مباحثات فنيَّة مع إيطاليا لتنفيذ مشروع الربط السككي مع أوروبا

مباحثات فنيَّة مع إيطاليا لتنفيذ مشروع الربط السككي مع أوروبا

 بغداد: نافع الناجي
شرعت الحكومة العراقيَّة بمباحثات فنية متقدمة فعلية مع إيطاليا لوضع المخططات المطلوبة لتنفيذ مشروع ربط السكك الحديد من ميناء الفاو إلى تركيا، بغية إيصال البضائع الواردة من الشرق إلى أوروبا.
ويحظى العراق بميزة مهمة بسبب موقعه الجغرافي على طريق الحرير، ويسعى لاستغلالها والإفادة منها.
وقال مدير مركز دراسات البصرة والخليج العربي قيس ناصر: إنَّ “المشروع يقع في وسط طريق أو في قلب طريق الحرير القديم للمنطقة”، مبيناً أنَّه “تكملة للقناة الجافة، بمعنى أنَّ ميناء الفاو الكبير جزءٌ من المشروع المتكامل، وأساس المشروع هو الميناء، ثم يأتي العمل على القناة الجافة عبر الربط السككي، ليُصبح المشروع متكاملاً ونافعاً للبلاد”.
بدوره، أوضح مدير عام مؤسسة الموانئ فرحان الفرطوسي أنَّ “رئاسة الوزراء ووزارة النقل بصدد إحالة مشروع القناة الجافة إلى إحدى الشركات الإيطالية المتخصصة لغرض إعداد الخطة الرئيسة (الماستر بلان)”.
وأضاف أنه “تم إعداد دراسة جدوى في العام 2010 بما يخصّ ميناء الفاو”، مشدداً على “ضرورة أن تكون القناة الجافة جزءاً لا يتجزأ ومكملاً لمشروع الميناء”.
ولفت الفرطوسي إلى أنَّ “مشروع ميناء الفاو لا يمثل حاجة محلية فقط وإنما حاجة دولية أيضاً، فمن خلال هذا المشروع العملاق يسعى العراق إلى تحقيق الربح من عائدات مرور البضائع القادمة من الشرق إلى أوروبا وبالعكس، لا سيما بعد انخفاض عائداته ووارداته المالية من النفط”.
وفي السياق، شدَّد الخبير الاقتصادي د. حكيم عاجل الجابري، على “أهمية أن يكون العراق قناة برية لربط الشرق بالغرب بواسطة الربط السككي عن طريق مياه الفاو أو المناطق المجاورة له”، معبراً عن “اعتقاده أنَّ المشروع إن تمَّ تنفيذه بشكل تكاملي، يصبح بداية حقيقية وقوية للخروج من الاقتصاد الريعي النفطي الخطر إلى الاقتصاد المتعدد”.
يشار إلى أنَّ تفعيل ربط السكك الحديدية بين العراق وأوروبا عبر تركيا التي يمضي العراق بتنفيذه عبر تفاهماته مع إحدى الشركات الإيطالية، سيُعزز حركة النقل التجاري الداخلي والخارجي من الموانئ، ولاسيما ميناء الفاو ومن شأنه أن يختزل الزمن في نقل البضائع بين قارتي أوروبا وآسيا ضمن طريق الحرير بشكل عام، وسيفتح للعراق مورداً مالياً ضخماً، يرفد ميزانيته العامة بشكل جيد ويُسهم بإنعاش قطاعاته الاقتصادية المختلفة.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here