إنسان النصف هو الإنسان الشديد الإلحاح بطلب حقوقه و لكنه لا يقوم بالحد الأدنى من واجباته أو من ثقافة المتاح المتوفرة بين يديه
يذهب للمدرسة ليمضي الساعات فقط و همه الأكبر الحصول على تلخيص أستاذه أو المادة المطلوبة للإمتحان دون أن يكون هدفه التعلم !
يذهب للعمل و يقضي ساعاته بأي طريقة المهم بالنهاية أن ينقضي الوقت و يعود لحياته و يحصل على معاشه !
لا يدرس كطالب و لا يعمل كموظف و لا يبدع في معمل و لا يبتكر في متجر و لا ينجز في مشروع !
هو باستمرار إنسان النصف .. يطالب بحقوقه و لا يقوم بواجباته.
!!! هل يمكن أن يبرأ أي نص أو خطاب أو موقف فكري وسياسي من التحيزات الإيديولوجية سواء أكانت معلنة أم مضمرة؟ ثم خلص البعض إلى أن رفض التدخل الإيديولوجي في النص هو موقف إيديولوجي في ذاته! فلا فكاك من الإيديولوجيا وإن ظن الفرد أنه بريء من توجيهاتها. إذ أن محتوى الوعي يتوسّط بين الواقع وتمثيله الفكري وتصوّره الذهني، فيؤول الإنسان الواقع على وفق نظم المعاني المستقرة في وعيه، وهذا بالفعل، أقرب إلى طبيعة الشرط الإنساني.
كما ستبرز الفلسفة الظاهراتية التي سوف تمتد إلى العقل الثقافي المعاصر متأخرا منذ أواخر الثمانينات، باسمها المباشر أو ببعض تجلياتها، ولكنا سوف تتجنب مفهوم الإيديولوجيا بكل التباساته وظلاله السيئة في الاستعمال العام. فليس ثمة وعي زائف وآخر مطابق للواقع الموضوعي المستقل عن الوعي. فادعاء المطابقة وصِفَة الإقصاء والزعم باحتكار الحقيقة المطلقة. وإنما الحقائق نسبية اجتهادية، نقارب بها بقدر المستطاع، وبما هي كذلك فإنها ليست ثابتة ساكنة، والثابت الوحيد فيها تدافعها في مسرح الحياة الاجتماعية، ومن شأن التدافع أن يسهم في التطوير الديناميكي للفكر والوقع معا” .!
!!!! لا يأخذ «البريء» الحياة على محمل الجد؛ لأنه لا يرى – أو بالأحرى لا يريد أن يرى- الصعوبات والتحديات الكامنة فيها، إنه ذلك الطفل العفوي القابع بداخلنا، والذي يُريد – من كل قلبه- أن يرى المقربين منه بجانبه، وأن يعتمد عليهم في حياته؛ لأنه يثق فيهم، ولأنه يخاف خوفًا شديدًا من فكرة أن يتخلى أحدهم عنه.
ولأنه دومًا متفائل ويولي الآخرين اهتمامًا وثقة كبيرين؛ فإنه غالبًا ما يكون محبوبًا في الأوساط المحيطة به. أما عيبه الأبرز، فيكمن في كونه لا يرى نقاط ضعفه، وأحيانًا يُنكر وجودها، تمامًا كما يُنكر وجود المشاكل في حياته؛ فتكون النتيجة أنه يؤذي نفسه والآخرين معه دون أن يدرك.!
!!!!لدى «اليتيم» شخصية بسيطة شديدة التواضع تجعله يرضى بأقل القليل. وهو يمثل الجانب الكسير الجريح في النفس البشرية، ذلك الجانب الذي يجعلنا نشعر بأننا غرباء مقطوعون عن جذورنا، ويُكسبنا بعضًا من التعاطف، والحكمة، والواقعية، والذكاء، ولكنه يجعلنا في الوقت ذاته نخشى أن يشعر أحدهم بمدى انكسارنا وضعفنا فيستغلنا، ولذلك فإن هذا النمط من أنماط الشخصية يفضل أن يبقى على علاقة قوية مع والديه وعائلته.
وعلى الرغم من تمتع «اليتيم» بصفات حميدة كالذكاء والتعامل مع الأمور بواقعية، فإنه دائمًا ما يعجبه دور الضحية ويعيشه، فهو يُلقى باللوم على الآخرين باستمرار، وكثيرًا ما يُحملهم فشله أو عدم كفاءته، ويتوقع منهم معاملة خاصة؛ لأنه يظن باستمرار أنه جريح كسير القلب يجب أن يتلقى الاهتمام والرعاية الكافيين من الآخرين. ولذلك؛ فإنه يستمر بجرح نفسه ومن يحاولون مساعدته.
