كيف تتعامل أمريكا مع مختلف الدول وخصوصا العربية وهل بنفس الطريقة ولماذا ؟؟؟

Attachment thumbnail
  د.جعفر القزويني

لا يستطيع احد من المستائين من ادارة ترامب ان ينكر سعادته بهزيمة هذا الرجل وانتهاء حكم دام اربع اعوام من التوترات علي مستوي

 العالم بسبب اسلوبه وسياساته في كثير من الملفات الدولية وملف الشرق الاوسط بصفة خاصة ،

لقد كان لهذا الرئيس تاثير كبير علي المؤسسات الامريكية واثرت شخصيته علي المحيطين به وتسبب في ازمات داخلية وخارجية ادت في النهاية الي استقالت العديد من المحيطين به وعلي راسهم وزير الخارجية بسبب ازمة حصار قطر والتي نشبت عقب مؤتمر الرياض في مايو 2017 والتي اعطي فيها ترامب الضوء الاخضر للرياض وابو ظبي لحصار قطر والتمهيد لاحتلالها لولا تدخل البنتاجون الذي رفض هذا المخطط .

ولكي نكون منصفين في هذا الطرح لابد من معرفة دور السياسة الخارجية وكيفية تعاملها مع المنطقة العربية .

فهناك محددات للسياسة الخارجية الامريكية في المنطقة وتشمل هذه المحددات :

الممرات المائية البحر الاحمر والبحر المتوسط والخليج العربي وبحر العرب وتعمل الولايات المتحدة علي تواجدها في هذه الممرات لتامين مصالحا واتاحة حركية الحركة لاساطيلها التي تجوب المنطقة .

المضايق التي تضمن سهولة الملاحة “باب المندب قناة السويس جبل طارق مضيق هرموز” وتعمل الولايات المتحدة علي تامين هذه المضايق لانها تتحكم في مرور الاساطيل البحرية وناقلات النفط العملاقة ايضا من مناطق الانتاج الي الاسواق العالمية .

الطاقة “الغاز والبترول” والموارد الطبيعية

الاسواق ..والمعني بها الاسلحة الامريكية والتكنولوجيا التي تباع الدول العربية ” وتعتبر الدول العربية الاكثر اقتناء للاسلحة الامريكية

امن الكيان الصهيوني وهذا احد اهم النقاط الرئيس التي تحرص الادارة الامريكية علي توفير الحماية لهذا الكيان الغاصب وتفوقه عسكريا وتكنولوجيا

وتحرص الادارة الامريكية علي تواجدها من خلال سفاراتها وقنصلياتها في الدول العربية .

والسؤال الذي يطرح نفسه كيف تتعامل الولايات المتحدة مع هاته الدول وهل سياستها واحدة تجاه كل دولة ام مختلفة باختلاف موقعها ؟

في حقيقة الامر الادارة الامريكية تقسم العالم العربي الي اربعة مناطق :

المشرق العربي “العراق سورية الاردن فلسطين لبنان

الخليج العربي السعودية، الامارات ،البحرين، عمان الكويت اليمن ،

المغرب العربي “ليبيا تونس الجزائر المغرب موريتانيا

حوض النيل “السودان ومصر

تختلف السياسات تجاة الدول طبقا للقضايا الكبري المركزية للدول العربية

فلسطين المحتلة

التحولات المركزية في دول الثورات العربية

الموارد الثروات الطبيعية

الصراع والتنافس الدولي “

اللعب علي الصراعات البينية بين الدول العربية

قطرو الامارات قطروالسعودية قطر والبحرين ادي لخلق ازمة

ازمة الشرعية التي تعاني منها بعض الدول العربية وتحتاج الي داعم مستغلا ازمة شرعيتها لأنه يري ان هذه الازمة تجعل النظام قابلا للقيام بكل ما يطلب منه

الصراع الاقليمي في المنطقة بين السعودية وايران وتركيا تنافس علي الدور والمكانة والنفوذ يستخدم فزاعة ايران في مواجهة دول الخليج وفزاعة الدور التركي وتمدده تجاة دول الخليج.

عدم الاستقرار السياسي في دول منها السعودية اليمن وليبيا وسورية العراق والصراع بين الاقاليم الثلاث لبنان والاردن.

