أليس من الأنسب للأنظمة الإسلامية مصطلح الدينمُقراطية بدل الديمُقراطية؟

جوانرو

أرجو أن لا يعتبر عنوان المقال من قبل البعض الذين يتصيدون بالماء العكر تهكما. قطعاً ليس هكذا، بل هو اقتراح من العبد الفقير لمصطلح أجده يناسب الأنظمة الإسلامية التي تحكم باسم الدين؟ لأننا غالباً ما نسمع من الأنظمة الإسلامية تصف نفسها بالأنظمة الديمقراطية، والديمقراطية كما هي معروفة لدى الجميع أنها مصطلح أوجدها الغرب (الكافر) ولا يناسب النظام الإسلامي الذي يخالف مضمون الديمقراطية 360 درجة.

كما هو معروف لدى القاصي والداني أن الديمقراطية مصطلح يوناني قديم ويعني حكم الشعب. بينما الدينمقراطية تعني حكم الدين، أي حكم الله، ودستوره هو القرآن الذي لا يجوز الخروج على ما جاء فيه قط. للعلم، هناك مصطلح غربي يوازي الدينمقراطية ألا وهو الثيوقراطية (Theocracy)، ويعني حكم رجال الدين، أي أن الحاكم يكون من رجال الدين. بينما في النظام الدينمقراطية ممكن أن يكون الحاكم إسلامياً لكنه ليس من رجال الدين كما هي الحال في النظام التركي برئاسة أردوغان. وقبله مهاتير محمد في ماليزيا، وهكذا الجمهورية الإسلامية في إيران، حيث كان أول رئيس جمهورية لها أبو الحسن بني صدر الذي كان مدنياً، وهكذا رئيس وزراء إيران مهدي بازركان، وبعده جاء محمد علي رجائي، ومير حسين موسوي لم يكن هؤلاء من رجال الدين. ثم ألغي منصب رئيس الوزراء، لأن رئيس الجمهورية في إيران سلطاته لا يتعدى سلطات رئيس وزراء؟، لأن القرارات السياسية العليا التي يجب أن يكون بيد رئيس الجمهورية تكون بيد الولي الفقيه مطلق اليد (المرشد) الذي له كلمة الفصل؟.

بعض أوجه الاختلاف بين النظام الديمقراطي والنظام الدينمقراطي، في هذا الأخير يوجد برلمان، لكن باسم مجلس الشورى، مقتبسة من الآية القرآنية في سورة الشورى رقم 38: وأمرهم شورى بينهم. أي الشورى بين المسلمين بلون واحد، لا يجوز أن يشاركهم في الرأي من يكون لا دينياً، أو علمانياً،أو شيوعياً، أو ملحداً، أو قومياً الخ. بينما في النظام الديمقراطية ليس هكذا جميع الألوان تشارك في قيادة البلد. توجد في النظام الإسلامي في إيران وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، (وزارت فرهنگ وارشاد اسلامى) لا تجد هكذا وزارة في الأنظمة الديمقراطية، لأن اسمها تجرح مشاعر الشعب؟ كأنهم ضالون وترشدهم إلى الدين الحق؟، لأن كلمة الإرشاد لغوياً تعني التوجيه، الهداية؟ بينما الشعوب الإيرانية قبل انتصار الثورة الشعبية بقيادة الإمام روح الله الخميني ضد نظام الشاه العميل لأمريكا كانت غالبيتها العظمى شعوب مسلمة قلباً وقالباً؟. وفي النظام الدينمقراطي يوجد جيش رديف لجيش البلد يسمى الحرس الثوري، أو الحشد الشعبي الخ. لا يوجد مثل هذا الجيش العقدي في الأنظمة الديمقراطية. وهكذا توجد

عند النظام الدينمقراطي محاكم الثورة. أيضاً النظام الديمقراطي لا يسمح بتأسيس مثل هذه المحاكم. وفي النظام الدينمقراطي يوجد في المحافظات رجل دين يسمى إمام الجمعة سلطاته تفوق سلطات المحافظ. وكذلك ما يسمى بالكوميته (اللجنة) سلطته فوق سلطة الشرطة المحلية. وهكذا مجلس صيانة الدستور، إنها هيئة رئيسية في إيران عملها الإشراف على ما يقوم به مجلس الشورى الإسلامي. حيث أن جميع القوانين الصادرة من المجلس المذكور يجب أن تحصل على موافقة هذا المجلس قبل اعتمادها؟! لماذا يصوت الشعب وينتخب ممثليه؟. مثل هذا المجلس غير موجود ولا يستطيع أن يوجد في النظام الديمقراطي. وهناك أيضاً مجلس تشخيص مصلحة النظام، تأسس عام 1988 بأمر من المرشد الإمام الخميني، وضيفته تنحسر في ثلاث نقاط رئيسية، 1- يكون حكماً بين مجلس الشورى ومجلس صيانة الدستور. 2- إن يقدم انصح إلى المرشد. 3- في حال موت المرشد أو عجزه عن القيام بمهامه يختار عضواً من القيادة بدلاً عنه وذلك بقرار من مجلس الخبراء حتى يتم انتخاب مرشد جديد. إن مجلس الخبراء (مجلس خبرگان رهبرى) عمل هذا المجلس الذي تأسس عام 1982 ينحسر في تعين وعزل القائد، المرشد وما يصدر عنه من قرارات. لا يوجد مثل هذا المجلس في الأنظمة الديمقراطية قط. إذاً كما أسلفنا، أليس من الأنسب أن يسمى النظام الإسلامي بالدينمُقراطي. لا ضير فيه إذا المقطع الثاني من الاسم مقتبس من المقطع الثاني من كلمة الديمقراطي التي هي قراطي (كراتيا) التي تعني الحكم، فيصبح المصلح المركب دينمقراطي، أي: حكم الدين.، وبهذا يصبح اسم على مسمى. حيث تكون في العالم الغربي الأنظمة الديمقراطية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، وفي العالم الإسلامي الأنظمة الدينمقراطية تقودها الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

03 01 2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here