لكل سلوكٍ فتوى!!

الفتاوى فاعلة والقوانين عاطلة , ومَن يرى غير ذلك فعليه أن يأتي بدليل وبرهان , فالفتاوى الرغبوية فوق الدستور والقانون , ولكل مُتبرّج بدين مَن يقلده ويمضي على خطاه , وهو من أجهل الجاهلين بالدين , لكنه يعلق قميص سذاجته وبهتان ذاته على مَن يتمنطق بدين.

ولهذا فأن النسبة العظمى من السلوكيات بمساوئها وآثامها وخطاياها , وجرائمها مسوّقة بفتاوى مَن تغلبَت عليه رغباته , وما يعتلج في دنياه من مطمورات سوداء وعاهات نكراء.

فلا يوجد سلوك مهما كان نوعه ودرجة بشاعته دون فتوى تشجع عليه , وتدفع إلى تكراره وإعتباره طقسا مهما يقرّب إلى الرب المتصوَّر , وفقا للأهواء والنوازع الدفينة في دنيا البشر الذي كشّر عن غابية ما فيه.

فلو سألتَ أيَ مجرم عن جرمه لأجابك بأنه لم يقترف جريمة , وإنما إستجاب لفتوى مَن حسب الدين مظهرا يبرر فعل ما يشين , لأنه في عرفه هو الدين.

فالدماء تسفك بفتوى!!

والفساد يتعاظم بفتوى!!

والظلم يتأكد بفتوى!!

وما دامت الأدينة تجلس على الكراسي وتتسلط , فأن سفك الدماء شعارها وقتل الأبرياء منهاجها , وإستعباد الفقراء ومصادرة حقوقهم من واجبات وجودها على رؤوسهم , وكذلك الجد والإجتهاد في تجهيلهم وتجريدهم من إنسانيتهم , وتحويلهم إلى قطيع راتع في حظائر هيمنتها على مصيرهم.

فلا تتحدث عن الدستور والقانون في مجتمع مقبوض عليه بالفتاوى المعادية لجوهر الدين!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close