لذلك لن  يحدث تغير جذري  في السياسة الامريكية في المنطقة العربية لعدة اسباب منها  :

النظم السياسية تزداد انبطاحا وعدم الاستقرار يزداد ترسخا

تعاني المنطقة من العديد من الازمات السياسة والاقتصادية الاجتماعية والامنية التي تجعلها غير قادرة علي فرض اجندة اولويتها علي السياسة الامريكية

الدول العربية قدمت وقبلت سياسات الابتزاز خلال السنوات الاخير وقبلت بالتطبيع مع الكيان الصهيوني

في مقابل ترسيخ انظمة الاستبداد والفساد في المنطقة العربية ، فحفظ بقاء السيسي في مصر وصعود والبرهان في السودان وحافظ علي النظام الهش في السعودية بوصول بن سلمان لولاية العهد و لم يقدم شيء لليمن وسورية والعراق وليبيا ولازال الصراع مستمر وحروب بالوكالة في هاته الدول .

رئيس الولايات المتحدة يسعي لتحقيق مصالح امريكا علي حساب كل دول العالم بما فيها الدول العربية فلم يحدث ولن يحدث ايان كان الرئيس ديمقراطي او جمهوري.

فالنظام السياسي في الولايات المتحدة الامريكية ايان كان من يحكم يسعي لتحقيق مجموعة من المصالح الاستراتيجية الكبري للولايات المتحدة الامريكية ، هذه المصالح الكبري يتم وضع مجموعة استراتيجيات طويلة ومتوسطة وقصيرة الاجل ،

استراتيجية المائة عام واستراتيجية الخمسين عام واستراتيجية العشر سنوات واستراتيجية الخمس سنوات وتبني هاته الاستراتيجيات علي ترتيب الاولويات .

فالقطب الاوحد في العالم لن ينسحب من اي منطقة في العالم لأنه يري العالم مسرح عملياته الكبير وكل اقليم يحقق مجموعة من المصالح الاستراتيجية ، وفِي اطار السعي نحو تعزيز الهيمنة ولن تنسحب الولايات المتحدة من اي اقليم في العالم .

فهذه ثوابت ومسلمات وفِي ظل مبدا مونرو عام 1823 وضع الهدف الاول في خلال ال100 عام القادمة ان تصبح الولايات المتحدة الامريكية القوي الاولي في العالم الجديد “امريكا الشمالية والوسطي و امريكا الجنوبية “وفِي المائة عام الاولي بعد الاستقلال اصبحت الولايات المتحدة القوة الاولي في العالم .

وبالفعل في عام 1895 لم تصبح هناك دولة اوروبية تحتل اي جزء من العالم الجديد الا بعض الجزر،وفِي المائة عام الثانية وفي 1991 اصبحت القطب الاوحد في العالم .

فمن يعتقد ان السياسة الامريكية ستتغير تجاه النظم العربية بما يتوافق مع رغبات الشعوب في التغير باعتبار ان الديمقراطيين اكثر اهتماما بحقوق الانسان وقضايا الراي العام وقضايا الشعوب فهو حالم ويعيش علي الاماني .

الرقص على الرمال المتحركة فى العالم العربى

يعتبر أمن إسرائيل هو الهدف الرئيسى وحماية تدفق النفط الخليجي ومحاربة الإرهاب كلها تحت مظلة واحدة بالنسبة لفريق المدرسة الواقعية في وزارة الخارجية والدفاع الأمريكيتين وهي مظلة الاستقرار الإقليمي التي تضمن عمل أجهزة الأمن ضد أي عنف مسلح ومنظم قد يحمل في طياته مشروعا سياسيا مناوئ  للمصالح الأمريكية. ولضمان مثل هذا الاستقرار الإقليمي تغاضت الولايات المتحدة عن ممارسات نظم حكم عربية عديدة تميزت بالانتهاكات المنتظمة لحقوق المعارضين والأقليات إضافة إلى الفساد المنظم الذي حرم أغلبية الشعوب من أي ثمار للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

كما هيمنت وزارة الدفاع تدريجيا على وضع السياسات التفصيلية لتحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية الثلاثة مقارنة بوزارة الخارجية الأضعف والأقل أهمية.

