التحدي محمود إن كان من الأبطال،

 نعيم الهاشمي الخفاجي

ليس كل الناس يقبلون بالذل، وقد سجل التاريخ مواقف مشرفة في صمود رجال في وجه قاتليهم، الكثير من الشعوب العربية وبالذات حكام الخليج وحواشيهم يقبلون بالذل، ويعتبرون مواقف الشجعان برفض الظلم والخنوع أنهم عناصر سيئة، نبي الله لوط طرده قومه بالقول إنهم أناس يتطهرون، يقبلون بالقذارة ويعتبرون النظيف والطاهر حالة شاذة، الكثيرمن  الناس عندما يرى ان  للحرية والكرامة ضريبة كبرى أيسرها السجن والقتل وفقدان الحياة، فإنهم يرضون بالذل والهوان خوفا على تلك الحياة، نبي الله موسى طلب من قومه الدخول إلى حصون الأعداء وضمن لهم الله عز وجل النصر لكن كان ردهم {يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}، النتيجة بسبب هذا الجبن كانت عقوبهم يتيهون في الصحراء أربعين سنة،

الذل هو شعور يعبر عن الإذلال وعدم العزة وهو شعور يعبر عن الظلم وسلب الحق والحقوق وسلب الحرية من الآخرين،  الذل هو  وجود نقص بداخل الشخص، بل الذليل نفسه لايحرم نفسه، أستاذ البلاغة وشيخ وإمام الموحدين وخير الخلق بعد رسول الله محمد ص الإمام علي بن أبي طالب ع قال( الناس من خوف الذل في ذل).

إطلاق التهديدات لايعني الدخول في حروب، وإنما التهديدات التي تصدر من الشجعان وليس الجبناء تكون سبب لدرأ وقوع حرب او اساءة إلى شخص، رحم الله والدي نقل لي قصة عن صديق له فلاح بحقبة نظام الاقطاع، كان أحد شيوخ الإقطاع لديه تطرف مذهبي سني وفي نفس الوقت إقطاعي، أراد أن يعتدي على فلاح، كان رد الفلاح أسمع يا….. إياك أن ترتكب خطأ يكلفك الثمن غالي وإعلم حتى البزون إذا تم حصره ايضا يهاجم ويدافع عن نفسه ويخرمش، كانت ردت الإقطاعي ان صمت وترك الفلاح، وأصبح هذا الفلاح  بطل يشار إليه بالبنان، وبعد ثورة الزعيم عبدالكريم قاسم أصبح هذا الفلاح رمز بالشجاعة والبطولة.

رأينا إطلاق التهديدات مابين ترامب ومابين رئيس كوريا الشمالية وكيف الرئيس الكوري الشمالي يهدد بالدمار، النتيجة ترامب جلس معه ووصفه بالصديق الحميم.

المستكتبين من بدو الخليج يعتبرون كيف الجارة الشرقية عندما تطلق تهديدات والتعبير عن مواقف بالغة الحدة في حق الإدارة الأمريكية، حالة نشاز لأنهم محلوبين ووصفهم ترامب في البقرة الحلوب، إطلاق تهديدات بمفردات إنذارية الغاية ليست اعلان حرب وإنما لدرء ارتكاب حماقة في استهداف أهداف  وأن الرد إذا وقع الاعتداء يكون بالمثل، الغاية الطرف المعادي يحسب ألف حساب لأي مغامرة يقوم بها، من ضمن أقوال التهديدات (قد تبدأ أنت الحرب لكننا سننهيها) و(أنا ندكم وقوات القد…س هي ندكم).

 الرئيس الإصلاحي حسن روحاني، عندما ترامب تخلى عن الاتفاق النووي وهدد في شن الحروب خاطبه روحاني (لا تلعب بذيل الأسد فالحرب مع إير….ان ستكون أم الحروب…).

ومشكلة المستكتبين يجهلون حتى الأحداث التاريخية الحديثة، أحدهم قال يقول إن معركة أم المعارك التي خاضها صدام الجرذ الهالك هي ضد الخميني، والحقيقة أن الإمام الخميني رحمه الله كان متوفي وأم المعارك كانت عندما احتل  صدام الجرذ الكويت، شيء طبيعي عندما قام  صدام الجرذ في إعدام السيد الصدر الأول ومن بعده الصدر الثاني الناس تحيي ذكرى شهادة الشهيدين الصدرين، كذلك الحال عندما أعدم آل سعود الشيخ نمر النمر أصبح يوم اعدامه في كل عام يوم يحتفل به الناس ويبقى إلى يوم القيامة الناس تذكر الشيخ نمر النمر، من حماقات ترامب اغتال الشهيد جمال التميمي المهندس، النتيجة أصبح رمز تذكره الأجيال عبر التاريخ.

العبيد لايعرفون معنى وطعم الحرية والشجاعة، العبد حتى وإن كان فارس يبقى خادم مطيع لدى سيده يوجهه حسب ما يريد سيده، الطغاة عبر تاريخهم يقف في وجوههم رجال شجعان، يمجدهم التاريخ ويذم قاتليهم.

