قصص برقية مثل قصيدة الهايكو

بقلم مهدي قاسم
1 ــ
قال كأنما يروي نكتة طريفة جدا :
ـــ فجأة تذكرتُ “كوميديا الخليقة ” المضحكة المبكية
و قهقهتُ بمليء قلبي
فحينذاك تكسر فخار حزني المتخثر
مهشما شظايا متناثرة وفقاعات متلاشية .
بينما أنا أنزع عن كتفي معطف كأبتي
منشدا مع نفسي : فلا شيء يستحق الحزن
فأقترب أيها الفرح لاحتضنك بقوة !.
2 ــ
من ضراوة ضجري عطستُ بقوة
كأنما ارتجت السماء مهتزة ومتأرجحة
متراخية فوق رأسي هالة ساطعة
بملايين كواكب ومجرات مجهولة و غامضة .
3 ــ
بحر ظامئ قايضني سمكا و ملحا
بينما أنا منحته ماء جبليا نقيا و عذبا ..
روى راعي البراري لحبيبته الفلاحة
مفتخرا بشطارته البارعة !
4 ــ
ما رأيت الحب إلا عبودية منصاعة متبادلة
بتراض مازوخي و سادي مشترك
مع استسلام عجيب لنشوة متألمة :
قال عاشق عتيق ملخّصا خبرته الطويلة والحافلة !
5 ــ
من شدة حبه لها عشقا مهووسا *
قتلها ثم التهمها
قطعة … قطعة
بعد طبخة متمهلة ومتأنية
ثم بكى بمرارة لفقدانها الأبدي
كطفل يتيم و مهجور
يبكي على غياب أمه الضائعة ! .
………
*فكرة المقطع الأخير ولدت بناء على خبر قديم لحادثة وقعت في باريس يفيد بإقدام طالب ياباني يدرس في جامعة سوربون على قتل حبيبته الفرنسية ومن ثم أكلها بلذة و شهية بعد طبخها مبررا ذلك من شدة حبه لها !..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here