إن دعم النظم الديكتاتورية الحاكمة في الشرق الأوسط كان دائما في القلب من سياسة الولايات المتحدة في المنطقة ولكن الأثار الجانبية لهذه السياسة بدأ يفوق العائد منها حيث افرزت هذه النظم ذات المشاكل التي كانت الولايات المتحدة تؤيدهم من أجل احتوائها في المقام الأول، فصارت النظم المكلفة بضمان الاستقرار هي منبع الاضطراب.

 

لماذا يفرح بعض العبيد العربان ويحزن آخرين عندما تغيير الأفعى الصهيوصليبية جلدها؟

لماذا يفرح عبد عربي غبي بانتصار الحمار الديمقراطي وكأنه حرر قدسه المغتصب واسترجع ماله المنهوب وقبلهما كرامته الذبيحة وحريته السليبة؟

بينما في اللحظة نفسها يقيم أخوه العبد العربي الغبي الآخر مأتما وعويلا على هزيمة الفيل الجمهوري وكأن القدس احتلت اليوم وأعلنت بداية نهب ماله فجاع عياله بعد شبع وتروع آل بيته بعد أمن وذبحت كرامته بعد عز؟!!

كان أجدادنا يقولون عن وصف حال كالذي يحدث في انتخابات الرئاسة الأمريكية إستبدال “موسى الحاج بالحاج موسى”!!

وهذا ما حدث بالضبط …

استبدال “ترامب” سليط اللسان دموى القلب، “ببايدن” لطيف اللسان ودموى القلب!

فبايدن هو نفسه ترامب المجرم لكنه بنسخة “كيوت

إن الفرق بين بايدن وترامب هو كالفرق بين أميني جبهة التخريب الوثني “بيل-الخادم” و”زمال بنت عباس

والفرق بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي هو نفسه الفرق بين جبهة التخريب الوثني والراندو الأستئصالي!

مشكلتنا الحقيقية هي التيه والضياع، الذي جعلنا مثل الصلعاء التي تتباهى بشعر جارتها!!

ضياعنا وعدم امتلاكنا لأمرنا كعرب هو الذي جعلنا كائنات بافلوفية لا حظ لها في الفعل، وكل دورنا في الحياة مجرد ردود افعال صدوية نعتقد -من سذاجتنا وخورنا وعجزنا- أن ردود الأفعال الصورية الحمقاء هذه، هي ما نجسد به وجودنا بين الكائنات البشرية.

أو قل عنا أننا مثل الشباب في تلك البلاد الخارجة عن تغطية المدنية الحديثة، شباب لا يعرف شيئا عن كرة القدم إلا ما تدركه عنها الأعين، ولا يشاهد الكرة والملعب واللاعبين إلا على شاشة التلفزيون، ومع ذلك تجد القوم هنا ينقسمون فريقين أحدهما مع الريال والثاني مع برشلونة، فتشتد بينهما الفرقة من التشجيع إلى التعصب فالعداء الذي يهيء أجواء قد تصل حد الاقتتال لأجل هدف في هذه الشباك أو في الشباك المقابلة!!

وحل هذه المعضلة هو صحوة حقيقية تمكننا من إيجاد أنفسنا، ويومها فقط سوف نستيقظ من سباتنا ونودع معه حالة الأحلام والأوهام والكوابيس الحمقاء، فنهتم بأنفسنا وبقضايانا ولن ننشغل أبدا بغيرنا وقضاياهم!

إن ما نراه من مظاهر التنافس والإختلاف الذي يصل حد التخوين والطعن في الشرف والاتهامات الخطيرة التي يكيلها بنو “جمهر” لبني “مقرط” أو يكيلها الأواخر للأوائل هي في الواقع واحدة من أهم وأكبر الكذبات الكبرى في التاريخ الحديث!!

لا… بل هي أخطرها على الإطلاق، ذلك أن أي فرية كبرى أو خديعة فظيعة حدثت في التاريخ كانت حدثا له زماكانية محددة، انتهت بناهية فترتها الزمنية ولم تتعدى نطاقها الجغرافي مهما اتسع، وإن ظل كثير من الخلق أو جلهم يعيشون تداعياتها على مر الزمن.

