وجوه بلا مرايا * ….

بقلم مهدي قاسم
سيداتي و سادتي الحضور الكرام أهلا بكم في مسرحنا التراجيكوميدي المجاني :
قد تسألون من نحن ؟.. إنه سؤال مشروع جدا وفي محله تماما !.
حسنا : نحن صانعي الفن والجمال بمختلف أنواعه .. نسعى جاهدين لنهبكم كل يوم فنا راقيا و جمالا رفيعا بمختلف أنواعه و أشكاله الفاخرة حقا ….
كل ذلك لنحرّك شيئا طيبا و مرهفا من شفافية مشاعر رقيقة وأحاسيس خلابة و عذبة وسط عالمكم المتجهم عبوسا باردا وظلالا رمادية بائسة و مثقلة هموما و شجونا شتى ..
الحق نحن نفعل ذلك طوعا ومحبة وبكل مودة ولوجه الفن والإبداع فحسب .. ..
حتى يكون يومكم و يومنا قابلا للتحمل أو للعيش الحميل الممكن ..
دون أن نطلب منكم مقابل ذلك لا شكرا جزيلا و لا تفاعلا مجزيا لحد الحماس المفرط !..
إذ أن نفوسا لئيمة أو خبيثة لا تحتاج إلى إيعاز أو تشجيع لتكون كريمة و نبيلة لأنها أصلا ليست بحاجة إلى جمال مبهر و أصيل ولا إلى مشاعر و أحاسيس مرهفة و طيبة لكونها سقيمة لحد اللعنة ..
أقول كل هذا …………………
لأن الذي أصبح عصيا على فهمنا ، أن بعضا كثيرا من الحضور لا يكلف نفسه حتى عناء قيام بتصفيق ضعيف و شكلي ليعبر عن تقديره لجهدنا ..
طيب!.. إذا كان جهدنا الفني هذا لا يعجب هذا البعض الحالي المتلصص والمترصد من خلف ظلال معتمة و كأنه مجرد كرسي فارغ برقم بارز فقط ، فلماذا يسّجل حضورا ليحضر إلى مسرحنا لمشاهدة فعاليتنا الفنية إذا لا يعجبه ما نقدمه ؟.. فمن يجبره على تقديم طلبات و تسجيل حضور إذا لا يعجبه أي شيء مما نقدمه من خلال نشاطاتنا الفنية المتنوعة ؟.. فأليس من لياقة بمكان أن ينسحب هؤلاء من مسرحنا لا مأسوف عليهم ولا هم يحزنون ؟ طالما هم خرس أبكم صمتا متحجرا ، و مجرد وجود باهت وغير محسوس قطعا !.. فمن المؤكد نحن و لأسباب مبدئية واعتبارية سوف لن نمنع أو نحظر أحدا من مسرحنا ، إلا في حالة تجاوز أو ارتكاب وقاحة و سفاهة ..
لأن مسرحنا ــ مثلما أسلفنا ــ ليس ربحيا بقدر ما هو طوعي فحسب ..
أقول هذا بصراحة كاملة مفترضا أنه لا يوجد بينكم مَن يتصف بهذه الصفات غير الحميدة ولا النبيلة أبدا ..
………….
*مقطع من مسرحيتي ” وجوه بلا مرايا “
…………………………………………………..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here