سـحابـة زخّـتْ

سـحابـة زخّـتْ

تَعَـشّـمَ وهـو يغـزلُها أمانيْ

بـدُنـيا لـيـس فـيــهـا مـن أمــانِ

وعاشَ حياتَهُ طولًا وعَرضًا

وطَـشَّ سـنينها عَـنـتُ الـزمـانِ

ولَمْلمَ عِطر ذكراها ليمضي

بـعيـدًا بـعـدَ خُـسـرانِ الـرهـانِ

وتحـتَ ظـلالِ قافـيةٍ تَعَـرّى

لـيـشـربَـها سُــلافًـا مِـن دِنــانِ

فأمسى وهو يَرشِـفها شجونًا

بـهِ أسْــرَتْ وأرخـتْ للـعـنـانِ

وقـافَ سـحابةً زَخّـتْ عـليه

لواعِـجَها لِـتُـورقَ في الـبـنـانِ

وتَصبحَ وهي أنفاسٌ تَـشَظّى

قـصيـدًا قـد تماهى في الكـيـانِ

ونَـخـبًا فاضَ مِن قـلبٍ شَـقيٍّ

تَـحَـوَّرَ فـهـو قـلـبٌ في جَـنـانِ

وهـذا مَـوقِــدُ الـنـيـرانِ فـيه

أذابَ الشوقَ في هـذي المعاني

وهـزَّ المُـبـتلى بالحُـبِّ حتى

تـجـلّى واضحًا في الطـيـلـسانِ

وإنّـي كـلما عاتـبـتُ نـفـسي

يـقـولُ مُـعـارضًـا فـيهِ لـسـاني

كَـفاكَ تَـبـرّمًا فالـحبُّ نُعمى

بـغيرِ الـحُبِّ لَـنْ تَـحـيا المغاني

ودَعْـهُ حيثُ يـمْرِعُ في نـقاءٍ

فلـيسَ الـحُـبُّ مِنْ طـبعِ الانـاني

*************************************************************

الدنمارك / كوبنهاجن السبت في 25 كانون أول 2021

الحاج عطا الحاج يوسف منصور

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here