افتتاح جلسة البرلمان غير موفقة

نعيم الهاشمي الخفاجي

شاهدنا وشاهد العالم مراسيم إفتتاح الجلسة الأولى للبرلمان العراقي أمس،والذي للأسف شهد شجاراً وفوضى، تكشف حقيقة عمق الصراع وعدم الحكمة وخاصة بين كتل ساسة المكون الشيعي العراقي، الذي يعاني من خلافات عميقة حول هل إمكانية إقامة دولة قبل دولة المهدي، رأي غالبية مراجع الشيعة ضد إقامة حكم ديني قبل دولة الإمام المهدي ماعدى مرجعية ولاية الفقيه التي أخذت على عاتقها إقامة حكم ديني شيعي جعفري يكون المرجع حاكم ديني وسياسي في آن واحد، يفترض بالوضع العراقي يكون الدفع حول إقامة دولة مدنية بعد ان رسم المحتلون بعد الحرب العالمية الأولى حدود دول الشرق الأوسط، وأصبحت هناك دول لها حدود، يكون الجهد في إشراك الشيعة في الحكم بعيدا عن الشعارات الدينية، لكن للأسف بالوضع العراقي حتى الذين يدعمون الدولة المدنية لم يقوموا بجمع ساسة الشيعة والاكراد والسنة في الاتفاق على حكم البلد بدون تهميش وإقصاء وليعيش الجميع بسلام.

قضية ارتداء الأكفان او قيام الشباب المعتدين وهم في سن الشباب في شراء الكفن لهم يمكن النظر إليها في نظرة إيجابية أن هؤلاء يضعون نصب أعينهم الموت الذي لا مفر منه ويكون ذكر الموت محفر لعمل الخير ورضا الله سبحانه وتعالى.

الإعلام البدوي الوهابي جعل من قضية لبس الأكفان التي ارتداها نواب التيار الصدري عناوين كبيرة لصحفهم ووسائل اعلامهم للنيل من الشيعة وإظهارهم ناس متخلفين رغم أن كل التخلف والانحطاط الأخلاقي هو موجود في البيئة البدوية الوهابية، قضية لبس الإخوة بالتيار الصدري واعني نوابهم الاكفان في البرلمان ليس كما زعم الإعلام البدوي الوهابي أنه دلالة على استعدادهم للموت وإنما تقليدا إلى المرجع الديني الكبير السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ولو كانوا كما يزعم الإعلام البدوي الوهابي لقام التيار الصدري بتصفية وقتل كل بعثي قذر شارك في عملية اغتيال الشهيد الصدر ونجليه رحمهم الله.

تناقلت الاخبار فيما تعرض محمود المشهداني، الذي ترأس الجلسة لكونه أكبر النواب سناً، إلى اعتداء حسب قول وسائل الإعلام السعودية نفسها، المتابع إلى الأحداث لاحظ بشكل واضح ضغط الإمارات والسعودية وقطر وتركيا والأردن على قادة المكون السني للدخول في كتلة واحدة للبرلمان واعادة ترشيح محمد الحلبوسي إلى رئاسة البرلمان لدورة جديدة.

الوضع العراقي الحالي يشبه الوضع اللبناني خميس الخنجر من إرهابي داعشي إلى زعيم كتلة رغم أنف كتل الشيعة بكل مسمياتهم يريدون كسب وده وإرضائه، تم التصويت إلى الحلبوسي رئيسا للبرلمان والسيد حاكم الزاملي من التيار الصدري نائباً أول له وشاخوان عبد الله الديمقراطي الكردستاني نائبا ثانياً، هذا دليل على بقاء المحاصصة.

بعد انتهاء النواب من أداء اليمين الدستورية قدم السيد أحمد الأسدي، النائب عن الإطار التنسيقي إلى رئيس السن بوصفه الكتلة الأكبر بواقع 88 نائباً، عندها حصلت مشادة حادة بين نواب الإطار والتيار الصدري أدت برئيس السن محمود المشهداني، إلى رفع الجلسة، الأمر الذي عرضه إلى اعتداء حسب قول وسائل الإعلام السعودية ونقل على إثر ذلك إلى المستشفى.

وفي وقت لاحق من مساء أمس قدم التيار الصدري قائمته الكتلة الأكبر إلى رئيس البرلمان المنتخب، الإعلام السعودي البدوي قال( وينذر تقدم التيار الصدري و{الإطار التنسيقي} بقائمتين متنافستين بـ «الكتلة الأكبر» بتوسيع مساحة الخلاف الشيعي – الشيعي).

في صفحة تويتر تم نقل حوار جمع مشعان الجبوري مع سيد بهاء الاعرجي حول جلسة البرلمان، يمتاز مشعان الجبوري بالصراحة فهو ليس عنده صديق مثل الزواج الكاثوليكي للموت بل يبحث عن مصالحه ومصالح أبناء قومه قال عبر المحطة الفضائية،

استلمت تعليماتي بتوحيد البيت السني من الرئيس مسعود البارزاني، والأعرجي، يرد ياقادة الشيعة طيح ….حظكم تجدون كلامه على هذا الرابط(

.(https://t.co/tL5cJjAcqR

سحر الكويتي on Twitter
“🔻مشعان الجبوري: أستلمت تعليماتي بتوحيد البيت السني من مسعود البارزاني. 🔻والأعرجي يرد: ،،،، يا قادة الشيعة ! طيح الله حضكم https://t.co/tL5cJjAcqR”
t.co

