من دمر الآثار داعش ومشتقاتها الوهابية،

نعيم الهاشمي الخفاجي

كل شعوب العالم تحتفظ في الآثار وتصرف الأموال الطائلة على عمليات الترميم، لأنها تمثل تاريخ وحضارة، كل شعوب العالم تحتفظ بالآثار وفي مخطوطات كتب التاريخ إلا العرب عندما يدخلون البلدان يقومون في حرق الكتب المعرفية وصدق قول أبن خلدون عندما قال العرب ضد الحضارة لانهم يفكرون بعقلية بدوية، ولايمكن ان تجتمع البداوة والعمران مع بعض.

سجلت كتب التاريخ قيام عمر بن الخطاب في حرق كتب الثقافة المعرفية والعلمية والفنية للحضارة الفارسية وكان يفترض الاستفادة منها، بقيت آثار مثل النمرود لعدم وجود معدات ثقيلة لدى العرب سابقا ولو وجدت عندهم شفلات وحفارات لقاموا بتجريفها، لننظر إلى التيارات الوهابية عندما سيطرت على الجزيرة العربية قامت في تجريف كل المعالم الأثرية والدينية.

عندما ساعد الانكيليز ابن سعود في السيطرة على الجزيرة العربية حدثت مأساة ألمت بالحجاز، تم تدميرمئات من المواقع الأثرية الإسلامية من مساجد ومنازل الصحابة ومواقع تاريخية تم تدميرها على يد أتباع السلف من الوهابيين، ومن أبرز ما دمره الوهابية منذ قيام الدولة السعودية الحالية، طمس البيت الذي ولد فيه النبي محمد (ص)، هدم  بيت السيدة خديجة بنت خويلد، هدم  البيت الذي ولدت فيه السيدة فاطمة بنت النبي محمد (ع)، هدم  بيت عم النبي حمزة بن عبد المطلب، هدم بيت الأرقم حيث قامت الدعوة، هدم  قبور الشهداء في المعلى بمكة، ومنها قبر السيدة خديجة، وقبر أبي طالب، وقبر والدة النبي آمنة بنت وهب، هدم قبور الشهداء في بدر، هدم مقام النبي ابراهيم (ع).

 السلطات السعودية بتشريع من الوهابية التكفيرية قامت خلال الأعوام الماضية في تجريف الأحياء القديمة في مكة المكرمة وذلك بحجة توسعة الحرم لتقام فنادق خمس نجوم واستثمارات للعائلة الحاكمة.

في حكومة طالبان الأولى تم تفجير آثار للديانة البوذية أمام عدسات قنوات التلفاز ومنها الجزيرة قامت بنقل صور تفجير آثار البوذيين وسط التكبير والتهليل، وكان المراسل الصحفي للجزيرة أحمد موفق زيدان، عندما سيطرت داعش الوهابية قامت في تعريف الآثار في شرق سوريا وفي الموصل والانبار وتكريت وتم استعمال الجرافات في تعريف آثار الحضر في الموصل.

في وجودنا في أوروبا وجدنا آثار في المتاحف الدنماركية تحظى في رعاية خاصة، قبل عدة أيام تم الترويج لخبر عاري عن الصحة أن ميليشيات إيران في شرق سوريا تبيع الاثار، ومن قام بنشر الخبر هو أحمد موفق زيدان مراسل الجزيرة الذي كان في أفغانستان ونقل قيام طالبان في تفجير الآثار، أن من سرق الآثار في شرق سوريا هم نفسهم الدواعش والنصرة وسائر التنظيمات الوهابية قامت في سرقة الكثير من المواقع الأثرية في المنطقة التي تمتاز بطابع آرامي وروماني وإسلامي، بهدف كسب الأموال، ونفسهم من سرقوا آثار العراق في حقبة داعش وتم بيعها عن طريق تركيا والأردن.

 ومن أبرز المواقع التي تعرضت  للنهب  في سوريا،  تدمر وأثار حماة وحمص ودرعا وتل المرابيط في بقرص القديمة التي قامت فيها تجمعات سكانية قبل تشكل الإمبراطوريات الكبرى في العالم، وتلة العشارة التي تعود إلى العصر البابلي الأول، وآثار الصالحية في البوكمال وتل قلعة الرحبة قرب الميادين، وتعود إلى العصر البابلي الأول وكذلك السوق المقبي في مدينة دير الزور، بالإضافة إلى مواقع أخرى كثيرة في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور و أرياف مدينة حلب….الخ.

 

أقول إلى المرتزق أحمد موفق زيدان

‏‎‎وهل أنت أعمى لم تشاهد قيام احبابك في تجريف آثار قضاء الحضر،  او إسقاط التماثيل في افغانستان، منذ متى وأنتم تحترمون الآثار، ‏البذاءة والشتم والتدليس وقلب الحقائق أمور طبيعية مترسخة في نفوس كل انصار واتباع الحركات الوهابية المتطرفة وتمثل هذه الأكاذيب  من أبسط أدبيات المتطرفين من الوهابيين والإخوان المتوهبين، التكفير أبسط كلمة  تنطق من ألسنتهم، وهم لا يتظاهرون بهذه التصرفات  وإنما هي تربيتهم رضعوها منذ صغرهم فغلبتهم وهيمنت على سلوكهم، يتحدثون في خطبهم وكلامهم عن الأدب لكن المصيبة صفة الأدب والخُلق فهي بعيدة عنهم وغريبة عليهم ولايمكن ان  تصدر منهم، أتذكر تم استهداف قافلة تنقل أطفال سوريين شيعة من الفوعة خلفت ١٥٠ طفل شهيد، مراسل الجزيرة الهالك عمر خشرم نقل الخبر في هجوم على ميليشيات إيرانية، لذلك قلب الحقائق صفة متجذرة في نفوس الإعلاميين لحركة الإخوان المتوهبين أمثال الهالك عمر خشرم أو المجرم صديق أسامة بن لادن أحمد موفق زيدان.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

11/1/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here