صديق يمني كتب على حسابه في تويتر مايلي( أحتفظوا بأحذية الشهداء والمفقودين والجرحى والأسرى وابطالنا المقاتلين في ساحات العزة والكرامة ، فربما نحتاجها غدآ لنضعها في افواه الذين يتظاهرون بالوفاء للشهداء ، وهم لم يتجرأوا أن يقولوا كلمة حق او حتى ينصفوا مظلوماً  ويتسابقون على ثمار العزة والحرية والكرامة).

التحدي لدى الشرفاء منقبة وفضيلة، وتحدي الأحمق يجلب العار له، صدام الجرذ تحدى وتحدث مع أحد عبيده من قادة حرسه الجمهوري المهزومين في وادي حفر الباطن في السادس من كانون الثاني عام ١٩٩١ نحن لا تخيفنا طائرات الشبح نذري عليها تراب وينهزمون،

كان صدام الجرذ يطلب من محمد سعيد الصحاف ان يطلق عبارات (إن الجوارح ستأكل لحوم قوات أميركا إن حدث اعتداء على العراق).

الأفعى نتركها تتمدد وبالأخير نقطعها، النتيجة هرب من بغداد لحفرة الجرذان و استخرجوه ضربا بالبساطيل وفي شعر لحيته ورأسه  حشرات قمل اكثر من تعداد ما موجود في العوجة من بشر وحيوانات، أقول إلى فئة العبيد من حواشي أبقار الخليج الحلوبة رحم الله القائل، إنَّ الحميرَ وإنْ زادت معالفها، لاتسبقُ الخيلَ في جري الميادين، ‏إِنّ الخيولَ وَإِن تراها أُرهِقَت، سَيثُورُ مِنهَا من يكون أَصِيــلا.

نعم يملك بدو الخليج كل الإمكانيات المادية والعسكرية وأحدث سلاح الجو لكن جموعهم تهرب أمام مجموعة صغيرة من المقاتلين، معي ثمانية أشخاص دخلنا على مركز الرقعي السعودي هرب امامي المئات وأستسلم لي ملازم أول اسمه فيصل العتيبي وبقي يبكي، قلت له يارجل لاتبكي نحن جئنا للتحالف تركنا صدام الجرذ ومعسكره، الرجل دبت به الروح، عندما يطلق بوتين وروحاني او الخزعلي تهديدات فهي تدخل من باب الردع ولا تعني قتل الأطفال والأبرياء، عندما يحيي العراقيين واللبنانيين وأبناء شرق السعودية وأبناء اليمن ذكرى الشهداء سواء كانوا قادة الجهاد او إحياء ذكرى استشهاد الشيخ نمر النمر إنما الغاية استذكار مواقف الشهداء، في اريزونا تباع صور جيفارا.

في دول الرجعية العربية أصبحت الرجولة مفقودة عندهم، بل أصبح الشجعان عندهم حالة نادرة ومفقودة لأن هؤلاء تطبعوا في العبودية والذل، ولا يمكن للعبد الذليل يكون شجاع.

فارس أمة العربان صدام الجرذ صنعه الاستعمار، أراد أن يتحدى بوش الأب وضع صورته في بوابة فندق الرشيد  لكي تسحق في الاقدام النتيجة بوش الابن عندما أصبح رئيس أمريكا وحدثت أحداث سبتمبر سنحت له الفرصة احتل العراق ومسخ صدام وحوله إلى جرذ نتن.

 إن التحدي اذا صدر من ناس جبناء مثل صدام الجرذ يكون التحدي كارثي، وسجلت كتب التاريخ كيف عمرو بن العاص واجه الإمام علي بن أبي طالب ع فعندما حمل عليه الإمام علي بن أبي طالب ع هرب عمرو بن العاص وخلع ملابسه الداخلية ليكشف عن عورته لذلك الإمام علي ع ومن منطلق الشجاعة والشهامة والتقوى صفح عنه وتركه، الكثير من عربان اليوم هم أحفاد الجبان عمرو بن العاص وأبناء صدام جرذ العوجة الهالك، بينما الأمم الأخرى من الأعاجم تحدوا دول كبرى وصمدوا ولم يقدم أحد على مهاجمتهم واحتلال بلدانهم وسرقة أموالهم مثل ماحدث ويحدث مع أمراء البترول الذين وصفهم ترامب في البقرة الحلوبة، أغرب نكته يوم أمس رأيت حديث إلى الدجال الكويتي عبدالله النفيسي يقول كنت في لندن عندي مركز دراسات وجاءني صديق بريطاني تحاور معي يقول قلت له نحن دول الخليج، كررت كلمة نحن عدة مرات، إلتفت لي البريطاني قال لي عبدالله من انتم، قلت له نحن دول الخليج، يقول ابتسم وقال لي يا عبدالله دولكم بالنسبة لنا عبارة عن محطات لبيع البنزين لنا.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

14/1/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here