!!!! يتمتع المحارب بشخصية صلبة وشجاعة، وهو يمثل ذلك الجانب في النفس البشرية الذي يسعى إلى تحقيق أهدافه رغم كل المعوقات التي تظهر في طريقه، وهو يفكر في الأمور ببساطة؛ لأنه واثق من إمكانيته في التغلب على كل ما يعيقه، إلا أنه – على الرغم من ذلك- يختار المعارك التي يخوضها بعناية شديدة؛ لأنه لا يريد أن يضيع مجهوده هباء. أما العيب الأبرز لنمط المحارب فهو يتمثل في تعامله مع الآخرين بشيء من الغطرسة، وعدهم أعداء محتملين له قد يعيقونه عن سعيه للفوز وتحقيق النجاح.
!!!! المستكشف ذلك الجانب في النفس البشرية الذي لا يهاب المجهول ويريد اقتحامه، وهو يعد نمطًا أيقونيًا؛ لأنه يساعدنا على اكتشاف تفردنا ومعرفة من نكون وماذا نريد حقًّا من هذا العالم. وعلى الرغم من أن هذا النمط يُعد أحد الأنماط الأيقونية، فإنه غالبًا ما يقع في فخ المثالية التي تجعله ينسى ما يملك حقًّا، ويسعى وراء أهداف مستحيلة ظنًا منه أنها تحمل له وضعًا أفضل مما هو عليه.
!!!! يمثل «المدمر/ الثائر» ذلك الجانب من النفس البشرية الساخط على الأعراف الاجتماعية البالية وعلى الظلم والفساد. وعلى الرغم من أن هذا النمط قد يبدو قاسيًا، فإنه يمهد الطريق نحو التغيير والإصلاح، وهو لا يعبأ بالأخطار التي يواجهها أو قد يجلبها على المحيطين به. ومع أنه يدرك تمام الإدراك أنه يعيش على أعتاب الموت، فإنه لا يتخلى أبدًا عن سعيه وراء الإصلاح.
!!!! يعبر نمط المبدع عن كل أصحاب المواهب في الحياة سواء علا أو قل شأنهم، وهو يمثل ذلك الجانب من النفس البشرية الذي يحب الإبداع، ويسعى دومًا للتعبير عن نفسه وعن المجتمع من حوله عن طريق الفنون والآداب. ولكن الخيال الجامح ليس دائمًا في صف المبدع، إذ إن سعة خياله تبعده أحيانًا عن الواقع وتجعله يعيش في عالمه الخاص.
!!!! القائد.. يتحمل المسؤولية ويتزعم الآخرين , يمثل هذا النمط هذا الجانب من النفس البشرية الذي يلهمنا تحمل مسئولية اختياراتنا وتبعات قراراتنا. وعلى من يسيطر عليهم هذا النمط من الشخصية أن يكونوا حذرين للغاية؛ لئلا يقودهم حب التحكم والقيادة إلى أن يصبحوا طغاة مستبدين، يسعون لفرض قوتهم بأي ثمن وبكل الطرق المشروعة وغير المشروعة.
!!!! الحكيم.. الباحث عن الحقيقة, يسعى هذا النمط من أنماط الشخصية إلى معرفة الحقيقة مهما كلفه ذلك، وهو يمثل ذلك الجانب الحكيم من النفس البشرية، الذي يرى العالم بموضوعية شديدة، وتتمثل أكبر مخاوف هذا النمط في أن تكون الحقيقة والمعرفة التي بذل جهدًا كبيرًا في سبيلها معرفة واهية غير مبنية على أسس صحيحة.
!!!! المهرج.. أكثر الأنماط مجونًا وكسلً , على الرغم من أن هذا النمط يعد أكثر الأنماط مجونًا وكسلًا، فإنه يلعب دورًا محوريًّا في نفوسنا؛ فهذا النمط يشجعنا على التفاعل مع الآخرين والنظر إلى الحياة نظرة إيجابية، وأيضًا على عدم تضخيم مشاكلنا وإعطائها حجمًا أكبر من حجمها.
وعلى الرغم من ميله للسخرية والمجون، يعد هذا النمط هو أكثر الأنماط التي تفهم الهدف من الحياة، وبالتالي يستمتع بها؛ لأنه يعيشها كما هي بتناقضاتها وجنونها، ولذلك فإن الملل يعد أكبر مخاوفه؛ لأنه يقدس المرح. ا