مراهقات تيك توك

مراهقات تيك توك

 بغداد: سرور العلي
أمسكت سجى قاسم (15 عاماً) هاتفها النقال وابتسامة انتصار تعلو وجهها. كانت تُحصي عدد الإعجابات الذي يتضاعف كلَّ ساعةٍ على ما تقدِّمه، الأمر الذي ملأها سعادةً وفخراً. تلتمع عيناها الخضراوان بتعليقات الامتنان والمحبّة والغزل المباشر وغير المباشر، وتبتسم: “هذا الدعم الذي أتلقاه يجعلني أستمرّ بتقديم محتوى من جديد”.
لم تكن سجى الطالبة في المرحلة الثانوية تعلم أنَّ الفيديو الذي قامت بنشره على موقع “تيك توك”، ويصوِّر مشاهد حركاتها الراقصة على إيقاع أغنية رائجة هذه الأيام، سيجعلها مشهورةً في غضون عشرين دقيقة فقط، توالت عليها الإعجابات، وازداد متابعوها الذين أصبحوا ينتظرون كلَّ ما هو جديد تنشره. تقول ضاحكة: “لم أصدّق وقتها كمية المشاهدات التي حصلت عليها، والتعليقات التي انهالت عليَّ، إنهم يطالبونني بالمزيد، وهذا يشجعني على المضيّ في تعلم حركات جديدة، وحفظ أغانٍ شبابية ليرقص عليها الجميع”.
حال سجى كحال كثيرين ممن يبحثون عن الشهرة في العالم الرقمي، وتزداد تلك الظاهرة يوماً بعد يوم، لا سيما مع استحداث تطبيقات جديدة، وأجهزة مختلفة.
والدة سجى أشارت إلى أنَّ تلك التطبيقات تسبِّب ضغطاً نفسياً، ولاسيما على فئة المراهقين، فهم يتعرضون للتنمر الإلكتروني والانتقاد والتحرّش، ويتراجع مستواهم الدراسيّ، كما أنَّ الشهرة السريعة تجعلهم مطالبين بتقديم المزيد من المحتوى الذي يُزيد الإعجابات والمتابعين، وأنَّ ضغطاً كهذا يولّد كآبة ويخلق أفكاراً تتعلّق بالانتحار. لكنها مع ذلك لا تستطيع منع ابنتها من الظهور على تيك توك والاحتفال بكونها “مشهورة”.
وبرغم امتعاض أمِّها، تُصرّ سجى على مواصلة ما تقوم به من دون ملل، هي كأقرانها من مشاهير تيك توك المراهقين ليس بمقدور النصائح الوقوف أمام إغراء شهرةٍ وإعجابٍ يتحققان بأقلّ مجهودٍ.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here