فاطمه حليم وطني وزهوره الذابله

Image preview

حي
نما يهل المساء تأتى هدية .. فتاة صغيرة و جميلة وتقف فى وسط الميدان الكبير تُهدى الزهور لمحبينها … وكم كان جاسر قاسياً .. يأخذ منها الزهور دون ان ينظر حتى الى وجهها … نادراً ما يشكرها … دائما ينهرها …” مال زهورك ذابلة ؟! ” … يُلقى الزهور بجواره ويتوارى بعيداً ولا يشعر ابداً بكسر خاطرها .. حتى اختفت يوماً هى وزهورها الذابلة .
الايام تمر وهدية لا تعود .. شعر بالوحشة .. افتقد زهورها الذابلة .. وطيبتها المحببة ودمعتها التى كانت تتوارى خلف ابتسامة خجلى حين ينهرها او حين يناولها بعض المال بتعال و غرور … بحث عنها كثيراً .. سأل عنها كل الباعة الجائلين … وأتاه نبأها صادماً … لقد رحلت الى حيث لا عودة … هزه رحيلها ..صار يأتى الى الميدان الكبير كل مساء … يقف مكانها يهدي الزهور للمارة صدقة على روحها ويرجوهم الدعاء لها .
لعلها تغفر له كسر خاطرها دون ان يدري
الحديث عن الوطن يشبه المسير في حقل مليء بالزهور …..
بمجرد ذكر كلمة وطن تشعر بالدفئ من الداخل تشعر وكأن شيء جميل يلامس قلبك …
وعند الحديث عن زهوره الذابله يختفي هذا الشعور فجأه…
وتتحول المشاعر إلى حزن والم وغضب مشاعر تدمع العين لها وينعصر الفؤاد …
حزن على زهوره التي لن تعيش وماتت وهي تطلب ابسط حقوقها ..
على الزهور التي لم تحقق أحلامها وهي حقوقها بالأصل..
على الزهور التي ذبلت وهي في مقتبل عمرها …
تحملت فوق طاقتها ، وتنازلت عن الكثير من الأحلام من أجل الحصول على القليل منها…
تظاهرت وضحت بالغالي والنفيس ، ولكن لا جدوى من ذلك ….
 فلا حياة لمن تنادي
كل شيء في وطني مسلوب حقه ….
تظاهرو من أجل الإصلاح ، فقتلوهم …
خرجو من أجل لقمة العيش، فجروهم ..
الموت يحيط بزهور وطني من كل جانب وكأنه يقول لهم لا مكان لكم هنا على الأرض
ومن بين زهور رحلت … وزهور ذبلت
 فلن يتخلو عن حب الوطن ويفتخرون دائما به ويهتفون حبا له ….. لبيك يا وطني
علي حسين حسن حسين
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here