عراق الأمان من مسك الختام الى قيادة اللئام

مرحبا بكم في عراق الأمن والامان والراحة والاستقرار ورفاهية العيش الرغيد في ضلال العدالة والحرية والمساواة تحت سقف الديمقراطية المستوردة من بعيد، عفوا اظن أن ذهني قد شط بعيدا الى سواحل المدينة الفاضلة التي افترضها افلاطون او ربما الى كوكب اليابان، والآن استيقظت من هذا الحلم على دوي الواقع المرير مختلطا بصرخات الاطفال واستغاثات الامهات الثكلى حيث لم يحلو لعواصف الدماء وهدير صرخات الأشلاء التي نزفها العراق منذ عقود متواليات لم يشأ طوفانها ان ينحسر وهو يودع سنة 2021 الا وهو يختمها بمجزرة المقدادية ويستفتح السنة الجديدة 2022 في اول ايامها بمذبحة (جبلة) حيث يرفل البلد برعاية وعناية وحماية صناع السلام والامن والاستقرار تحت عباءة السيستاني والمالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي والحلبوسي … الخ من بساطيل ايران النتنة وسابعهم كلبهم مقتدى الصدر وتياره الذي ما أتى على خسيسة الارفعها ولا كريمة الا وضعها ولا وطنيا الا قتله ولا شريفا او عالم الا شرده حتى طوتهم البلاد ونسيهم العباد فرارا من مطارق الظلم والفساد كله بمباركة سدنة الطغيان المستبدين وجلاوزة الانحلال المفسدين هكذا هي دائما الاسطوانة المشروخة لسيناريو المليشاوية الطائفية الايرانية المجوسية الولائية والصدرية التي رقصت على آمال وآلآم جثة العراق الجريح تصم الاذان وتقطع الافئدة اربا فما كاد عام 2021 ان ينصرم حتى بدأت الاحزاب والمليشيات تستعد لتمثيل دورها المتكرر في مسرحياتها الدموية المرهبة للشعب قبيل الانتخابات البرلمانية لتمارس وتمرس بآلاتها الدموية العراق وشعبه المندثر لسحق بقايا الصوت الحر والكلمة الابية ولتكمم الافواه الصارخة وتصدع النفوس بفنون من البغي السافر والعدوان القاهر والفساد العاهر.

بدأ اختيار واعداد المسرح عندما زار مخرج المسرحية ومهندس الطائفية الارهابي هادي العامري زار مدينة المقدادية واختارها مسرحا للأحداث لفترة كان مقررا لها بتدافع مجريات الساحة الى الوضع الذي سوف يحسر نفوذ القائمة المليشيات الولائية في معرض الحقائب الوزراية في الانتخابات البرلمانية المرتقبة وجد العامري وزمرته الولائية وجدوا ضالتهم المنشودة. يقول هادي العامري في فيديو منشور على اليوتيو (ان ديالى هي مفتاح استقرار العراق فاذا استقرت ديالى استقر العراق) كانت هذه الرسالة التي اضاءت الضوء الأخضر لبدأ المسرحية فبدأ الممثلون بتقمص الادوار واعداد النصوص الهزلية وتوزيع الادوار على الشخصيات التي تقطر من انيابها زفرات الدماء البريئة وتفوح من اشداقها رواح النتن الكريهة. كان العامري وازلامه لهم زيارات مكوكية لأستطلاع المنطقة فهي من الناحية الآيدلوجية خليط من السنة والشيعة وكانت الغالبية في الاصل للسنة ثم حدث ان تم تهجيرالسنة ابتدا من 2006 الى 2016 كانت هذه المنطقة متوترة باستمرار فالمد الايراني قريب ومتواتر لكن في نفس الوقت لم يتم الاستئصال الديموغرافي الكامل لأشتثاث القرى السنية التي بقية صامدة امام المد المجوسي الايراني الطائفي، وعندما لاحت في افق المشهد العراقي بوادر حل الحشد الشعبي ونزع سلاح المليشيات وسحب البساط من تحت اقدام كارتيلات الفساد تحت قبة البرلمان قامت الاحزاب الولائية بحركتها المارثونية بقلب الطاولة على دعاة الحرية والتحرر- في ساحات التظاهر -من ربقة الأستعباد الايراني تحت جناح المذهبية الطائفية التي سوغت لها ان تجثم على صدور العراقيين سنين عديدة وازمنة مديدة فضح ذلك كله وبعين وقحة قيس الخزعلي في تغريدة له بعيد الاحداث قال فيها (دمائكم عزيزة ويجب الثأر لها بتطهير كل الاماكن التي يستغلها الارهابيون في ديالى والمحافظات الاخرى) ثم يلوح بعد ذلك بالخطأ الفادح في عزل الحشد الشعبي والمليشيات عن الساحة وهو بذلك يريد رجعية الساحة الى مربع المشروع الطائفي والاجندة الايرانية التي تطرح المليشيات كورقة ضغط رابحة على طاولة الازمات لحشر العراقيين مجددا في زاوية الطائفية وحفرة المرجعية المذهبية. وهذا يدل بشكل سافر على ان الذي سيحدث امر دبر بالليل والنهار بسير حثيث من قبل ايران وميلشياتها لأحراج الكاظمي شريك الامس وعدو اليوم والكتل التي ستفوز في مسرحية الانتخابات الهزلية بزعزعة الاستقرارالهش بشوكة القتل والتهجير الطائفي على حساب ارواح الابرياء بلا ذنب لهم او جريرة سوى ان طوق نجاة المليشيات الولائية التي انتهى دورها وتكاد ترمى على مزابل التاريخ تريد التعلق بهذا السيناريوالذي نسخ متكررة حدثت في وقعت هذه المجزرة خلال معركة المقدادية. ففي 26 يناير 2015 أحكم الجيش العراقي والميليشات الشيعية سيطرتهم على مدينة المقدادية وفي نفس اليوم سيطروا على قرية بروانة التي تقطنها عائلات سنية معظمها نزح من مدينة المقدادية نتيجة القتال. وقال شهود عيان إن رجال يلبسون زياً عسكرياً أخذوهم من منازلهم وقسموهم لمجموعات صغيرة واقتادوهم إلى حقل وأجبروهم على الركوع ثم اختاروا البعض وأعدموهم رميا بالرصاص الواحد تلو الآخر. وأكد مركز حقوقي في بغداد أن العدد النهائي للضحايا هو 78 قتيلا بينهم شيوخ وأطفال تم إعدامهم بشكل جماعي فضلاً عن اختطاف 65 من سكان القرية ما زال مصيرهم مجهولاً حتى الآن. وقد صرح العامري وقتها بقوله (يوم الحساب قادم سنهاجم المنطقة حتى لا يبقى منها شيء هل رسالتي واضحة).

أركان الكركوكلي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here