زيتية العينين لا تقلقي ! للشاعر نزار قباني

زيتية العينين لا تقلقي ! للشاعر نزار قباني * ، د. رضا العطار

زيتية العينين . . لا تُقلقي – يسلمُ هذا الشفق الفستقي

رحلتنا في نصف فيروزةِ – اغرقتِ الدنيا ولم تغرقي

في ابدِ. يبدا . ولا ينتهي – في الف دنيا ، بعدُ ، ولم تُخلق

في جزر تبحث عن نفسها – ومطلقِ يولد في مطلق

وتنتهي الدنيا ولا ينتهي – تشرًدي في غابة الفستق

قميصكِ الاخضرُ . . من يا ترى – باعك هذا اللون . قولي . اصدقي

أمن ضفاف (السين) خيطانه – واللون من دانوبه الازرق

ام من صغير العشب لملمتهِ – في سلة بيضاء من زنبق

بحيرة خضراء في شطًها – نامت صبايا النور لم تتقي

كأنما عينيك وسط الضيا – صفصافة تحت الضحى الزنبقي

عريشة كسلى على سفحنا – عنقودها بالشمس لم يُحرق

شباكي الصغير . . يفضي الى – فسقية . . يفضي الى المشرق

الى نوافير رمادية – تبكي بصوت ازرق . . ازرق

يفضي الى لا حيث . . شباكنا – يفضي الى لا منتهى شيقِ

من الف عام وانا مبحر – ولم أصل ولم يصل زورقي

امضي على زمرد دافئ – يرهقني . . فُديت يا مرهقي

وشوشة البَحراتِ مسموعة – من خلف خلف الهدب المطرق

قطرات فيروز على جبهتي – منك ، على شعري ، على مفرقي

يا مطر العينين . . لا تنقطع – انا حنين الطيب للدورقي

لا تنقطعي ثانية . . إنني – جوع الربى للاخضر المورق

يا مرفأ الفيروز . . يا متعبا – سفينتي ، لا بدً ان نلتقي

وعندما جلست محبوبة الشاعر الى جانبه في المقهى، قال :

في جواري اتخذت مقعدها – كوعاء الورد في اطمئنانها

وكتاب ضارع في يدها – يحصد الفُضلة من ايمانها

يثب الفنجان من لهفته – في يدي شوقا الى فنجانها

آه من قبعة الشمس التي – يلهث الصيف على خيطانها

جولة الضوء على ركبتها – زلزلت روحي من اركانها

هي من فنجانها شاربة – وانا اشرب من اجفانها

قصة العينين . . تستعبدني – من رأى الانجم في طوفانها

كلما حدقتُ فيها ضحكت – وتعرى الثلجُ في اسنانها

شاركيني قهوة الصبح . . ولا – تدفني نفسك في اشجانها

انني جارك يا سيدتي – والربى تسأل عن جيرانها

من أنا . . خلًي السؤالات انا – لوحة تبحث عن الوانها

موعدا . . سيدتي ! وابتسمت – واشارت لي الى عنوانها

وتطلعتُ فلم المح سوى – طبعة الحمرة في فنجانها

* منقول من ديوان الشاعر، ج 1 ص 36

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here