قصة قصيرة حلم أم ندى

فارس حامد عبد الكريم

بما يشبه الحلم حصلت عائلة ندى على مساعدة أحدى المنظمات الإنسانية، لعلاج ندى في احدى الدول الاوربية من مرض ولادي …

تقول ام ندى بتعبير عراقي خالص ان حياتنا تغيرت 180 درجة مئوية، شقة جميلة فيها كل مستلزمات الراحة، كانت ابنتي  محل حفاوة واهتمام الناس حتى في محطات المترو كان هناك سيدات وسادة يجلسون معها ويحدثونها احاديث مغلفة بإبتسامات رقيقة وساعدوها على تعلم اللغة ، في أحد المطارات الداخلية تقدم منها صبي مؤدب انحنى وقدم لها قطعة شيكولاته ملفوفة بوردة …

كانت هناك سيارة مع سائق ينقلنا الى المستشفى، كادر تمريضي وطبيب يستقبلنا عند الباب.

لقد عوملت ابنتي كأميرة!! تغيرت ملامحها المأساوية الى ملامح السعادة الحقيقية، بعد اربع سنوات كبرت الطفلة ندى وبدأت تتكلم وسجلت في المدرسة ، كانت هناك مدرسة خاصة تزورها في المنزل، قالت لي ياأمي  انا الان سعيدة حتى بمرضي!!!

قلت لا لها ستشفين باذن الله وتسعدين بالشفاء.

أُجريت لها عملية دقيقة وخطرة تكللت بالنجاح واصبح نطقها وحركتها افضل بكثير ….

قررنا العودة للعراق، رغم ان زوجي وجد عملاً محترماً، ولكنه كان يتحدث عن الحنين للوطن، وان اصدقاؤه يلحون عليه بالعودة ، صديقه ابو علاوي اتصل به مؤخراً، وهو من باءت جميع محاولاته للهجرة بالفشل، مشتاقيلك عيني ابو نداوي شوكت ترجعنه (بعد شوية يبجي).

 اقول له يمعود ابو نداوي خلينه هنا!!!

واخيراً عدنا للعراق، اول عائلة زارتنا هي  عائلة ابو علاوي والجنط بعده ما مفتوحة….

دخلوا علينا وبيدهم علية جكليت رخيصة، ليس مهماً فالهدية برمزيتها، لابقينتها المادية كما يقال!

ها ام ندى قالت ام علاوي اول دخولها البيت …

 ها بشرينه يا خيه هاي بنتج (السگط) عالجتوهه. لا .. خطية!!

ها …  أي لا … اي بنتي الأميرة …. ندى ندى  … يا كاع انشكي وبلعيني…. (لايمكن استخدام غير هذا الوصف الذي يليق بمثل هذه الواقعة).

تقول ام ندى وهي تبكي بكاءاً مراً وهي تستعرض شريط الأحداث الحزينة المتعاقبة التي لن أشغل بال القاريء بها ؛ مابنيناه في سنوات الغربة تم اسقاطه بلحظة (سگط)  في مدينتنا الريفية الباسلة.