودة , والسائد ألحان سريعة غير ناضجة الطبخ الصياغي والنغمي , وتُطرح على أنها ألحان , وكأنها بضائع صينية تُنتج بالجملة , وفي مسابقة لا هوادة فيها مع الآخرين.
فالكل مغنون وملحنون وكتاب أغاني!!
الأغنية أساسها الكلمة واللحن وبعدها الصوت , ولابد أن تكون الكلمات وألحانها متوافقة مع قدرات الصوت الذي سيؤديها , في حين أن العديد من الأصوات تجهض معاني الكلمات وتفرغها من محتواها , وتلغي سحرها خصوصا عندما يلازمها لحن ضعيف.
فاللحن إبداع , والشعر إبداع , وأداء الأغنية عليه أن يكون مممثلا لذروة الإبداع , حيث تكتمل الصورة , وتنطلق الكلمات محلقة في فضاءات الأنغام.
فهل نعيش في زمن كثرت فيه الأصوات وماتت الكلمات وتحطمت الألحان؟
الأصوات جميلة , والألحان هزيلة , والكلمات ذليلة , فعن أي غناء وفن وأنغام وروعة نتحدث؟
أملنا أن ينتبه الملحنون والمغنون إلى أهمية الكلمة ودورها في صناعة الحياة , وتكون كلمات الأغاني ذات رسالة إنسانية طيبة , تحقق الألفة والمحبة وتحفز طاقات الخير في الأعماق.
فهل لنا أن نغني بلسان الروح ونكتب بمداد القلب , ونلحن بإرادة أوتار النفس السامية العالية؟!!
وهل من أغنية ذات أصداء حضارية إنسانية؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here