عملية إغتيال (القرشي) رسائل ومضامين أمريكية..لمن؟

الكاتب/سمير داود حنوش

===============

عنوان المقال:

قديماً سألوا عنترة بن شدّاد: كيف كنت تهزم الأعداء..قال: (كنتُ أضرب الضعيف ضربة يهتز لها قلب القوي) ومع إن مقارنة الثرى بالثريا لا يمكن تحديدها ببدايات ونهايات معلومة بين عنترة وأمريكا، إلا أن أحداث الأيام الماضية التي شدّت العالم إلى حدث باغته برمزيته المعنوية المتمثل بتوجيه الولايات المتحدة الأمريكية ضربة عسكرية قضت من خلالها على زعيم تنظيم داعش (القرشي). ربما يحملنا إلى القول أنه كان الحلقة الأضعف في ضرب العنق لإيصال غايات بإتجاهات مختلفة ولغات شتى إلى أكثر من لاعب دولي وإقليمي بأن الوجود الأمريكي باقٍ ويتمدد عندما إغتالت زعيم داعش في عمق الأراضي السورية وفي مناطق النفوذ التركي-الروسي-الإيراني في خطابٍ إلى اللاعب الروسي بمعنى واضح وتوبيخ مبطن بفشله الذريع في إصطياد أي رمز من رموز الإرهاب أو قادته بعكس أمريكا التي دأبت على إصطيادهم إنتهاءً بالقرشي. أما من جهة ماقصدته أمريكا تجاه اللاعب التركي الأقليمي الذي دائماً ماتستهويه لغة الشدّ والجذب للحبل في توافقات وإختلافات في العلاقات مع الآخرين وفق ماتحدده المصالح والمؤثرات الخارجية في رسالة كان عنوانها أن قوات سوريا الديمقراطية التي تقاتلها تركيا هي حليف إستراتيجي ومهم بالنسبة لأمريكا خصوصاً بعد الدور المهم الذي لعبته هذه القوات في مساعدة الأمريكان بمهاجمة مقر زعيم تنظيم داعش والإطاحة به، لكن يبدو أن الهدف الأساسي والغير معلن الذي قصدته أمريكا من عملية الإغتيال هو ذلك المضمون إلى إيران والذي لايقل أهمية عن كل تلك الغايات وهو أن أمريكا بفعلتها التي قضت على زعيم أكبر تنظيم إرهابي بإمكانها تكرار سيناريو إغتيال أي قائد أو هدف عسكري يدين بالولاء لإيران ويتخذ من الأراضي العراقية مقر له كحادثة إغتيال قاسم سليماني خصوصاً بعد هجمات الطائرات المسيرة التي تبنتها فصائل مسلحة لدول خليجية كالإمارات ذلك الحليف الإستراتيجي لأمريكا.

في كل الأحوال هي رسائل متعددة الإتجاهات لكنها ذات مضمون واحد وهدف معين وهو أن أمريكا لازالت ذلك البلد القوي وليس المريض الذي يصوره البعض في عهد بايدن وإن الإنتقادات التي وجهت إليها عقب إنسحابها المخزي من أفغانستان ماهي إلا أوهام الشامتين.

عموماً هي رسائل قد تكون علنية وبصوت مسموع للجميع يفرض عليهم تقبله ورضوخهم للأمر الواقع، لكن ماهو أخطر تلك الرسائل السرّية والخفية التي كانت مثل كاتم الصوت الذي يغتال الهدف دون أن يصدر أي ضجيج أو صوت مسموع، تلك الأحداث التي توالت في الأسابيع الماضية مثل إنضمام مجموعة من الشباب اللبناني إلى داعش في العراق وطريقة عبورهم من الحدود اللبنانية إلى السورية فالعراقية بمحاولات أقل مايقال عنها أنها مشبوهة وتثير أكثر من سؤال وريبة عن طريقة تهريب هؤلاء وعبورهم كل هذه الحدود وتخطيهم أجهزة الأمن والمراقبة للدول الماسكة لحدودها ودخولهم الأراضي العراقية مع ماترافق ذلك من هجمات داعشية على سجون سورية مثل (الحسكة) لإطلاق سراح أعتى مجرمي الإرهاب وسط صمت أمريكي ولامبالاة دولية تزامن ذلك مع تعرضات لداعش على قطعات عسكرية عراقية ونقاط مراقبة وتخوفات عراقية من إشتداد شراسة هذه الهجمات خصوصاً مايُشاع عن دخول أعداد من داعش إلى الأراضي العراقية.

كل تلك الرسائل السرية والعلنية تؤكد أن الفاعل الأساسي والرئيسي في اللعبة لازال باقياً وأن عملية خلط الأوراق ماهي إلا أسباب وجيهة لوجوده وتواجده خصوصاً مايصرح به القادة الأمريكان في أكثر من مناسبة أن خطر داعش لازال موجوداً وأن الوجود الأمريكي لابد منه لضمان الأستقرار.

نعم..ضمان الأستقرار للمصالح الأمريكية وموطئ قدم لهم. أما شعوب هذه البلدان ذات المساحات الغنية بالخيرات فلا إستقرار ولا أمان لهم. أما من يقول أن أمريكا سترحل عن بلادنا فهو أما مغفل أو مجنون.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here