ما مصير النسوة الكورديات اللواتي التحقن بداعش برفقة ازواجهن؟

بعد ظهور تنظيم داعش في عام 2013 وسيطرته على مناطق شاسعة في كل من سوريا والعراق بعد عام من ذلك التاريخ، التحق به عشرات الآلاف من المتطرفين من جميع أنحاء العالم وانضموا إلى ما يسمى بدولة الخلافة . قُتل الكثير منهم خلال معارك التنظيم فيما هرب الآخرون بهويات مزيفة لينتهي بهم الأمر في سجون شمال شرق سوريا والعراق .

الأيديولوجية الجهادية المتطرفة ، التي رفعها تنظيم داعش بدت في بادىء الامر بأنها غير قابلة للهزيمة مع توسع مناطق سيطرة التنظيم، ومن بين الذين جذبهم آيديولوجية التنظيم الإرهابي بعض المتطرفين من الجنسية الكوردية. سافر هؤلاء المتطرفون ، غالبًا مع زوجاتهم وأطفالهم ، عبر طرق غير شرعية إلى مدينة الموصل (مركز نينوى) ومركز خلافة داعش في العراق ومعقله الرئيسي ، وسرعان ما بدأوا في الانضمام إلى آلة الدعاية للتنظيم للتهديد بأن “سيف الإسلام سيصل يومًا ما إلى عاصمة إقليم كوردستان أربيل وغيرها من مدن وبلدات الاقليم ”.

 

قُتل غالبية المتطرفون الكورد الذين انضموا إلى داعش في غارات جوية أو تفجيرات انتحارية أو اشتباكات مسلحة. لكن مصير زوجاتهم وأولادهم كان أن يعيشوا في بؤس وشقاء . بعض النساء كن متطرفات أيضًا ، وعملن في أقسام مختلفة في صفوف الجماعة الارهابية.

بالصدد ، قال مسؤول الاعلام في فرع شنگال (سنجار) في الحزب الديمقراطي الكردستاني إدريس زوزاني ،  إنه لاتتوفر معلومات وبيانات دقيقة حول النساء الكورد في تنظيم داعش ، لكن يُعتقد أن اللواتي نجون محتجزات في مخيم “الهول” القريب من مدينة الحسكة بغربي كوردستان (كوردستان سوريا). المخيم ، الذي يشبه إلى حد كبير سجنًا ضخمًا ، هو الآن موطن لأكثر من 60 ألف شخص ، بما في ذلك دواعش وزوجاتهم وأطفالهم وعائلات نازحة أخرى من المناطق التي كانت تسيطر عليها داعش سابقًا.

ونقلت السلطات العراقية مؤخرا بعض عوائل داعش من الهول (وبينها النساء الكورديات) إلى مخيم في جنوب الموصل. وقال زوزاني  ، “هناك مخيم الجدعة الذي يحتجز فيه عوائل داعش” ، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 1000 عائلة من داعش قيد الاحتجاز حاليًا في العراق”.

 

ومع ذلك ، فإن قضية زوجات وأطفال مسلحي داعش ، بما في ذلك الكورد منهم ، ليس من السهل تتبعها والتعامل معها. لقد فقدت الكثير من النساء أزواجهن في الأسابيع والأشهر الأولى من إعلان الخلافة والمعارك التي أعقبت ذلك ، وبالتالي تزوجن من دواعش آخرين وأنجبن الكثير من الأطفال . وهناك حالات لنساء تزوجن ست مرات أو أكثر بعد مقتل كل زوج في ساحة المعركة.

وهذا يجعل الأمر أكثر تعقيدًا بالنسبة للسلطات لتحديد هوية النساء. وأوضح زوزاني أنه ، “على سبيل المثال ، يُعتقد أن زوجة ملا شوان ، أحد الدواعش الكورد والتي ظهرت مرارًا وتكرارًا في مقاطع فيديو دعائية في عامي 2014 و 2015 ، مازالت على قيد الحياة لكن  مكانها مجهول ويصعب العثور عليها”. وأضاف المسؤول الكوردي: “ما زلنا لا نعرف ما إذا كانت زوجة ملا شوان من بين أولئك الذين استقروا في المخيمات العراقية أم أنها في مكان ما هناك بهوية مزورة”.

في هذه الأثناء ، وإذا كانت الحكومات قلقة بشأن نساء ورجال داعش الذين نجوا من سنوات الحرب العديدة ، فإن الباحثين والخبراء الاستراتيجيين يهتمون بأطفال عوائل الدواعش الذين أمضوا السنوات الأولى من حياتهم يدرسون الأيديولوجيات المتطرفة. ويؤكد هؤلاء الباحثين والخبراء الاستراتيجيين انه ” إذا لم تكن هناك خطط لإعادة تأهيل وإدماج شاملة ، فقد يتحول هؤلاء الأطفال إلى قنابل موقوتة في المستقبل ويشكلون مخاطرة كبيرة”.

 

وتعليقًا على الموضوع ، قال الباحث الكوردي في شؤون الجماعات الاسلامية في إقليم كوردستان ، مريوان نقشبندي ، إنه زار مؤخرًا مخيّمًا في محيط الموصل ، حيث يُحتجز 200 عائلة من داعش ويطوق الجيش العراقي المخيم ، ان ” السلطات الآن في حيرة من أمرها بشأن كيفية تسجيل العديد من أطفال مسلحي داعش”. وأضاف نقشبندي أن “هؤلاء الأطفال غالبًا ما يكون لهم آباء مختلفون ، حيث تزوجت النساء عدة مرات بعد مقتل كل زوج كما لم يتم تسجيل ولاداتهم في حينها كون تواجد عوائلهم كان في مناطق تخضع لسيطرة التنظيم”.

وأخيرًا ، يبدو أن انشغال الحكومة في العراق وتركيزها بشكل أساسي على إيجاد حل للتعامل مع عشرات الآلاف من أعضاء داعش المحتجزين في سجون البلاد وطوابير لمحاكمتهم تؤجل معالجة قضية نساء وأطفال داعش او محاولة تقصي ومعرفة مصيرهم .

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here