خصوم الصدر يستسلمون.. التنسيقي : لا فائدة من حضور جلسة اليوم

بغداد/ تميم الحسن

مبادرات قديمة وجديدة ستنطلق خلال الساعات المقبلة لمحاولة ثني زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، عن موقفه بـ”تجميد” مفاوضات تشكيل الحكومة.

وأرغم الصدر، خصومه من الشيعة على الاستسلام لفكرة تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، بعدما احتكر بيده اوراق اللعبة.

وحتى الان، لا يمكن ان تعقد جلسة البرلمان اليوم الاثنين، كما كان مخططا لها قبل اسابيع بسبب تعليق التيار لحضوره وربما يتبعه حلفاءه بذات الخطوة.

وفسرت الانعطافة الاخيرة بسياسة زعيم التيار، بانها جاءت عقب تزايد الضغوط الخارجية والداخلية لإشراك القوى الشيعية بالحكومة، وتصاعد الهجمات الصاروخية الاخيرة على شركاء.

تهديدات..

وبحسب ما وصل الى (المدى) من مصادر عليمة، ان التحالف الثلاثي، الذي يضم الصدر والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة (يضم تحالفي عزم وتقدم)، كان قد وصل الى “حسم كل الاستحقاقات قبل ظهور مؤشرات خطيرة”.

المصادر التي تتحدث من داخل غرف الحوارات، تؤكد ان “هناك نوايا بإحراق كل شيء في العراق اذا لم يتم اشراك القوى الشيعية المعروفة بـ(الاطار التنسيقي) في الحكومة”.

وتعرض الصدر، الى اتهامات كشف عنها هو شخصيا في مقطع تسجيلي بثه الاسبوع الماضي، بـ”شق البيت الشيعي”.

كما كان زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، قال قبل ايام بان الوحدة الوطنية لن تتحقق “اذا كان المكون الاكبر مبعثرا” في اشارة الى القوى الشيعية.

وحذر الحكيم، المعروف بهدوئه، في خطاب وصف بـ”الاعنف”، القوى السنية والكردية “أن لا يبعثوا برسائل خاطئة تجرح مشاعر شركائهم في البلاد من أبناء المكون الاجتماعي الأكبر”.

ودعا الحكيم في كلمة اثناء الذكرى الـ19 لاغتيال عمه والزعيم السابق للمجلس الاعلى محمد باقر الحكيم بسيارة مفخخة في النجف، “الاشقاء والاصدقاء” إلى اتخاذ “موقف الحياد” وعدم التلاعب بالعراق الواحد “على حساب تكتيكات مكشوفة وآنية وغير مجدية”، في اشارة فهمت بانه يقصد تدخل قوى إقليمية في توحيد القوى السنية.

وكانت عدة صواريخ قد استهدفت مقرات حلفاء الصدر في بغداد وكركوك، آخرها كان سقوط 3 صواريخ بالقرب من منزل رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، زعيم تحالف تقدم ضمن تحالف “سيادة” شريك التيار الصدري.

وحذر زعيم التيار في عدة مرات، من استهداف شركائه السياسيين في التحالف الثلاثي، فيما هدد بعض المحسوبين على “التنسيقي” باتخاذ مواقف تصعيدية في حال إبعاد القوى الشيعية عن الحكومة المقبلة.

مناورة الصدر

ووفق تلك المعطيات، تشير المصادر الى ان الصدر قرر ايقاف المباحثات، والتي يعتقد بأنها “مناورة” للحصول على مزيد من الوقت، وشل تكتيك “الثلث المعطل” الذي لوح به الإطار التنسيقي لمنع تمرير رئيس الجمهورية على غرار الاسلوب اللبناني الذي منع اختيار رئيس لمدة تزيد عن عامين.

المحلل السياسي مناف الموسوي لا يستبعد ان يكون هناك “تكتيك” وراء خطوة الصدر، لكنه يشير الى ان جلسة اليوم “لن تعقد بسبب مقاطعة شركاء الصدر”.

وكان حسن العذاري، وهو رئيس كتلة الصدر، قد اعلن في مؤتمر صحفي، مساء الاحد، تعليق حضور الجلسة، وتجميد مفاوضات تشكيل الحكومة.

واضاف الموسوي لـ(المدى) ان “زعيم التيار الصدري تعرض الى ضغوط شديدة داخلية وخارجية لإشراك الاطار التنسيقي في الحكومة واتهامات لزعيم التيار بتفتيت الشيعة”.

ويتابع: “الاوضاع اصبحت معقدة أكثر بسبب الثلث المعطل الذي جاء عقب تفسير المحكمة الاتحادية، وتمسك الاطار التنسيقي بكل اطرافه بالمشاركة موحدا او تعطيل جلسات البرلمان”.

وكان الصدر، قد رحب أكثر من مرة بأطراف من “التنسيقي” والذين أطلق عليهم في المرة الاخيرة بـ”المعارضة الوطنية”، باستثناء نوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق.

مواقف الساعات الأخيرة

ويعتقد الموسوي انه خلال الساعات المقبلة قد تحدث مستجدات لتحريك الاوضاع، لكنه يقول ان “المشكلة ان الجميع متمسك برأيه ولا يوجد جديد حتى الان”.

وكان تأكيد زعيم التيار الصدري الاخير، لشريكه الحزب الديمقراطي الكردستاني بـ”استمرار التحالف” اشارة الى امكانية فك الانغلاق السياسي.

وقال بيان عن مكتب زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني مساء السبت، ان الصدر أجرى اتصالاً هاتفياً مع الاخير، أكد خلاله على أن “التحالف الستراتيجي متماسك وماضٍ في الإسراع بتشكيل حكومة الاغلبية الوطنية”.

ووفقا للبيان أن تشكيل هذه الحكومة يأتي “للقيام بواجباتها تجاه ابناء الشعب العراقي وتلبية تطلعاته والحفاظ على مصالحه العليا وترسيخ دعائم الاستقرار والرفاهية”.

ومازالت “مبادرة البارزاني” التي اطلقت قبل ايام، قائمة حتى الان في محاولة للتقريب بين القوى الشيعية.

ويتوقع رسول ابو حسنة، القيادي في حزب الدعوة – احد اطراف الاطار التنسيقي- ان تطلق “مبادرات جديدة” خلال الساعات المقبلة لاحتواء الازمة.

ويعتقد ابو حسنة في اتصال مع (المدى) ان “الاطار التنسيقي لن يحضر جلسة الغد (اليوم الاثنين) بسبب مقاطعة التيار الصدري”.

ويشير ابو حسنة وهو نائب سابق الى ان “الاطار التنسيقي مازال متمسكا بموقفه واذا لم يصل الى اتفاق، وهو لم يحصل حتى الان، سيكون الثلث المعطل في البرلمان”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here