المشكلة الحقيقية ساسة شيعة العراق لايدركون ان وضع العراق الحالي ليس مثل عراق حقبة صدام الجرذ، الأمور تغيرت ولولا هذا التغير لما أصبح هؤلاء مسؤولين ووزراء ورؤساء حكومات، مضت أكثر من سنتين كاملتين على تظاهرات خطط لها بشكل جيد وسقط شهداء وجرحى بالمئات من المتظاهرين والقوات الأمنية واحرقت محافظات الوسط والجنوب وقطعت الشوارع وإغلاق المدارس والدوائر الخدمية، قالوا نريد انتخابات مبكرة، وانا كتبت بوقتها وقلت مشكلتنا ليست في إجراء انتخابات مبكرة ولننظر إلى ما حصل الان بعد كل هذه الأحداث أعيد انتخاب الحلبوسي مرة ثانية، وربما يعاد برهم صالح رئيسا من حصة الاكراد، ويعاد مصطفى الكاظمي او شخصية أخرى ممثل بالشكل عن الشيعة وهو يعتبر ذلك عار عليه لأن ممثلين الشيعة في رئاسة الوزراء يصلون في اسم الشيعة ويحتقرون ناسهم التي اوصلتهم لشعورهم بعقد نفسية……الخ.

هل إجراء الانتخابات الغاية من كل ذلك حتى يتم إقصاء جزء شيعي فقط.

بغض النظر عن من هي الكتلة الأكبر، لو فرضنا الإطار هو الأكبر النتيجة يذهب مرشحهم للبرلمان ولم يحصل على ثقة البرلمان ويتم تكليف مرشح التيار الصدري، لذلك من مصلحة المكون الشيعي عمل مصالحات شيعية شيعية، لا يمكن عدم إجراء المصالحة بسبب شخص معين، يمكن التضحية بشخص أفضل من أن نخسر كل شيء، المتابع إلى آلاف الحسابات في منصة تويتر يطلقون على أنفسهم تيار المقاومة، ليل نهار يقولون سيد مقتدى ضد المقاومة ……الخ.

أقول إلى هؤلاء الإخوة في تيار المقاومة لا يمكن جعل سيد مقتدى الصدر خارج مبدأ المقاومة وهو الذي شارك بمعارك ضد المحتل وحتى قال انا يد حماس الضاربة….الخ اجزم من الأفضل التصالح مع سيد مقتدى الصدر وعدم معاداته، انا رأيي هذا منذ أول يوم لخروج مقتدى الصدر بعد سقوط صنم صدام الجرذ الهالك.

لنعد بالذاكرة قليلا إلى الوراء في خطبة الجمعة بعد أحداث مظاهرات تشرين قال السيد أحمد الصافي في كربلاء (إذا كان من بيدهم السلطة يظنون أنّ بإمكانهم التهرب من استحقاقات الإصلاح الحقيقي بالتسويف والمماطلة فإنهم واهمون، إذ لن يكون ما بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها في كل الأحوال، فليتنبهوا إلى ذلك).

تاريخ الخطبة كان في يوم الجمعة

15/11/2019.

أقول إلى ساسة الإطار ما الذي قدمتموه إلى جماهيركم، انا اجزم ان الإخوة في

‏الإطار التنسيقي يخسرون مسألة الكتلة الاكبر فهذا إطار تجمع بعد النتائج فوز التيار الصدري وبغض النظر عن هل كانت الانتخابات نزيهة ام مزورة، أقول إلى ساسة الشيعة بالعراق من ناحية المبدأ والمنطق، أنتم الكتلة الاكبر وانتم المكون الأكبر والآخرين يعيشون على فرقتكم وخلافاتكم الجانبية، لو حسبنا الإطار لديه ٨٨ مقعد والتيار الصدري عندهم ٧٦ مقعد يصبح العدد ١٦٤ يضاف لهم عشرة مقاعد إلى تجمع للتشارنة وأكثر من عشر مقاعد لمستقلين يصبح العدد تجاوز ١٨٠ ناىب فمن حقكم الرئاسات الثلاث او بالقليل انتم من يتحكم بمن الذي تقربوه او تبعدونه من المكونات الأخرى،أليس فيكم رجل رشيد وعنده غيرة وفهم للواقع السياسي بالمنطقة والعالم.

المكون الشيعي كان ولا زال غالبية، لكن الآن أصبح أقلية ضعيفة بسبب تشرذم قادة الأحزاب الشيعة، نعم جميع المكونات توحدت ودخلت الى البرلمان بقوة، والمكون الشيعي تشرذم وانهار وضعف، وأصبح حالنا مثل قردة البابون تعادي أبناء فصيلتهم، ويتملق إلى الأعداء، بسبب تفرق ساسة أحزاب مكوننا بات الفائز هو العدو الذي يتربص بنا الدوائر جميعا ولا يستثني أحدا،

العناد وحب المناصب والغباء في السياسة وعدم خدمة المواطنين وتاديب الموظفين في دوائر الدولة ومنعهم من أخذ الرشاوي وخلق مصاعب للمواطنين خلال مراجعاتهم إلى دوائر الدولة وعدم دعم الخريجين والعاملين عن العمل في فتح مشاريع في القطاع الخاص كان سبب رئيسي للخسارة، التشرذم يكون سبب لسيطرت من يتربص لقتلنا جميعا ولن تقوم لكم ياساسة أحزاب الشيعة قائمة لكم والفقراء الشيعة المساكين البسطاء الذين جعلتموهم حطب لنزاعاتكم.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

10/1/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here