جيروزاليم بوست: 4 سيناريوهات محتملة بعد انسحاب امريكا من العراق

طرحت صحيفة “جيروزاليم بوست” الاسرائيلية أربعة سيناريوهات محتملة فيما بعد الانسحاب العسكري الأمريكي المعلن رسميا من العراق، من بينها إحياء تنظيم داعش لنفسه، مرجحة عودة العنف واعادة ايران “هيكلة دولتها العميقة” داخل العراق.

وبعدما ذكّر تقرير الصحيفة الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اعلن في 29 كانون الأول/ديسمبر الماضي، أي قبل يومين من الموعد النهائي لانتهاء المهمة القتالية للجنود الامريكيين، ان “آخر جندي أمريكي قد غادر بلاده وأن القوات الأجنبية المتبقية متواجدة من أجل التدريب وتقديم المشورة”، اعتبر التقرير أن هذا قد يمثل “نهاية حقبة، لكنه ايضا قد يكون بداية لحقبة أخرى”.

ظهور داعش

ولفت التقرير؛ الى ان كثيرين يعتقدون ان الانسحاب يمكن ان يقود الى عودة ظهور داعش، وهو أحد السيناريوهات في ضوء انسحاب القوات الامريكية، وان عودة هذا التنظيم الى الظهور قد تكون بداية لسلسلة جديدة من أزمات التعامل معها لن يكون سهلا هذه المرة.

وفي حين اشار التقرير؛ الى ان داعش صعد من هجماته في بداية كانون الأول /ديسمبر بينما كانت واشنطن قد بدأت المرحلة العملية من انسحابها، وشن هجمات ارهابية في محافظات ديالى وصلاح الدين والانبار وكركوك ونينوى، وقتل ما لا يقل عن 30 من مقاتلي البيشمركة في اقليم كوردستان، والعديد من القوات العراقية والمقاتلين شبه العسكريين، لفت إلى أن نقاشات جرت حول ما إذا كان ينبغي للعراق أن يطلب من الولايات المتحدة تمديد أمد الانسحاب، لكن الوقت كان قد فات لأنه جرى التوصل بالفعل الى اتفاقات رسمية حول الانسحاب وجداوله.

وجود المليشيات

واوضح التقرير انه اذا كان ظهور داعش هو أول سيناريو محتمل، إلا أن هناك ثلاثة سيناريوهات اخرى يمكن أن تصبح في واقعا، من بينها أن عودة ظهور داعش ستمنح الميليشيات المدعومة من إيران فرصة لتبرير اطالة وجودها.

لذلك، اعتبر التقرير أن زيادة تحركات داعش، يمكنها أن تتيح للميليشيات الفرصة لإقناع الزعماء مثل السيد مقتدى الصدر الذي كان طالب بسحب السلاح من الميلشيات، بان وجودهم لا يزال مطلوبا.

وتابع التقرير؛ أن السيناريو الثاني يمنح ايران اليد الطولى مجددا وذلك من أجل صياغة المشهد السياسي في العراق في المستقبل، مضيفا ان قوة الميليشيات تعني هيمنة ايرانية أكبر في بغداد، حيث خلفت واشنطن وحلفاؤها فراغا منذ انسحابهم.

فشل تشكيل الحكومة

وخلص التقرير الإسرائيلي إلى القول بإنه إذا كانت سيناريوهات الدومينو هذه هي المتوقعة، فإن الضربة الاخيرة، او السيناريو الاخير، قد يكون على شاكلة فشل بغداد في تشكيل حكومة جديدة، او على الاقل، حكومة تمثيلية شاملة وقادرة على النجاح.

وأوضح أن الميليشيات التي خسرت في الانتخابات ، من غير المرجح أن تسمح لخصومها بالسيطرة على السلطة وتشكيل الحكومة المقبلة بشكل سهل وديمقراطي، لانها ترى ان القوة الحقيقية مصدرها من قدرتها العسكرية وليس من خلال التأييد الشعبي، مما يعني أن الميليشيات ستحتفظ بأسلحتها، وسلطتها السياسية كنتيجة.

وختم التقرير بالقول إنه في ضوء كل ذلك، فانه من المرجح ان يشهد العراق تزايدا كبيرا في اعمال العنف، ما سيساعد ايران على “إعادة هيكلة دولتها العميقة داخل العراق”.

وتابع قائلا إن ذلك سيحيي نفوذ ايران اقليميا، خصوصا بعد تعرضها لانتكاسة كبيرة في ظل اغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني الذي يوصف بأنه “الرجل الذي يقف وراء كل تحرك سياسي في بغداد”.

ترجمة: وكالة شفق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here