«دولمة» وفايبر كلاس

«دولمة» وفايبر كلاس

 بغداد: مآب عامر
(هل تجيدين طبخ الدولمة؟) سؤال طرحه أستاذ مكلف باختبار لدخول كلية الفنون الجميلة على طالبة تمَّ قبولها للدراسة.. يقول غيث (21 عاماً)، إنَّ السؤال كان صدمة بالنسبة لي، فلم أكن أتوقع أن يُطرح سؤال كهذا لغرض القبول، بينما يتم رفضي بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والمشاركات والجوائز.
فعندما كان غيث ينتظر نتائج تخطي اختبار دخول كلية الفنون الجميلة، قيل له: لا مقاعد شاغرة تتابع دراستك فيها!
النحات غيث علي هاشم، من قضاء الصويرة في محافظة واسط، ناجح لدرجة أنه شارك بمعارض محلية ودولية مهمة وخاصة في فن نحت وتصميم (الفايبر كلاس)، فضلاً عن أنه متطوع مع مجموعة من الشباب في تقديم الخدمات الإنسانية.
الشاب الذي تخرج في معهد الفنون الجميلة قسم التشكيل فرع النحت بعد حصوله على معدل (85) بالمئة. وكان مشروع تخرجه هو نُصب لشخصية (گلگامش) الحضارية، بدا مشغولاً بتحقيق حلمه المستقبلي، ويعلم أنَّ تحقيق ذلك يمرّ بالدراسة في كلية الفنون الجميلة.
وضع غيث خطته بالفعل، وعليه أن ينافس للالتحاق بكلية تعتمد على اختبارات عدة لغرض القبول، مثل المعدل الدراسي والموهبة والسيرة الإبداعية وغير ذلك. لكن غيث لم يُقبل بين طلابها.
أصيب الشاب بالإحباط بسبب القرارات التعسفية، كما يصفها.. قرارات لم تسرِ على الجميع، فبعض الطلبة من الذين تقدموا لهذه الاختبارات معدلاتهم أقل ومواهبهم أضعف.
ولكي يتمكن الشاب من معرفة أسباب عدم قبوله، رغم تخطيه الاختبارات بجدارة وإشادة الأساتذة بتفوق مهاراته في فن النحت، اضطر لمقابلة عميد الكلية لطلب إعادة النظر في قبوله.. العميد اعتذر عن إمكانية القيام بشيء.
على غيث، لتحقيق حلمه وطموحه، توفير مبلغ مليون ونصف مليون دينار سنوياً للالتحاق بالدراسة المسائية، وإذ وجد عدم قدرته على تأمين ستة ملايين دينار لأربع سنوات دراسية، قرّر أن يتعلم ويجيد فن الطبخ.. “الدولمة” تحديداً
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here