الأنبار.. موطن “الكمأ” يتحول إلى مستورد للفطر البري

تشهد عدة اسواق متفرقة بمدن محافظة الانبار غربي العراق، عرض محصول “الكمأ” وهو أحد أنواع الفطر البري، او كما يعرف بـ”الفقع”، بأسعار تتراوح من 50-100 ألف دينار للكيلو غرام الواحد، وذلك بحسب حجمه ونوعيته.

ويؤكد مختصون بجني الكمأ ومسؤولون محليون في الانبار، أن ارتفاع سعره جاء نتيجة استيراده وتراجع كبير في إنتاج المحصول المحلي خلال الموسم الحالي.

ومن المتعارف عليه، أن يبدأ المختصون في الانبار، بمثل هذه الأيام من كل عام بجني الكمأ، في مناطق صحراء غرب الانبار على وجه التحديد، وذلك بحسب المختص بجني الكمأ عمر الجميلي من ناحية النخيب التابعة لقضاء الرطبة غربي الانبار.

ويقول الجميلي، في حديث لوكالة شفق نيوز، إن “ناحية النخيب معروفة بظهور الكمأ بارضها بأغلب مواسمه، لكن عدم سقوط الامطار هذا الموسم، تسبب بانعدام ظهوره، وحتى أن وجد بمناطق معينة من الصحراء، فلا يسمح لنا الوصول اليه، وذلك بمنع من قبل قيادتي عمليات الانبار والجزيرة والبادية”.

ويشير الجميلي، إلى أن “للكمأ أنواع مختلفة في اللون والحجم، ولكل منها سعره، وفي كل عام كنا نتوجه إلى الصحراء والبوادي القريبة منا، للبحث عنه، وهي عملية نسميها ( التنقيب ) عنه، في الأماكن المرتفعة من الأرض، ثم رفع التراب من فوقه واستخراجه”.

فيما يقول قائممقام قضاء الرطبة، عماد الدليمي، إن “لا وجود للكمأ المحلي في السوق هذا الموسم، كما انه لم يتمكن العاملين على جنيه من العثور سوى على كميات ضئيلة جداً، وذلك لأنعدام تساقط الامطار هذا الموسم، واما المحصول الذي في الاسواق الآن، فهو اما من بادية السماوة، او تم استيراده”.

ويضيف الدليمي، لوكالة شفق نيوز، أن “لا وجود للكمأ في صحراء الرطبة، لكن حتى أن وجد، فمن المؤكد ان الوصول الى تلك المناطق الصحراوية ممنوع، ولو كان موجود لكان رعاة الاغنام المتواجدين هناك قد ادخلوه الينا”.

ويؤكد مدير زراعة الانبار، مثنى الهيتي، أنه “لم يظهر الكمأ في اي من مناطق الانبار هذا الموسم، نتيجة عدم سقوط الامطار، والموجود في الاسواق هو محصول مستورد من الجزائر او ايران دول الخليج”.

واشار في حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن “الكمأ يظهر في حال امطرت السماء خلال الشهر التاسع او العاشر من العام، وفي حال انتهاء الشهر العاشر دون ان تمطر فلا يظهر”.

ويضيف، “فيما لو وجد الكمأ في الصحراء، فمن المحال السماح لأحد من المختصين بجنيه، والوصول الى تلك المناطق الصحراوية، لأجل الحفاظ على سلامتهم، فحتى مشاريع مكافحة التصحر وفحوصات الجفاف ، لم نتمكن من تنفيذها بسبب خطورة الوضع الامني هناك”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here