(( لاسبيل لإنقاذ العراق الا بإحياء الفضائل وكبح جماح الرذائل ))

“قتل وهرج وسحل وحرب ”رباعية الموت العراقية التي لاتتوقف !
قال تعالى ” وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا “.
احمد الحاج
شرائح عريضة من البشر هاهنا الا مارحم ربك لاتفتأ تردد في جلساتها الخاصة والعامة ومن خلال نكاتها المقولة السوداء ” لو يسلموني الحكم ، الا أعدم نصف الشعب !!!!” ولطالما سمعنا بهذه العبارة الدموية المقززة ونظيراتها المتشحة بالحقد والتفوه بما لايليق على سبيل التفكه والتندر يصاحبها في العادة قهقهات السامعين واضافاتهم وبما هو أبشع …وبرغم انها تقال على سبيل النكتة الا انها تعكس بمجموعها ما يعتمل في اللاوعي الجمعي وقد أرست ثقافة الدم والثأر والحقد والانتقام على مر عقود والنتيجة هي ما ترون وما تسمعون من فواجع يندى لها جبين الانسانية واذا كانت بعض الاثار قد حذرت من الاعانة على قتل مؤمن ولو بشطر كلمة” فما بالكم بعبارات كاملة تقال في هذا السياق بوجود الخمور والمخدرات والبطالة وعصابات الجريمة المنظمة والأمراض النفسية والتفكك الاسري والعصبيات العشائرية والطائفية والقومية ،مع انتشار السلاح المنفلت والمؤدلج والموازي ؟!
لقد استيقظ العراقيون اليوم على انباء مفزعة لمقتل عائلة كاملة في حي الفرات في مدينة النجف على يد احد ابنائها ولما يتجاوز عمره الـ 16 عاما من مسدس شخصي كان قد اشتراه لهذا الغرض حيث قتل والده ووالدته وشقيقه الاكبر فيما اصاب شقيقته الصغرى بجروح بحسب الشرطة المحلية وذلك في جريمة نكراء لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ولاريب ..اذ سبق ان اتهمت ام بقتل ابنتيها البالغتين من العمر ١٧ و ١٥ سنة ووالدة زوجها، بواسطة بندقية نوع كلاشنكوف في البصرة أواخر العام الماضي بدافع الانتقام من زوجها، لكونه تزوج عليها … اب يقتل ابنه ببندقية صيد “كسرية”، بعد ان “بصق” بوجهه اثر خلاف عائلي في صلاح الدين …أب يقتل ابنته بعد تعذيبها في منطقة النهروان….اب يقتل ابنه في حي الإعلام جنوبي غربي بغداد إثر مشاجرة عائلية تطورت إلى استخدام الأسلحة الخفيفة ..أب يقتل ابنه الشرطي بمسدس شخصي في حي الامانة في العاصمة بغداد،بعد ان قام الابن بضرب والده ولاتدري من أي الفعلين تعجب …أم تقتل طفلتها في منطقة حي الكوفة شرقي العاصمة بسكين حادة …أب ينحر ابنه البالغ من العمر 3 سنين ضمن منطقة حي اور…ابن متعاط للمخدرات يقتل والدته وشقيقته ويقوم بحرق المنزل لإخفاء معالم الجريمة تحت تأثير المخدرات بدافع السرقة …والسلسلة طويلة ومرعبة لاتخلو بعضها من شكوك وغموض كمجزرة جبلة في بدايتها حين اتهم الاب بقتل عائلته ومن ثم الانتحار ليتبين زيف القضية برمتها ، وكقضية علي الذي اتهم بقتل زوجته والتمثيل بجثتها والتي تبين لاحقا بأنها ما تزال على قيد الحياة وانه قد ارغم على الادلاء بإعترافاته قسرا في غموض مريب جدا ومفجع …!