لأنها تصنع للناس واقعا جديدا وتفرض على مستقبلهم معطيات وثوابت، بل ومسلمات لم لم تكن موجودة قبل الحدث (تغيرات جيواستراتيجية، جيو سياسية، هيئات ومنظمات جديدة، رؤى وأفكار مغايرة، صعود أمم وأنظمة وشخصيات وانكسار آخرين واندحارهم أو زوالهم تماما).

أما حقيقة التنافس على حكم أمريكا بين الحزب الجمهورى ونظيره الديموقراطي فماهي إلا فرية عظمى مستمرة تأبى كتابة فصل النهاية، لأنها في الواقع تشبه عمليتي الشهيق والزفير الذي يضمن التنفس للكيان الصهيوني، الذي جعل كل شؤون البشر وكافة مناحي حياتهم طيعة في خدمته ومكرسة لإطالة أجله.

لذلك ينتصر الكيان الصهيوني بنصر الجمهوريين ولا يتأذى بهزيمتهم، تماما كما ينتصر بنصر الديموقراطيين ولا تسوؤه هزيمتهم، لأن “شعب الله المختار” أراد لخدامه أن يفعلوا كل شيء وأي شيء ليكون هو المنتصر دائما!

فلو جمعت بين مدلول رمزي الحزبين الديموقراطي والجمهوري (الفيل/الحمار) ستحل المعضلة التي يستعصي على الكثير فهمها.

إن الصهيوصليبية الحديثة يا سادة دمجت بين قوة الفيل الجبارة وغباء الحمار وخضوعه فصنعت قوة لا تقهر تكفيها شر قتال أعدائه وتضمن لها الحماية وترعب أعداءها من دون مواجهة.

إن أمريكا في خدمة الكيان الصهيوني سواء في شكل حمار طيع بقوة فيل إذا حكم الديمقراطيين، أو فيل جبار طيع كالحمار تحت حكم الجمهوريين!!

بالله عليكم يا عرب ويا مسلمون… ما الفرق بين الجمهوري الذي يصنع طغاة الأرض والديمقراطى الذي يستبدلهم بطغاة “مودرن” أو “كيوت”!

ستبقى مهمة أمريكا الوجودية تحت حكم هذين الحزبين العميلين (أكثر عمالة لتل أبيب من عمالة FLN وRND لباريس) هي هدمة وحماية الكيان الصهيوني وفعل ما يأمر به اللوبي الصهيوني، ومن الغباء المجنون أن نفكر في أن آليتي حكم اليهود لأمريكا ومن خلالها العالم بأسره، يريدون نشر الديمقراطية فى العالم وإنما إنشاء محميات للثروات تابعة ومخلصة تدر الأرباح على الشركات والبنوك الصهيونية المسماة أمريكية، تسهر على هذه المهمة أنظمة ديكتاتورية ككلاب حراسة لهذه الثروات، تعاقر الفساد وتدين بدين الخيانة ولكنها ذات مظهر ديمقراطى!

وخلاصة القول ما قاله رجل ألحد واتخذ عداوة أمريكا دينا له، فكان أشرف وأنبل من ملايين ييممون شطر بيت الله الحرام خمس مرات في اليوم!

ففي سنة 1960 اشتدت معركة الرئاسة الأمريكية بين “نيكسون” و”كينيدي”، وسأل صحفي الزعيم “الفيدال لأفكاره وأيديولوجيته” كاسترو

أيهما أفضل… نيكسون أم كينيدي”؟

نظر الزعيم إلى قدميه نظرة شموخ إلى الأسفل تحمل كل الوقار والحكمة وقال: لا فرق بين فردتي حذاء ينتعلهما نفس الشخص!

لا تتعبوا أنفسكم بالتحليل السوفسطائي والاستنتاجات الهرطقية… هل هناك فرق بين أن تشتري “كوكا كولا” أو “بيبسي”؟

لا فرق تماما… نفس الثمن … نفس شكل العبوة.. نفس الذوق… نفس بلد التصنيع

فهل فكرت من صاحب “الماركتين”؟.. ولمن أعطيت نقودك؟

إنه نفس الشخص الذي ينتعل في قدميه فردتي الحذاء (الديموقراطي والجمهوري)!!!

فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِىٓ إِلَى ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌۢ بِٱلْعِبَادِ

وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here