المالكي .. وفاجعة الاطار!!

المالكي .. وفاجعة الاطار!!

حامد شهاب

ربما لم يكن يدرك السيد نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون ، والفائز الأكبر في تحالف الإطار، أو يتوقع أن يتخلى عنه من أرتضوا ان يدخلوا في تحالف معه ضد تحالف التيار ، ويتحولوا بين ليلة وضحاها الى ” إخوة أعداء” ، برغم أنهم كانوا يقولون انهم جمعوا مايقرب من 90 مقعدا في مواجهة التيار الصدري، الذي حاز على 74 مقعدا ، ليكون الفائز الأكبر في الانتخابات!!

كان جماعة الإطار قد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها ، سواء في التظاهرات على أبواب المنطقة الخضراء ، أو في تقديم الشكاوى للمحكمة الاتحادية التي خذلتهم هذه المرة ، بعد ان خسر جماعة الاطار الكثير من أصوات جمهورهم ، ولم يفوزوا إلا ببضعة أصوات ، لاتشكل لهم رقما ذا قيمة في معادلة الفوز المفترض في نتائج الانتخابات!!

وبعد الأنباء التي تحدثت عن تحالف التيار مع جماعة الحلبوسي والخنجر والتحالف الكردستاني ، وسعي التيار لضم جماعات من الإطار الى صفوفه ومنهم هادي العامري ، ليشكل الكتلة الأكبر ، فإنه لم يتبق أمام اصرار الصدر على حكومة الأغلبية ، سوى الذهاب الى المعارضة، بعد أن تخلى حلفاء المالكي عنه ، وفضلوا مصالحهم ومكاسبهم الشخصية ، على مصالح تحالف الإطار ، الذين أكدوا أنه لن ينفرط عقده، وإذا بقلاعه تتهاوى من أجل الفوز بالمغانم والمكاسب، وتركوا المالكي وحده مع عدد من نواب مستقلين ومن هم محسوبون على المقاومة وبعض نواب الكرد ، ليكونوا في جبهة ضعيفة لتذهب الى جناح المعارضة، وهو الجناح الأضعف في البرلمان ، الذي ليس بمقدوره أن يشكل عامل ضغط لإضعاف جبهة الموالاة!!

أجل..يبدو أن المالكي هذه الأيام هو في أضعف أحواله، وهو ينظر يمينا ويسارا ، ولا يرى أيا من حلفائه الأقوياء الذين كان يعلق عليهم الآمال في ان يرفعوا من أسهمه ، ليكون له مكانة ترتقي الى حجم ما حصل عليه من مقاعد..لكن حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر، ويبدو ان رياح عاصفة شتت شمل الإطار ، وإتجه ثقله نحو الإنحسار!!

ومن يتمعن في خارطة التحالفات وأساليبها الملتوية يجد أنها لم تقترب من الأغلبية الوطنية في شيء، الا ربما في شكل هيلامي غير واضح المعالم، وهو تحالف بطعم التوافق، وإتخذ الأغلبية ذريعة لتوجهاته!!

إنها مفارقة الأقدار، أن يغدر بالملكي جماعة الإطار، وهذه هي السياسة وأنانياتها ومصالحها الضيقة ، عندما تجد أن من مصلحتها حرمان الآخرين من المشاركة تحت دعاوى ” غدرسابقة” تعرضوا لها، وهم الان ، يقتنصون الفرصة للانتقام من المالكي، لكي لايكون له أي دور فاعل في المستقبل السياسي في العراق، وهناك توجه أقليمي ودولي ضاغط يسعى في هذا الإتجاه، وهو ما ينذر بعواصف مستقبلية ، قد تسقط العملية السياسية برمتها، وتلقي بها الى خارج سياقات التاريخ، بعد أن إستنفدت أغراضها ، ولم يعد لها مبرر للوجود يقنع أحدا بإمكانية بقائها لفترة أطول، وهو ما يهيء الفرصة لانقضاض جماعات على السلطة سواء بانقلابات عسكرية او محاولات تآمر بدعم خارجي، لانهاء مسارات العملية السياسية، لتلفظ أنفاسها الأخيرة، الى غير رجعة!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here