ولاشك ان دوامة القتل البشعة تلك والتي طالت أقرب المقربين لم تكن وليدة اليوم ولا ابنة اللحظة وإنما هي حلقة قاتمة في سلسلة طويلة بدأت بشكلها الحديث ما إن دقت أجراس الثامنة من صبيحة الـ 14 من تموز / 1958 وإطلاق النقيب عبد الستار العبوسي ومن معه من الضباط الجمهوريين الحانقين على النظام الملكي الرصاصات الثلاث الغادرة على رأس ورقبة الملك فيصل الثاني بعد منحه اﻷمان في قصر الرحاب إضافة الى قتل اﻷميرة نفيسة واﻷميرة عابدية وإصابة اﻷميرة هيام والوصيفة رازقية ومقتل الوصي عبد الاله ومن ثم سحله حتى لم يبق منه سوى قطعة عظم صغيرة يجرها الصبيان علقت على سلك الكهرباء أمام مبنى وزارة الدفاع القديم ،اعقبها قتل نوري باشا السعيد في اليوم التالي مع امرأة كانت بصحبته لمساعدته على الاختفاء وبعد دفن جثته قام الرعاع بنبش قبره واخراج جثته وسحلها في الشوراع ومن ثم سحقها بالدبابة ومن ثم حرقها بالبنزين ، وكان القوميون يرفعون صور جمال عبد الناصر وهم يهتفون فرحا بموت السعيد ، كذلك فعل الشيوعيون، قبل أن يقتتل الاثنان لاحقا ويسحل ويسحق كلاهما الاخر ، وكلا منهما يبرر القتل والسحل بحق غريمه السياسي والايدولوجي ويضفي عليه من التبريرات القانونية والفكرية والاخلاقية والوطنية الكاذبة ما يضفي ، وكلها – خريط – لن تعفي القاتل من جريمته النكراء ابدا ولن تبرىء ساحته مطلقا وكلهم قد اكتوى بذات النار التي سَعَّرّ اوارها ذات يوم ..هذا اليوم التموزي شديد الحرارة ايذانا ببدء مسلسل القتل الجماعي المؤدلح والممنهج والغوغائي والعبثي بهذه الذريعة او بتلك وبلا رحمة وبلاتوقف ، وأعني به قتل الهرج الذي قال فيه النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ” أَنَّ بين يدي الساعة الهرج . قِيلَ : ومالهرج ؟ قَال : الكذب والقتل . قَالُوا : أَكْثَرَ مِمَّا نَقْتُلُ الْآنَ ؟ قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ الْكُفَّارَ ، ولكنه قتل بعضكم بعضا ، حتى يقتل الرجل جاره ،ويقتل أخاه ، وَيَقْتُلَ عمه ، وَيَقْتُلَ ابن عمه . قَالُوا : سُبْحَانَ اللَّهِ ! وَمَعَنَا عُقُولُنَا ؟ قالَ : لَا ، إِلَّا أَنَّهُ يَنْزِعُ عُقُولَ أَهْلِ ذَاكَ الزَّمَانِ ، حَتَّى يَحْسَبَ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ ) .
أقول ذلك ولست ملكيا وﻻ معارضا للنظام الجمهوري حتى لايتوهم المتوهمون إﻻ أن عوام الناس عندما يرون قادتهم وزعماءهم وعلية القوم فيهم يقتل ويعدم ويسحل ويعذب بعضهم بعضا وكلما جاءت ثورة لعنت أختها وأسقطت رموز سابقتها وحطمت تماثيلها واحرقت صورها وصادرت املاكها وسكنت قصورها مع أدلجة ذلكم القتل والعبث وتبريره بلا وازع وﻻ ضمير والناس كما تقول الحكمة ” على دين ملوكها ” فأن العوام سيقلدونهم ويستخفون بإهراق الدماء الزكية المعصومة وترويع اﻵمنين وسرقة ممتلكاتهم ولسان كل منهم يردد ” القاضي راضي ” .
