الجاهلون بالعربية!!

الجاهلون بالعربية!!
المغرضون أعداء اللغة العربية والعروبة والتأريخ والدين , يطرحون أسئلة ومفاهيم عدوانية يلصقونها بالعرب , ومنها لماذا تأخر الناطقون بالعربية؟
وهذا سؤال لا قيمة له ولا رصيد دلالي وبرهاني , فأية لغة لا علاقة لها بالتقدم والتأخر , الذي يصنع التقدم هو التفكير العلمي بمناهجه ومهاراته , وما يؤدي إلى التأخر هو إنكار العلم وضرورته لبناء الحياة الحرة الكريمة.
فأمتنا علتها الجوهرية أنها تنكر العلم أو ترفضه , فلا علاقة للغتها وتأريخها ودينها بالتقدم والتأخر.
فأمتنا من أقل الأمم رعاية للعلم والبحث العلمي , فميزانيات دولها لهذا الغرض ضئيلة جدا.
ومعظم ميزانياتها للحروب والتدمير والخراب , ومن المروع حقا أن العديد من الجامعات تشجع الدراسات والبحوث العبثية , ولا تجد فيها رسائل وبحوث ذات قيمة علمية أو تأثير في بناء العقل العلمي.
إن ما يجري في واقع الأمة هجمة شرسة على كيانها , ومحاولة للإجهاز على وجودها بابعاده الحضارية كافة.
فتارة يتحدثون عن الدين وأخرى عن التراث ومن ثم عن اللغة , ويبتعدون عن السبب الحقيقي لأنهم لا يريدون للأمة خيرا.
بل يحاولون طمس وجودها ومحق علاماتها الفارقة وهويتها , وإيهام الأجيال بأنها أمة مقعدة إنتهى دورها وصلاحيتها للحياة , وعلى الآجيال أن تتبرأ منها , وتذوب في أمم الدنيا التي تريد إفتراسها , وأن تعادي لغتها وتمحق معالمها وعلاماتها الإنسانية الأصيلة , لتسعد أعداءها , وتقضي على نفسها بطاقات أبنائها المغرر بهم والمفعول بهم وبعقولهم!!
ورحم الله إبراهيم اليازجي الذي قبل عدة عقود قال: “تنبهوا واستفيقوا أيها العرب…فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب”!!
فهل سيتنبهوا وسيستفيقوا من غيّ العدوان الرجيم؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here