تصاعدت حدة مسلسل القتل الجماعي بأطراد مع ظهور ما يسمى بـميليشيا ” المقاومة الشعبية ” التابعة لوزارة الدفاع آنذاك والتي أسست بعيد ثورة 14 تموز بزعم حماية الثورة فسيطر عليها الشيوعيون وإرتكبت مجازر بشعة في كركوك ومذابح في الموصل وانتهاكات لاتحصى في عدد من المحافظات ، ومن ثم تشكيل ما يسمى بمحكمة الشعب سيئة الصيت والسمعة المعروفة بمحكمة العقيد فاضل المهداوي وهو ابنة خالة الزعيم عبد الكريم قاسم ، لتشكل نواة تصفية الخصوم السياسيين والتشهير بهم عبر بث متلفز يتلقى فيه المتهمون من الضباط المعارضين والناشطين في الاحزاب المناهضة كما هائلا من السباب والشتائم والاهانات على لسان المهداوي قبيل سوقهم الى السجون أو الى أعواد المشانق ..أعقبتها تشكيل نواة – المحاكم الطيارية -الميدانية في 8 شباط من عام 1963 بعد الانقلاب على – قاسم – وحجزه مع المهداوي وآخرين في مبنى الاذاعة ومحاكمته ببضع اسئلة – تيك أواي – في غضون دقائق معدودة لم يتسن له الاجابة عليها حتى ، إنتهت بإعدامهم جميعا ومن ثم دفن الزعيم خلسة ونبش قبره ومن ثم دفنه ثانية ومن ثم نبش قبره لتلقى جثته مكبلة بالاثقال هذه المرة من أعلى جسر ديالى في النهر ..هذه المحاكمة الطيارية كانت ايذانا بمحاكمات اجرامية – طيارية – مماثلة ﻻتحصى على يد داعش والقاعدة وعصابات الجريمة المنظمة والميليشيات المسلحة المنفلتة عادة ما تتضمن بضع أسئلة للضحايا ﻻ اكثر في مكان التنفيذ ” إسمك ، لقبك ، شعندك جاي ، سني لو شيعي ؟ ثم طرااااخ !”لينتهي اﻷمر بجثة هامدة جديدة تضاف الى آلاف مؤلفة سبقتها الى بارئها تشكو ظلم الانسان ﻷخيه الانسان وتشكو – قابيل الذي يأبى أن يعفو ويصفح عن اخيه هابيل حسدا وكبرا وحقدا – ناهيك عن اغتيال الاف الضباط والطياريين السابقين والاكاديميين والاطباء والمثقفين والاعلاميين غيلة لدفعهم الى الهجرة ضمن مسلسل تهجير الكفاءات وإفراغ البلد من الطاقات أو إخراسهم الى اﻷبد حتى ماعادت مقابرنا وما أكثرها تتسع للمزيد !!
لتظهر ميليشيا ” الحرس القومي ” البعثية بقيادة منذر الونداوي ، واشراف علي صالح السعدي عام 1963والتي ارتكبت من الفظائع ما يوازي جرائم – المقاومة الشعبية – الشيوعية إن لم تتفوق عليها ، لتتواصل المسيرة الدامية ، ابو طبر وناظم كزار الشبيه – بالجزار المصري اللواء حمزة بسيوني قائد السجن الحربي زمن عبد الناصر – وقصر النهاية وسجون ومعتقلات وتعذيب واعدامات واغتيالات بالجملة بتهمة الخيانة العظمى طالت حتى كبار الضباط والحزبيين واقرب المقربين فضلا عن المعارضين ، لتتبعها حروب المشارك فيها مقتول لامحالة ، والهارب منها معدوم لامحالة ، والمعترض عليها مهدور الدم لامحالة ،والساكت مفقود ومساق عاجلا أم آجلا الى اتونها لامحالة ، انتهت المرحلة الاولى منها 1980 – 1988 بمجزرتي حلبجة والانفال ومذبحة مدرسة بلاط الشهداء ومقتل ما لايقل عن مليون عراقي في الحرب ناهيك عن الاسرى والمعاقين والمفقودين والايتام والارامل والمساكين ، لتبدأ المرحلة الثانية 1990 – 1991 وأبشع جرائمها مجزرة ملجأ العامرية لتنتهي بحصار غاشم استمر 13 عاما قضى على مليون وربع المليون عراقي كثير منهم بسبب نقص الغذاء وشح الدواء ، لتبدأ المرحلة الثالثة بغزو العراق 2003 وفضائح ابو غريب وبلاك ووتر والحواسم ومقتل عشرات الالوف باليوارنيوم المنضب وصواريخ كورز وتوماهوك وقذائف الفسفوري والعنقودي والفراغي الذي القي على العراق أطنانا ومن ثم الحرب الاهلية بعد تفجير قبتي الامامين العسكريين في سامراء 2006 – 2007 وصلت أعداد الجثث مجهولة الهوية فيها الى 100 جثة يوميا في بغداد لوحدها والكل يتساءل عن الضحايا التي اغتيلت غدرا واقتيدت الى حتفها صبرا ” بأي ذنب قتلت ؟ ” ، ووصل الحال الى إصطياد من يذهب لتسلم جثة أقاربه من الطب العدلي وقتله هو اﻵخر ، وتعداه الى إختطاف أشخاص مقابل فدية ومن ثم قتله بعد تسلم الفدية ، وتجاوزه الى رمي جثث المغدورين قرب مكبات النفايات أو في العراء لتأكلها الكلاب ، ناهيك عن التفجيرات الارهابية الدموية اليومية التي أزهقت أرواح الالاف وأصابت وأعاقت اضعافهم ، اضافة الى القتل بالمواد الغذائية التالفة ، ﻷدوية منتهية الصلاحية ، المواد المسرطنة ، إطلاق العيارات النارية في الهواء في الافراح والاتراح والليالي الملاح ، السطو المسلح ، السيطرات الوهمية ، اغتيال النشطاء وقتل المتظاهرين غيلة وغدرا كما حدث في تظاهرات تشرين ، وكل ذلك مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيما قَتل ولا المقتول فيما قٌتل )).
ثم جاءت داعش لتتحول الموصل وصلاح الدين والانبار وأجزاء من ديالى الى خرائب ولتبدأ اكبر عملية نزوح رافقتها أكبر عملية هدم وسفك دماء في تأريخ العراق ومايزال العرض الدامي متواصلا على مسرح الحياة هاهنا وﻻبد من وضع حد نهائي لثقافة الموت وإزهاق اﻷرواح بكل الوسائل المتاحة وعلى المستويات كافة وحتما ولزاما أن يتم ذلك !
و في حرمة حمل السلاح بوجه الناس وترويعهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا”.
وقال الحبيب الطبيب صلى الله عليه وسلم في ذات المعنى ” من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه” .
وقوله صلى الله عليه وسلم في حرمة الدماء المعصومة ” لا يزال المؤمن في فسحةٍ من دينه ما لم يصب دماً حراماً” .
وقوله صلى الله عليه وسلم :” أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، في الدِّمَاءِ” وذلك لشديد حرمتها وعظيم خطر سفكها الداهم .
وقال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ” كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه”.
وقال في حرمة قتل النفس (الانتحار ) ” : «من تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تحسَّى سماً فقتل نفسه فسمه يتحسَّاه في نار جهنم خالداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جنهم خالداً مخلداً فيها أبداً”.
وقال ايضا ” (اجتنبوا السبع الموبقات)، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات).
وجماع ذلك كله ماجاء في الوصية النبوية الخالدة في حجَّةِ الودَاعِ: إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت”.
وبناء على ما تقدم فلابد من تشريع القوانين الصارمة التي تحظر تجارة السلاح بكل انواعه وتغليظ العقوبات الرادعة بحق المتاجرين به ومنع حمله في الاماكن العامة منعا باتا ومصادرة غير المرخص منه وتشديد إجراءات منح رخص حمل السلاح وشن حملات تفتيش دورية عن الاسلحة ومصادرتها ودهم اوكارها وان كانت ملكا للعشائر والتشديد التام على ظاهرة الدكات العشائرية ومتلازمة الثأر والانتقام خارج اﻷطر القانونية وملاحقة عصابات الجريمة المنظمة والجماعات المسلحة التي تعمل خارج اطار القانون والنظام تحت أي عنوان وفي أي زمان ومكان كان ، وحظر العاب العنف بكل عناوينها – واليزعل خل يزعل – فدماء ابنائنا وامن بلدنا وآمان أهلنا مقدم على بقية المطالب والحقوق ولزاما على رباعية ” قتل وهرج وسحل وحرب” ان تشهد نهايتها الحتمية فلم يبق في القوس منزع ولا للآمنين في العراق مرتع ، الرباعية السوداء التي أستسهلت فيها الدماء والتي تمخضت عن 3 ملايين أرملة + 5 ملايين يتيم + مليوني معاق + 7 ملايين أمي + 3 ملايين نازح + 4 ملايين مهجر ومهاجر + 10 ملايين عراقي عاطل أو مسكين أو تحت خط الفقر = قابيل مازال حيا وعلى إستعداد لقتل هابيل ومزيد من اﻷخوة في الدين والنسب والانسانية لطالما أن ثقافة الثأر والعنف والانتقام هي الرائجة والمسيطرة على العقول والمشهد العراقي برمته بغير رادع . اودعناكم اغاتي
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here